Accessibility links

إعلان
إعلان

هامترامك – « اليمني الأميركي» – سيمون البرت:

يعكس تطور مهنة انتاج المجالس اليمنية التقليدية المعروفة بالمجالس العربية مدى ارتباط اليمني الأميركي بثقافة الوطن الأم ومدى حرصه في الوقت ذاته على تطوير أعماله والاستفادة من حِرَف بلاده؛ حيث صار العمل في هذه الحرفة يتسع في عدد من المدن الأميركية بما فيها مدن ولاية ميشيغن، ففي مدينة هامترامك، يوجد عدد من المحلات أبرزها محلات المدينة لعفان الحالمي.
وكان الرئيس ترامب وإدارته عملوا على تغيير نظام الهجرة ضمن ما التزم به ترامب خلال حملته الانتخابية، وترتب على ذلك حظر وصول المسافرين من ست دول، بما فيها اليمن، بحجة أنها في حالة حرب، بما في ذلك الفائزين باليانصيب.. إلا أن الذين وصولوا إلى أميركا قبل ذلك القرار، عبر اليانصيب، حققوا نجاحات في مجالات مختلفة، بما فيها العمل في إنتاج المجالس اليمنية التقليدية..
صحيفة (اليمني الأميركي) تقف في هذا التقرير على واقع هذه الحرفة من خلال قصة واحد ممن قدموا لأميركا عبر اليانصيب وبدأ تجربته من الصفر، وهو أحمد الخليدي، الذي صار يملك حالياً، محلات مفروشات أوسان.

 

حرفة الأسرة 

علاقة أحمد بهذه الحرفة ممتدة عبر أسرته؛ فوالده كان قد عمل في السعودية في خمسينيات القرن الماضي، وأسس مشاريع في عدد من مناطق اليمن.. بدأ أحمد مع هذه المهنة العام 1990، وكان حينها عمره 11 سنة، وبدأ خياطًا بموازاة مواصلة تعليمه لمدة سبع سنوات تعلم خلالها الكثير من مهارات هذه المهنة، وفي العام 2008م فتح محله الخاص في حضرموت/ شرق اليمن.

 

أميركا واليانصيب 

مثل كثير من الشباب الطامحين، حلم أحمد بالسفر إلى أميركا، وقرر تجريب حظه عبر اليانصيب، واستعان بمكتب جمال الغزالي الذي يعمل في مساعدة الناس في الحصول على فيزا اليانصيب بمدينة تعز منذ 2000م.

يقول جمال: سجلنا ما يقارب 30 ألف شخص، ونجح 70 شخصًا، وحصة اليمن الآن ما يقارب 600 شخص، لكن الفائزين بالفيزا حاليًّا غير مسموح لهم دخول الولايات المتحدة مثل بقية المسافرين من البلدان المحظورة، حسب قرار ترامب.. وعدد الحالات الموقوفة يقارب ألف شخص خلال عامي 2017 و 2018، ومن مكتبنا ما يقارب 50 شخصًا موقوفًا من السفر.

 

البيسمنت 

كان أحمد ممن فازوا بفيزا اليانصيب قبل قرار الحظر، واستطاع السفر، ووصل إلى ولاية ميشيغن العام 2010 وساعده حينها خالد ومحمد القسيمي اللذان لهما فضل كبير في تشجيعه على مزاولة هذه المهنة.. يقول، “بدأتُ حياتي هنا مثل الآخرين في العمل في المطاعم والورش، وكذلك محطات البنزين، وفي نفس الوقت كنت أعمل في الدور الأرضي (البيسمنت) في إنجاز مجالس عربية يمنية، حيث اشترى لي أحد الأصدقاء ماكينة خياطة صغيرة، وكان لديه قماش، وأنجزتُ أول مجلس، وكانت الردود مشجعة، وخضتُ عدة تجارب.. لكن لم يكن العمل مجديًا لي؛ بسبب ما كان يتطلبه من نفقات”.

 

ديربورن 

عندما فشل أحمد في العمل في الجنوب الاميركي عاد إلى ميشيغن، وبدأ مرة أخرى في العمل في (البيسمنت)، لكن هذه المرة بشكل مكثف إلى أن قرر أن يفتح له محلّا خاصًّا به في حي (ديكس) بمدينة ديربرون.. اختار أحمد اسم (أوسان) لمحله، وأخذت تجربته تنمو، وأصبح له معمل ومخازن ومعرض.. واختياره اسم (أوسان) انطلق مما للاسم من دلالة تاريخية يمنية.. ما يميز تجربة أحمد هو حرصه على إنجاز المجالس العربية بلمسة يمنية فريدة يتميز بها عن الآخرين، مؤكدًا أن أرقام مبيعاته حاليًّا تثبت نجاحه.

يقول: “نحن أصحاب مهنة وحرفة، نتميز في أننا نبيع مجالس صديقة للبيئة وعازلة للحرارة، وخدماتنا متميزة وأسعارنا معقولة أيضًا”.

ويضيف: “الردود الإيجابية التي تصلنا من الذين يتعاملون معنا مشجعة، وما يميز مجالسنا اليمنية، أيضًا، نوعية الأقمشة المستخدمة وتصميمها”.

“أكثر الزبائن هم من اليمنيين والعرب، والآن يأتي أميركيون أيضًا”.. ويتابع: “من المواقف التي واجهتني، مؤخرًا، موقف يتعلق بدخول أميركية للمحل، وطلبت تصميم مجلس يمني صغير، وتم تفصيل المجلس، وعندما سألتها: لمن؟، أجابت: إنه هدية لزوجها اليمني في عيد زواجهم”.

عن تجربته حتى الآن يوضح أحمد أنه استطاع أن يؤسس له حضورًا في سوق المدينة، بل يقول إنه استطاع أن يبيع حتى الآن 600 مجلس، وهذا من وجهة نظره “دليل على نجاحنا، وأيضًا سمعتنا بين الزبائن”.

 

الصعوبات 

من الصعوبات التي مرت بها تجربة أحمد في هذا المجال هي تدريب الكوادر التي تعمل معه، “خاصة أننا نوظف الطلاب الذين يحتاجون للعمل، وأيضًا القادمين الجدد إلى أميركا فلدينا ما يقارب 17 عاملا في (المخازن والمعمل والمعرض)”.

يتطلع أحمد لتطوير تجربته وامتلاك مصنع كبير خاص بالإسفنج، وهذا – كما يقول – حلم كبير، لكن، غالبًا، المشروع الصغير يصبح لاحقًا مشروعًا كبيرًا، فهكذا علمتنا الحياة، حد قوله.

وينصح الخليدي أمثاله أن يتخصص في هذه الحرفة ويدرس أولاً. يقول: أنا ما زلتُ أذهب يومين للدارسة في الكلية لتعلم كيفية التعامل مع الأجهزة الحديثة.. معربًا عن شكره لصحيفة (اليمني الأميركي) وناشرها رشيد النزيلي لحرصها على الاقتراب من الناس ونقل قصص تجاربهم.

 

نجاح المشروع

جمال الغزالي يعرب عن سعادته بما تحقق لتجربة أحمد الخليدي، لاسيما وأن جمال هو ممن ساعدوا أحمد في البداية عند حصوله على فيزا اليانصيب.. يقول جمال: “بدا أحمد جادًّا في المعاملة والرغبة في السفر على الرغم من أنه كان لا يعرف أحدًا في أميركا.. فتوليتُ المعاملة ورتبت له عنوانًا يصل إليه، وبعد استلامه للفيزا انطلق واستقبله الأصدقاء وبدأ حياته العصامية.. وتوقعت له النجاح لأنه رجل صادق ولديه همة وسرعة بديهة، وفعلاً كما توقعت، فمشروع مفروشاته صار ناجحًا في أميركا”.

خالد القسيمي شخصية اجتماعية معروفة في مدينة هامترامك، ويساعد جميع من يبدأ حياته في المدينة.. يقول عن أحمد:” كنت أتوقع نجاحه؛ لأنه نشيط ومثابر، وكان فقط يحتاج فرصًا”.

   
 
إعلان

تعليقات