Accessibility links

الجالية الأميركية الأوكرانية في مترو ديترويت: الوقت يمر صعبًا للغاية!


إعلان
إعلان

ديترويت – “اليمني الأميركي” – سايمون آلبا:
نتذكر جميعًا مدى البطء المؤلم الذي كانت عليه الأيام التي سبقت غزو أوكرانيا.

بينما اخترقت المناورات العسكرية الروسية ببطءٍ حدود الأراضي ذات السيادة الأوكرانية، حبس الناس في جميع أنحاء العالم أنفاسهم بشأن ما سيحدث بعد ذلك.

مقاطع الفيديو التي تم تداولها بشكل محموم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حول علاقة بوتين بأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والغرب نفسه، وتحدثت حكومة الولايات المتحدة بقوة عمّا يمكن أن تفعله العقوبات بالنخبة الروسية.

لجزء بسيط من السياق، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2021 قائمة مطالب على دول حلف الناتو من أجل تهدئة التوترات في أوروبا الشرقية، تم تقديم هذه المطالب، التي تدعو أوكرانيا إلى عدم الانضمام إلى الناتو مطلقًا، وإخراج أسلحة الناتو من أوروبا الشرقية، من بين مطالب أخرى قُدمت مع بدء روسيا في حشد القوات بالقرب من الحدود الأوكرانية.

بما أن هذه المطالب لم يتم أخذها في الاعتبار من قِبل الدول الغربية، تحركت روسيا إلى الأمام مع غزو أوكرانيا، ابتداء من 24 فبراير/ شباط. تَواصَل الغزو، الذي تضمن هجمات ضد كييف وماريوبول والعديد من المدن الأوكرانية الكبرى الأخرى، وما زال مستمرًّا حتى كتابة هذا التقرير.

 

الجالية

لكن بالنسبة للناس في الجالية الأميركية الأوكرانية، كان هذا وقتًا صعبًا للغاية.

بعد يومين من غزو أوكرانيا، جلستُ مع صديقتي ناتاليا (التي تم تغيير اسمها للخصوصية) على الغداء.. كانت تعيش بالقرب من ترنوبل عندما كانت طفلة قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة.. طلبتُ منها أن تأتي إلى مطعم في وسط مدينة ديترويت.

لقد جاءت من العمل بقبضة مرتعشة على كأسها من الماء.. أوضحت ناتاليا أنها وعائلتها كانوا يحاولون إعادة الاتصال بأصدقاء عائلتها في البلد المحاصر، كانوا يحاولون الإخلاء من كييف قبل أن يصل أيّ هجوم إلى العاصمة الأوكرانية.. قالت أخيرًا: «أشعر بتوتر شديد».

مع تدفق الدعم والتضامن، احتشد الناس في جميع أنحاء البلاد لدعم القضية الأوكرانية.. أصبح زيلينسكي وجيشه يقاتلون هجوم بوتين العسكري، الذي انتهك أمن دولة ذات سيادة.

ردًّا على الغزو الشامل لأوكرانيا، وعد بايدن وحلفاء الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية تهدف على وجه التحديد إلى استهداف الأوليغارشية الروسية الأقرب إلى نظام بوتين، إلى جانب المؤسسات المالية الروسية.

وقال بايدن – في مؤتمر صحافي – 22 فبراير/ شباط: «بدءًا من الغد، وحتى الأيام المقبلة، سنفرض أيضًا عقوبات على النخبة الروسية وأفراد أسرهم».. «إنهم يشاركون في المكاسب الفاسدة لسياسات الكرملين، ويجب أن يشاركوا في الألم أيضًا».

العقوبات

هناك مشكلة واحدة فقط في هذه العقوبات الاقتصادية، كما يشرح جوزيف رايت وأبل إسكريبوا فولش – أستاذا العلوم السياسية في ولاية بنسلفانيا وجامعة بومبيو فابرا – وهي تتعلق بالنفط.

في مقال صاغه الأستاذان، تحدثا عن كيفية استخدام العقوبات الاقتصادية بنجاح في الماضي لزعزعة استقرار الأنظمة الاستبدادية.

على سبيل المثال، فقَد عيدي أمين من أوغندا دعم النخبة السياسية بسبب العقوبات الاقتصادية التي منعته من تمويل أسلوب الحياة الفخم لمؤيديه.

هناك الكثير من الأمثلة الناجحة للعقوبات الاقتصادية كوسيلة لزعزعة استقرار الأنظمة التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، «ومع ذلك، هناك تحذير مهم لقاعدة أن العقوبات تزيد من احتمال أن تفقد الأنظمة الاستبدادية سلطتها»، كما جاء في المقال.

«لم تزعزع العقوبات، تاريخيًّا، استقرار الديكتاتوريات من أيّ نوع من الدول التي تعتبر مصدرًا رئيسيًّا للنفط».

وجاء في المقال: «إذا كانت العقوبات الدولية الشاملة يمكن أن تخنق بطريقة ما عائدات تصدير النفط والغاز للنظام الروسي، فقد يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار نظام بوتين».

لكن الحكومات الغربية لم تفرض حتى الآن تلك الأنواع من العقوبات، وحتى لو فعلوا ذلك، فإن الطلب غير الغربي على النفط والغاز الروسي يمكن أن “يفسد” العقوبات الغربية، حيث تشتري دول وشركات أخرى الصادرات الروسية بتكلفة أقل من سعر السوق العالمي.

ليس من المستغرب بالنسبة للبعض أن الروس العاديين، سواء أكانوا يدعمون الغزو أو احتجوا على عدوان نظام بوتين على جاره، يتحملون وطأة العقوبات الاقتصادية.

ترتفع تكلفة السلع الاستهلاكية بسرعة، والخدمات والشركات الأجنبية تغادر البلاد بسرعة، وهذا لا يعادل بأيّ حال من الأحوال انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الأوكرانيون الذين فقدوا منازلهم وسُبل عيشهم، واضطروا إلى التخلي عن أمنهم للدفاع عن وطنهم ضد جيش استبدادي.

ومع ذلك، بالنسبة لأحد أعضاء المجتمع الروسي الأميركي في مترو ديترويت، ينصب التركيز على كلٍّ من الروس والأوكرانيين الذين يفقدون حياتهم كل يوم.

ماريا، التي تم تغيير اسمها أيضًا، ولدت في كازاخستان لأبوين روسيين. بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، تم نبذ عائلتها من قِبل الشعب الكازاخستاني الأصلي في دولة الكتلة السوفيتية السابقة.

تقول ماريا إنها لا تريد أن تكون صريحة حول دعمها للشعب الأوكراني بسبب تجربة عائلتها في موطنها كازاخستان، ومع ذلك لا يمكنها أيضًا إبقاء تركيزها بعيدًا عن روسيا بسبب آراء عائلتها المتضاربة حول الغزو.. قالت: «أنا فقط لا أحب التفكير في الأمر».

اعتبارًا من العام الماضي، هناك أكثر من 40 صراعًا مستمرًّا في جميع أنحاء العالم.. كل هذه الحروب لها المعتدون والمدافعون، وشهداؤهم وشعبهم العاديون عالقون في وسطها.

في الولايات المتحدة، حيث تم إبعادنا بدرجات متفاوتة عن تلك النزاعات والصراع الذي تُسببه، من الضروري إعلان الظلم، بينما نطالب دائمًا بردّ عادل عليه.

   
 
إعلان

تعليقات