Accessibility links

التشكيلي مُحمّد العسلي: الواقعية التعبيرية والتجربة الحروفية


إعلان

صنعاء – أحمد الأغبري:  

مُحمد العسلي، تشكيلي وخطّاط يمني شاب استطاع أنْ يؤكد حضوره الإبداعي تشكيليًّا وحروفيًّا، وفي فنّ الخط، وأنجز، على مدى تجربته، (نظّم خمسة معارض شخصية خلال الفترة 2009-2015) عددًا من الأعمال تتجلى من خلالها مراحل التطور الذي حققته لوحته حتى الآن؛ وهو تطور يؤكد مدى وعي الفنان بتجربته وأهمية تعبيرها عن نزوعه للتجريب والتحديث في رؤيته.

نال العسلي إجازة عالمية في فنّ الخط من جامعة أرسيكا التركية؛ وهو ما عزّز من مهاراته الخطية وانطلاق تجربته في الحروفيات إلى فضاءات أوسع. 

تقنيًّا يشتغلُ على الألوان الزيتية والاكريليك والمائية مستخدمًا خامات مختلفة، ويظهر مدى ميله نحو الألوان الإشراقية والحرص على جمالية سطوح نصوصه البصرية، ومما يلاحظ في ألوانه اشتغاله كثيرًا في أعماله على ألوان (الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر)؛ وهي ألوان مُشعة، وبواسطتها اشتغل الفنان على لوحات الحروفيات، وهي لوحات تتجلّى فيها براعته في المزج بين الرسم والخط، مانحًا أعماله قراءات متعددة وتأويلات لا منتهية، إذ يُحلّق المُشاهد في آفاق جمالية واسعة يستشعرُ معها خصوصية هذه الأعمال وهذه الحروفيات.

في أعماله التشكيلية، ذات العلاقة بالرسم بعيدًا عن الخط، يشتغل مُحمّد، حاليًّا، ضمن المدرسة الواقعية التعبيرية، ومن أعماله الأخيرة مناظر معمارية وإنسانية من أماكن يمنية مختلفة، بما فيها صنعاء وتعز وحضرموت وغيرها.. وفي تجربته هذه يشتغل بوعيٍ جديد على اللوحة بما يعكس رؤيته للمنظور وحرصه على استنطاق الجمال الذي يراه فيه، وتعبيرًا عمّا يريد قوله، كلوحته لأحد مناظر المعمار في صنعاء، والتي يظهر فيها المعمار بتفاصيله كنوافذ القمريات والزخارف وغيرها… واشتغل العسلي على هذه اللوحة بألوان مختلفة يبرز فيها الترابي، والبنّي ومتدرجاته، وتظهر اللوحة محمولة على الرؤية الجمالية للفنان، والتي اشتغل من خلالها على النَّص البصري، وعبّر من خلاله عن جمالية تراث المعمار في بلاده. 

في تجربته في فنّ الخط العربي، قدّم أعمالاً كثيرة، باعتباره مجال دراسته، وهي الدراسة التي استغرقت منه في تركيا ثلاث سنوات حتى نال الإجازة العالمية، ويُبرِز، من خلال هذه الأعمال، مدى مهارته وصبره ودقته على إنجاز أعمال في غاية الجمال، وهو ما نقرأه في ملامح وتفصيلات كلّ عمل، وبخاصة أعماله ذات العلاقة بالرسم الخطي القرآني.

يمضي العسلي في مجالات تجربته بوعي ما زال يُحقق تميّزه في كلّ من الرسم والحروفيات والخط؛ وهي تجربة تعكسُ مدى النضج في الرؤية والتقنية، ما جعل تميّزه يتحقق في مجالاتها.

خلال اشتغاله على الرسم والخط اكتشف جماليات الحروفيات، فهو رسام يستهويه الخط وتُدهشه الحروفيات، ويجدُ نفسه، كما يقول، حاضرًا في الحروفيات وفي الخط العربي الكلاسيكي القديم وفي الرسم، مكرّسًا في كلّ أعماله رؤيته ذات النزوع الجمالي نحو قيم الإنسان الحقيقية.

   
 
إعلان

تعليقات