واشنطن – “اليمني الأميركي”:
وصف رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، دونالد ترامب، بأنه الزعيم الأميركي الأكثر تأثيرًا في القرن الحادي والعشرين.. سواء أحببتم ترامب أم كرهتموه، فقد كان له تأثيرٌ بالغ.
مع إصداره رقمًا قياسيًا بلغ ١٤٢ أمرًا تنفيذيًا في أول ١٠٠ يوم من ولايته، ظل ترامب يعمل جاهدًا، مُحدِثًا تغييرًا جذريًا في السياسة الأميركية والنظام العالمي بأسره.
وقال ترامب في تجمع حاشد بولاية ميشيغان: “نحن هنا الليلة في قلب أمتنا لنحتفل بأنجح ١٠٠ يوم في تاريخ أي إدارة في بلادنا.. لقد بدأنا للتو.. لم تروا شيئًا بعد”.
الحرب التجارية
بدأ الرئيس الأميركي حربًا تجارية ضد بقية العالم، بفرض رسوم جمركية على الحلفاء والمنافسين على حد سواء.
ويجادل ترامب بأن هذه الإجراءات ضرورية لإنعاش قطاع التصنيع في البلاد من خلال إجبار الشركات على نقل عملياتها إلى الولايات المتحدة.
في حين سارع الديمقراطيون إلى انتقاد الرسوم، رحّبت نقابة عمال السيارات المتحدة (UAW) ومقرها ديترويت برسوم ترامب الجمركية على السيارات.
لا تزال الآثار طويلة المدى للحرب التجارية غير واضحة، لكن في الوقت الحالي هزت الرسوم الجمركية سوق الأسهم وأثارت قلق العديد من المستثمرين.
يعتمد ترامب بشدة على تحرير الاقتصاد، مجادلاً بأن زيادة إنتاج الطاقة وتخفيضات الضرائب ستؤدي في النهاية إلى استقرار الاقتصاد، وخفض الأسعار، وخلق فرص عمل.
كما شنّ ترامب حربًا على الخدمة المدنية لتقليص حجم الحكومة الأميركية، وأمر بإغلاق وزارة التعليم، وتسريح آلاف الموظفين الحكوميين.
حملة قمع الهجرة
شنّت الإدارة الأميركية حملة ترحيل ضخمة، مستشهدةً بقانون يعود إلى زمن الحرب عام 1798 لإرسال المشتبه بهم من أعضاء العصابات إلى السجن في السلفادور دون محاكمة عادلة.
أثارت الحملة المناهضة للهجرة عشرات الدعاوى القضائية واحتجاجات من المدافعين عن حقوق الإنسان.
لكن ترامب وصف المهاجرين الذين يُرحّلهم بالمجرمين والغزاة.
قال ترامب في خطابه بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه: “إن طرد الغزاة ليس مجرد تعهد انتخابي.. إنه واجبي المقدس كقائد أعلى.. عليّ التزام بإنقاذ بلادنا”.
كما ألغى تأشيرات مئات الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد إسرائيل.. علاوة على ذلك، أرسل عناصر من دائرة الهجرة والجمارك لاحتجاز الطلاب، بمن فيهم حاملو البطاقة الخضراء، فيما وصفه النقاد بأنه اختطاف.
وقد دق هذا القمع، إلى جانب وقف تمويل الجامعات بسبب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ناقوس الخطر بشأن حرية التعبير في الولايات المتحدة.
استضاف ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتين في البيت الأبيض، مؤكدًا دعم واشنطن غير المحدود لإسرائيل.
ورغم ادعائه الفضل في وقف إطلاق النار في اليوم الأول من رئاسته، سمح ترامب بانهيار الهدنة ودعم إسرائيل في استئنافها هجومها الإبادي على غزة.
السياسة الخارجية
كثّفت الإدارة الأميركية غاراتها على اليمن في محاولة لدفع الحوثيين إلى وقف هجماتهم على إسرائيل وممرات الشحن في البحر الأحمر تضامنًا مع الفلسطينيين.
لكن ترامب قاوم مساعي نتنياهو لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.. وبدلاً من ذلك، يُجري محادثات مع طهران لحل الأزمة سلميًا.
أشاد مؤيدو الدبلوماسية بالمفاوضات، وأكد ترامب مرارًا وتكرارًا إمكانية التوصل إلى اتفاق.
يبدو أن الرئيس يُدرك أن حربًا أخرى في الشرق الأوسط قد تكون كارثية على الولايات المتحدة والمنطقة بأسرها، مُتجاهلاً بذلك آراء المتشددين في حزبه وإدارته.
وقال ترامب بعد الجولة الثالثة من محادثات إيران: “سنحصل على شيء ما دون الحاجة إلى البدء بإلقاء القنابل في كل مكان”.
كما يُحاول التوسط لوقف إطلاق نار دائم في أوكرانيا، مُخالفًا بذلك التوجه التقليدي في واشنطن لتمويل حالة الجمود السياسي من خلال الاستمرار في تسليح الأوكرانيين ضد روسيا.
يُظهر هذا الجهد استعداد ترامب لكسر الإجماع الحزبي، والسعي إلى نهجٍ يتجاوز الهوامش الضيقة لمؤسسة السياسة الخارجية.
عندما تولى ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني، قال: “سيكون إرثي الأكثر فخرًا هو أن أكون صانع سلامٍ وموحِّدًا.. هذا ما أطمح إليه”.
حتى الآن، لم ينجح في توحيد البلاد، وقد شاب جهوده في صُنع السلام سفك الدماء الذي يُسهّله في غزة.
تعليقات