Accessibility links

كيف نقرأ ترامب.. وهل حقًا هو أكبر عبء على الولايات المتحدة؟


إعلان
إعلان

“اليمني الأميركي” – متابعات:

تبقى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عصية على التنبؤ بها، لما تتميز به شخصية الرجل من مخالفة لدواليب السياسة الأميركية في علاقتها بالأجندات المحلية والدولية، لكن ما صدر عنه من أوامر وسياسات، بما فيها الرسوم الجمركية، قد تعود بتلك القراءة إلى الخلف، وبالتالي اعتبار الرجل غبيًا بدرجة كافية لتنعكس عليه وعلى حركته السياسية لاحقًا بشكل سلبي، وكذلك على الأميركيين أنفسهم، وربما نتفق حينها مع من يقول إن الرجل أكبر عبء على بلده.

لا تزال سياسات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في رئاسته الثانية تحظى باهتمامات كتّاب أعمدة الرأي في الصحف العالمية، إلى جانب ما يحدث من تطورات متلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا السياق نتوقف أمام قراءة موقع بي بي سي نيوز عربي لإحدى المقالات عنه، بعنوان “كيف يمكن لترامب أن يدمر حركته السياسية؟”، كتبه جدعون راشمان في صحيفة فينشال تايمز البريطانية.

يرى الكاتب أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو أعظم رصيد لحركة “لنجعل أميركا عظيمة من جديد”، لكنه في الوقت ذاته “أكبر عبء عليها”.

وتُعرف هذه الحركة اختصارًا باسم “ماغا”، وهي منظمة سياسية تضم مؤيدين للرئيس ترامب من مختلف الطبقات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة.

واستخدم ترامب تعبير “لنجعل أميركا عظيمة مجددًا” كشعار سياسي في حملته الانتخابية الرئاسية عام 2016، وكذلك في عام 2024.

يرى الكاتب أن “ترامب عبقري سياسي، ولكنه أيضًا، كما يُنسب إلى ريكس تيلرسون، أول وزير خارجية له، (أحمق) عندما يتعلق الأمر بفهم السياسة”.

ويعتبر الكاتب أن هذا التوتر بين ترامب العبقري وترامب “الأحمق” يُشكل خطرًا على حركة “لنجعل أميركا عظيمة مجددًا”، التي أسسها ويقودها ترامب.

ويشير الكاتب إلى أن “عبقرية” ترامب مكنته من إعادة تشكيل السياسية الأميركية بالكامل، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بفارق حاسم، ما منحه سلطة مطلقة داخل حزبه، كما جعلته يستطيع أن يفعل ما يشاء، لكن “المشكلة هي أن ما يريده من المرجح أن يكون مُدمرًا جدًا لأميركا”.

ويستعرض الكاتب راشمان أمثلة على ذلك، أبرزها مسألة فرض الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية من بعض الدول.

الرسوم الجمركية 

وكتب: “أوضح مثال على الطبيعة المُدمّرة للذات لسياسات ترامب هو هوسه بالرسوم الجمركية.. لا يستطيع الرئيس الأميركي، أو لا يريد، أن يفهم أن الرسوم الجمركية يدفعها المستوردون، وأن جزءًا كبيرًا من التكلفة سيُنقل إلى المستهلكين. كما أنه يعتبر عدم القدرة على التنبؤ بـ (تداعيات قراراته) أمرًا محمودًا؛ لذلك تُفرض الرسوم الجمركية وتُرفع، ثم يُعاد فرضها على ما يبدو بمحض نزوة.. النتيجة هي أن الشركات لا تستطيع التخطيط للمستقبل، وأن المستهلكين والمستثمرين يشعرون بالذعر”. 

لقد قام ترامب بالعديد من “التصرفات المشينة” في الماضي، مثل محاولة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن القليل من أفعاله السابقة أثّرت على الحياة اليومية للأميركيين العاديين، ومع ذلك سيكون الأمر مختلفًا لو تسبب في ركود اقتصادي، أو ارتفاع في التضخم أو انهيار سوق الأسهم، وفق الكاتب.

ويقول الكاتب: “يمتلك حوالي 60 % من الأميركيين أسهمًا، غالبًا في صناديق تقاعدهم.. سيشعر الكثيرون بالاستياء من الانخفاض الأخير في أسعار الأسهم.. ثقة المستهلك تتراجع أيضًا، مع ارتفاع توقعات التضخم”.

وأشار الكاتب إلى ميل ترامب لإثارة نزاعات مع جيران أميركا وحلفائها، ومن ذلك “التهديد بضم كندا، وهي فكرة سخيفة أخرى؛ ما أشعل حربًا تجارية لا داعي لها مع جار مسالم”.

“إذا ردّ الكنديون برفع أسعار صادرات النفط أو الكهرباء إلى الولايات المتحدة، فسيعاني الأميركيون العاديون، كما أن الرسوم الجمركية على المكسيك قد ترفع أسعار السلع في المتاجر.. يأتي حوالي 50 % من الفاكهة المستوردة إلى أميركا من المكسيك، وقد تُمحى أرباح شركات السيارات الأميركية الثلاث الكبرى، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على الواردات من كندا والمكسيك”، بحسب الكاتب.

كيف يُعرِّض ترامب الأميركيون للخطر؟

ويرى الكاتب أن الآثار الاقتصادية لسياسات ترامب سوف تحدد مستقبل رئاسته، لكنه يُعرض الأميركيين للخطر بطرق أخرى أيضًا، مثل إقالة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وضباط الاستخبارات، وتعيين اثنين من المؤمنين بنظرية المؤامرة على رأس جهازي الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

وكتب: “إن مشاهدة ترامب وهو يُطلق العنان لغبائه الداخلي على الحكومة الأميركية تُذكّرني بتنبؤٍ سمِعتُه من رجل أعمال أميركي بارز في يناير/ كانون الثاني: إذا نفّذ ترامب نصف ما وعد به، فإن هذا الأمر برمته سينفجر، وسيُشوّه سمعة حركة ماغا لجيل كامل”.

   
 
إعلان

تعليقات