Accessibility links

صدور رواية ونص مسرحي وديوان شعري جديد للكاتب اليمني حميد عقبي


إعلان
إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”: 

صدر عن دار أطياف للنشر في العاصمة المغربية، إصدارات جديدة للكاتب اليمني والناقد السينمائي، حميد عقبي.

وتمثلت الإصدارات الجديدة في رواية قصيرة بعنوان “يوريديس في ليلة الرازم”، ونصّ مسرحي بعنوان “ليلة ممطرة”، وديوان شعري بعنوان “دمي يسري في خد كل وردة”.

وقدّم للرواية الناقد اليمني الدكتور حاتم الشماع، واعتبر الرواية بمثابة جولة أدبية رائعة وتأمل مؤثر في تعقيدات النزوح والذاكرة والهوية. وأشار إلى أن الرواية “تتعمق في النفْس المتعددة الطبقات للوجود في الشتات، وتنسج بين الصراعات الشخصية والجماعية لصياغة سرد مقنع وعالمي”.

وقال: “يربط عقبي، وهو صوت أكاديمي وأدبي يمني في فرنسا، بين الثقافات والتاريخ، ويقدم للقراء عملاً يتجاوز الحدود الجغرافية والزمانية”.

وأضاف: “في جوهرها، تستقي رواية “يوريديس في ليلة الرازم” من الأسطورة الخالدة لأورفيوس ويوريديس، وتعيد تشكيلها ضمن محيط الذاكرة الثقافية اليمنية والشوق في الشتات. تبعث هذه التخيلات الجديدة حياة جديدة في حكاية كلاسيكية، فتضع بين شوق أورفيوس الأبدي إلى يوريديس وشوق النازحين إلى وطنهم وهويتهم. ويحول حميد عقبي الأسطورة إلى مجاز حديث، حيث يصبح المنفى هو العالم السفلي، والذاكرة هي يوريديس المراوغة، والفن هو القيثارة الأورفية التي تحاول الإبحار عبر ظلال الاغتراب”.

وأضاف: “في حين أن الرواية القصيرة شخصية للغاية، فإنها تعمل أيضًا كتعليق أوسع على الهوية اليمنية والاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي شكلت سرديات الشتات. إن عمل الروائي عقبي مشبع بثقل التاريخ، وينسج أصداء التراث الثقافي الغني لليمن في حين يشهد على صراعاته المعاصرة”. 

ليلة ممطرة 

وفيما يتعلق بالنص المسرحي الصادر بعنوان “ليلة ممطرة” كتب الناقد المسرحي العراقي الدكتور علي جابر الطائي في تقديمه للنص: “يتخطى الكثير من الكتاب المسرحيين في نصوصهم المسرحية حدود المتوقع، فيعلن البعض عن مرحلة جديدة في الكتابة تعتمد أعلى درجات التشفير، والاختزال، وقد يبرر الكاتب ذلك بخوفه من الرقيب، سواء كان الرقيب موظفًا يتبع الحكومة أو كان رقيبًا بلسان حال مجتمعه، وللوصول إلى المتلقي أصبح الاعتماد على المخرج مؤكدًا لفك الشفرات وتبسيط الدلالات، ويكون ذلك بربط الكلمات بعناصر خارج النص كعناصر العرض، والجو العام الذي يُؤسس مع الجمهور، ويكون العرض جزءًا منه.

ويستطرد: وللعودة إلى مكنونات النص وجعل ما يحمله من دلالات ناقلة للمعنى، فقد اجتهد حميد عقبي في نصه (ليلة ممطرة) للكتابة بالكيفية التعبيرية، إذ نجدها واضحة منذ بدء النص إلى نهايته، إنه يتناغم مع كتابات كبار المسرحيين التعبيريين في إضفاء الوصف الصوري على النص، وقد تصل في أحيان من هذا النص المسرحي إلى غلبة وصف فعل الشخصيات على الحوار، وليس ذلك غريبًا على هذا المؤلف؛ فهو كاتب روائي، وسيناريست، وشاعر نشر في هذه المجالات الإبداعية مجموعة من الأعمال التي لاقت استحسان المتلقي.

وأضاف: “فيما يتعلق بموضوع النص، فإنه يدور في فحواه حول المعاناة من ويلات الحروب والسياسة المتخبطة للحكومات، وقد وصف الكاتب حالة التخبط حين ذكر مذيعات ومقدمات نشرات أخبار الطقس، وهذه المقاربة بين حالة السياسية المتقلبة، وحالة الطقس المتقلب لها بالغ الدلالة على الفوضى التي يعيشها العالم في زمن كتابة هذا النص، ثم تتحرك الأحداث في تنامٍ يتضح معه أننا نرى الأحداث بعين الجمهور الغائب عن قاعة العرض، فلا جمهور يصل إلى هذا المكان الذي جرت فيه الأحداث، وكان أبطالها كل شخصيات المسرحية، وفي جعل البطولة جماعية شاهد آخر على تعبيرية النص، فكل الشخصيات تتكلم عن ذواتها، ولها كامل الحرية في البوح أمام المتلقي.

وقال الطائي: “وفي جوانب هذا النص المسرحي سيجد المتلقي حالات كثيرة مما يعرفها في حياته اليومية، قد وضعها الكاتب ليعيد خيال المتلقي إلى واقع الحياة، فكم ممن يحلم بعالم مثالي يتغنى بحقوق الإنسان والديمقراطية، لكن في الواقع تدور رحى الحروب لتطحن الحب والسعادة وتحيلها رمادًا تعصف به الرياح، ويتصاعد كالزفرات مع أرواح القتلى الذين لم تسعفهم الليلة الممطرة لحميد عقبي ليصرحوا بمشاعرهم، أو حتى يتعرفوا على جماجمهم المعتقة في برميل صدئ”.

الواقع مع الخيال

أما ديوانه الشعري الصادر بعنوان “دمي يسري في خد كل وردة” ففي نصوصه يتداخل الواقع مع الخيال، وتنبض بالكثير من الرمزية والتصوير الفني العميق الذي يعكس رحلة داخل الذات والبحث عن المعاني الأعمق للحياة والموت والعشق. 

تتوزع النصوص بين مشاهد سينمائية شديدة الخصوصية وحكايات مليئة بالتفاصيل اليمنية التي تحاكي الحياة اليومية، سواء في القرى الصغيرة أو المدن الكبرى. تتكرر الأمكنة مثل الحانة والغرفة، وهي أماكن تجسد لحظات العزلة والتأمل والوجد، كما تتقاطع مع رموز الأساطير الشرقية والغربية لتخلق عالمًا سحريًا يعكس الموروث الثقافي ويبحث عن معاني الحب والفقد والحرية.

ينبثق من هذه النصوص رفض قوي للحرب، ودعوة للسلام، حيث يُمَجَّد العشق والحلم، ويُغَطَّى العالم بثوب من الحنين إلى الأوقات التي كانت فيها لذة الحب والطفولة، وتُفتح النوافذ على الأمل. من خلال لغة شعرية وأسلوب سينمائي تشكيلي، يعبر الكاتب عن أسئلة وجودية كبرى حول الإنسان وعلاقته بالعالم، كما تتشابك فيها التراكيب الثقافية والفكرية المختلفة لتسبر أغوار أعماق الروح..

حميد عقبي كاتب مسرحي وروائي، شاعر وقاص، مخرج سينمائي وفنان تشكيلي، أصدر 6 كتب نصوص مسرحية، كما نشر أكثر من عشرة نصوص مسرحية بعدة مجلات ومواقع ثقافية، أنتج وأخرج عشرة أفلام سينمائية قصيرة، وأقام معارض تشكيلية في فرنسا، وله إصدارات أخرى في الرواية والشعر والقصة القصيرة والنقد السينمائي، بالإضافة إلى كتب باللغة الفرنسية.

   
 
إعلان

تعليقات