عبدالله الصعفاني*
الاتحاد اليمني لكرة القدم من العناد، بحيث يمضي في المخالفات بحماس مريب، وعناد شديد.
* بالبلدي.. الاتحاد المقيم في مدن الشتات لا يضرب “كرتًا” لكل الهيئات الرياضية الأهلية والرسمية اليمنية، ابتداءً بالأندية، وانتهاءً بالأولمبية، ووزارتي صنعاء وعدن، والحكومتين.
* يحدث هذا في زمن تؤكد أدبيات الاتحادين (الآسيوي والدولي) على مبدأ الشفافية والحياد في نشاطات الاتحادات الوطنية.
هذا الحال، واللهم اجعله خيرًا.
يجعل الواحد يتغطى بالبطانية جيدًا، حتى لا يحصل له في المنام ما حصل لي، عندما رأيت في ما يرى النائم أن حوارًا جرى بيني وبين ليو ميسي جعلني أقول له ويقول لي بقرون الاستشعار عن بعد.
* لقد رأيت أنني أصبحتُ الناطق الرسمي باسم اللاعب الأرجنتيني الشهير ميسى، وأنه طلب مني توجيه رسالة إلى الأخ أحمد العيسي “حلوة.. رسالة من ليو ميسي إلى العيسي..”.
* بالمناسبة.. كنت أظن أن ميسي فقط لاعب خطير، انتقل من إعاقة الطفولة إلى نجومية ليس فيها شيب أو كهولة، فإذا به يؤكد أنه يمني الهوى ومن خضرة القات في عينيه أسئلة، عرفتُ منها أنه يمني.
* ولا داعي لأنْ يتحسس أصدقائي محبو كرستيانو.. فلو لم يكن لميسي إلا حسنة أنه الامتداد الجميل لماردونا لأحبَّه النصف زائدًا واحد من جمهور الكرة الأرضية.
* وأدخل في الموضوع الحالم دوغري..
قال لي ميسي: هل تعرف العيسي..؟ قلت له “أبببب”.. كيف.. الله المستعان.. أعرف العيسي جيدًا.
هو رجل مال وأعمال وسياسة وطيران وغاز ونفط وبواخر، وهذا حقه.. لكن عنده هواية غريبة وهي صناعة الأزمات مع ما هو أهلي ورسمي وجماهيري بشكل لافت.
* وليس بيني وبين العيسي خلاف سوى أنه لا يحب سماع من يعارض قراراته حتى لو كان القرار أعوج من “الشريم”.. هل تعرف “الشريم” يا ميسي..؟!
وعاد عنده مشكلة بسيطة.. أنه يجمع بين الضيق بمن يعارضه وبين عدم الاعتراف إلا بمن يقول له أنت بابه، وأنت مامه، وأنت أنور وجدي.
* يقول ميسي – الله يرزقه:
يا مستر صعفاني.. قل للعيسي: يكفيه اتحاد كرة قدم.. بلدكم تحتاجه لرئاسة اليمن، خاصة وأنه أعلن ذات يوم عن رغبته في الجلوس في بقعة عبد ربه ذات نفسه.
الناس يعانون من ضيق العيش وغياب فسحة الأمل.. ومش صحيح أن تجمعوا يا يمنيين بين عسر ضيق المعيشة وعسر الألم من كون المنتخب اليمني الأول ضمن المنتخبات الأسوأ في العالم.. فضلاً عن غياب النشاط الكروي الداخلي وإبعاد أندية عدن من المنافسات السندويتشية ما لم ترضَ بالظلم.. ثم تساءل ميسي وكأنه مشغول حتى بالتفاصيل…
* معقول يشتكي ناشئ يمني موهوب يلعب في نادٍ مصري من أن الاتحاد اليمني بخل عليه برسالة تتيح له مواصلة اللعب في مصر.. رسالة إفادة فقط..؟!!
معقول يقدم مدرب منتخب الشباب استقالته في المطار..؟!
معقول يقدم عدنان طاهر، مدير المنتخب، استقالته قبل أن يبدأ عمله اعتراضًا على سوء التعاطي معه..؟!
معقول تفشل أعلى سلطة رياضية أهلية يمنية في الحصول على نسخة من النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم، ويبخل أمينه العام حميد شيباني حتى يرد السلام، رغم أن المطرب محمد حمود الحارثي سبق وغنّى “رِدّ السلام.. رَدَّ السلام واجب”.
ما كل هذا التورّم..؟ ما هذا..؟ هل تسمع أغاني الحارثي يا ميسي؟
* لو كنت مكان أحمد العيسي سأشتري دماغي بواحد من الخيارات الآتية…
تقديم الاستقالة من اتحاد كرة القدم فورًا؛ لأن الناس تضيقُ بالعبث وتُصاب بالكآبة والملل.
* حتى من يدافعون عمّا هو خاطئ في اتحاد كرة القدم يعانون من قسوة الرأي العام لدرجة لو كنتُ في مكان العيسي لأعطيتهم مرتبات احترافية بدلاً من الفتات.
وجميعهم يستحقون، قياسًا بما يطالهم من تجاهل خارق أو انتقاد حارق من قِبل الرأي العام الرياضي.
* بلاش الاستقالة.. لتكن الانتخابات القادمة حرة وشفافة يسمح فيها اتحاد كرة القدم للأندية بأن تختار مندوبيها بعيدًا عن فرض أسماء الجمعية العمومية، ودون اختيار لجان إدارة الانتخابات من الأصحاب وشركاء المصلحة للإشراف على الانتخاب والطعون.
يعني لا بُدّ من تطبيق مبدأ الحياد والنزاهة في العملية الانتخابية.. وبعدها حلالٌ على العيسي أن يمدَّ رجليه ولا يبالي.
* إن الأخذ بمبدأ احترام حق الأندية في اختيار ممثليها حق أصيل، وسيتيح الفرصة لتجديد الدماء داخل اتحاد كرة القدم، ومن يدري قد تُسفِرُ الانتخابات النزيهة عن التجديد للعيسي بسبب الارتعاشات المعروفة.
* وهنا أقول للعيسي، ومعي ميسي: ألا ترى بأن اتحاد كرة يمني جديد فيه جمال حمدي، دكتور إيهاب النزيلي، شرف محفوظ، بشير سنان، أحمد الأحمدي، علاء الصاصي، وهاني الصيادي، وآخرون من قائمة طويلة، سيكون اتحاد نجوم وكفاءات، وقادرًا على النهوض بكرة القدم اليمنية، خاصة وفي الدعم الدولي والتصالح مع الحكومتين ما يكفي لتحقيق النجاح.
* الأخ أحمد العيسي..
ليتك تُقدِمُ على الموقف الإيجابي الآتي..
اتصل بوزيري الشباب والرياضة في صنعاء وعدن.. برئيس اللجنة الأولمبية.. برؤساء الأندية، ومعهم أندية عدن..
قل لهم: عاد نفسي البقاء..
قل للأندية: رشحوا أفضل ما عندكم لعضوية اتحاد كرة القدم، وحينها لن يكون مجلس إدارة الاتحاد القادم مجلس هز الرأس بالموافقة على كل ما هو بائس، وإنما مجلسًا مؤسسيًّا.
* ومن موقع الناقد الرياضي أعد الأخ أحمد العيسي بشيئين.. الأول أن الرأي العام كله سيكون معه.
والوعد الثاني.. ألّا يبقى صابون الحلاقة في وجهي إلى الأبد..!
* ناقد رياضي يمني
تعليقات