عبدالله الصعفاني*
الكلام الكثير يوجع الرأس ويجيب الصداع، ولكن ما باليد حيلة..! هذا هو حصاد قيادة إدارية تدير أكثر الألعاب اليمنية بصورة تتلف الأعصاب وتحرق الدم وتفتعل صراعات الجدل.
* بذمتكم.. هل كنتم تتوقعون أن يخسر منتخبنا من منتخب سيرلانكا الذي حل عقدته، وحقق أول فوز في تاريخه على منتخب عربي مع أن الكرة السيرلانكية تتذيل المركز 204 في تصنيف الفيفا..؟
* والقضية ليست قضية نتيجة، فالمباراة تجريبية، والمفاجآت أمر واقع في كرة القدم.. القضية أن النتيجة تعكس فشلاً يدعوك للكتابة الحراقة مرة واثنتين وألف، ثم تتعود، فلا اتحاد الكرة ومطبلوه قابلون للفهم، ولا مستشاروه أخلصوا في نصيحة المتفردين بالقرار، ولا الاعلاميون والناشطون اقتنعوا بخطأ الأذان المستمر في مالطا.. ويا ليت تتبعوني.
* في تقرير إعلامي للمعلق الرياضي اليمني الدكتور محمد السعدي، المقيم في الدوحة، نبهنا السعدي إلى مستور هزيمة منتخبنا الوطني على لسان مدرب منتخب سيرلانكا، الكويتي عبدالله المطيري الذي قال ما لم ننتبه له، وهو أن هزائم منتخب اليمن الأول هي هزائم نفسية استباقية..!
أتعرفون ماذا قال:
* لقد لعب المنتخب اليمني وهو يفكر بكيفية أن يحقق أول فوز له في بطولة الخليج القادمة.. وكان المحلل الكويتي بشار عبدالله قال في برنامج رياضي إن التنافس في كأس الخليج القادم في الكويت سيجري بين 7 منتخبات، وكأن منتخب اليمن منسحب، مع أننا الفريق الثامن في هذه الدورة.
* وكلام الكوتش الكويتي الذي يدرب سيرلانكا معقول؛ لأن الكرة اليمنية التي تشارك بانتظام من خليجي 16إلى خليجي 26 فشلت في تحقيق فوز يتيم، ما يشير إلى توريث عقدة في نفوس جيل لم يشارك جلّه في أي دورة خليجية، لكن عناصره يشعرون بثقل المسؤولية، حتى إن المنتخب الحالي وهو يلعب مع سيرلانكا في الدوحة كان يركب ساعة الزمن، متخيلاً أنه يلاعب منتخبات العراق والسعودية والبحرين في دولة الكويت، مع أنه يلعب في قطر، ولم تبدأ بطولة الخليج في الكويت بعد.!.
* إن جزءًا من أسباب الفشل الدائم لمنتخبنا الوطني هو بالفعل فشل نفسي، إلى جانب تغييب المسؤولين عن اللعبة للدوري، أو إقامته بسرعة طفل يمسك كدمة يابسة، ويدق باب جارتهم ليقول لها: يا خالة، أمي تسلم عليك وتقول لك سلفيها شوية بسباس.. فهل إلى فهم وغيرة من سبيل..؟
* واسمحوا لي بالخوض في هذه النقطة عبر استفهاميتيّ السؤال… هل يوجد في العالم منتخب بلد لا يلعب مباراة تجريبية مخطط لها إلا بعد أن يقول له منتخب سيرلانكا: تعال نلعب مع بعض في الدوحة، وانت معزوم عندي غداء وعشاء ونوم ، محمول مشمول، فيوافق وكمان ينهزم في مباراة بدت كما لو أنها مجرد ملاحقة في سوق البليلي لبيع السمك.
* بالمناسبة.. هل لا يزال الأشقاء الصومال المقيمون في صنعاء يرددون قولهم المشهور “والله حاجة غريبة.. اليمنيون زادوا هذه الأيام في الصافية”..؟
* وأختم هنا باستشهاد يؤكد أن ما حدث وسيحدث من المنتخب ليس مفاجئًا بقدر ما هو يذكِّر بالأحزان، ويستنفر الفضفضة من نتائج ليست سوى حصاد نشاط محلي غائب، فإن حضر كان لمجرد إخلاء العهد المالية.
* وبالذمة.. هل هناك اتحاد كرة في العالم يطلب من أنديته أن تلعب بعد أن تتوه في الصحراء، ويجبرها على اللعب مع شروق الشمس، وكأنه في منافسة مع باعة اللبن..؟ وهل استفزكم ما حدث لنادي شباب الزيدية في تجمع ابطال المحافظات..؟
* لقد غادر هذا الفريق ظهر الثلاثاء من محافظة الحديدة ليصل إلى وادي حضرموت فجر الخميس بعد رحلة تعطَّل فيها الباص، وتاه الفريق في الصحراء الخالية قبل أن يصل إلى سيئون في حالة شديدة من الإنهاك، فتجبره لجنة المسابقات على اللعب بعد وصوله مباشرة، رافضة طلبه تأجيل اللقاء، فكان أن لعب شباب الزيدية بلاعبين نصف راقدين، فيما استسلم احتياطيو الفريق للنوم، إما جالسين أو ممتدين على ممشى الملعب، وسقطوا أمام مستضيفيهم بخمسة أهداف مع الرحمة بسبب توهان الفريق في صحراء الربع الخالي، ثم لعب مباراته في وضع النائم غير المتمكن من جلسته.
* ومع كل ذلك يصر اتحاد كرة القدم على البقاء وممارسة هوايته في إتلاف أعصاب جمهوره الممتد من اليمن.. الخليج.. والعالم.. الجمهور يستحق الاحترام وليس حريق الدم وتلف الأعصاب..!
* اللغة السنهالية لغة غالبية سكان سيرانكا.
* ناقد رياضي
تعليقات