Accessibility links

الإعلام الفضائي المقصي من خليجي 26.. ما الذي حدث؟


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

بنسب متفاوتة من الإجادة أسهم جميع الإعلاميين اليمنيين في تغطية مشاركة اليمن في دورة خليجي 26 بدولة الكويت.

* ورغم طغيان العاطفة الإعلامية على التقييم بشقه الفني الصارم، كانت المتابعة الإعلامية لمشاركة منتخبنا الوطني مقبولة في العناوين والتفاصيل والمتابعة الخبرية، ربّما لتجنب الصدام مع المزاج الشعبي العام الذي ابتهج بفك عقدة النقطة سيئة السمعة.

* وفي موضوع تغطية القنوات الفضائية، فإن من أبجديات الإنصاف الإشادة بدور جميع الإخوة مقدمي البرامج الرياضية في القنوات الفضائية بدون استثناء لأسباب ذاتية وموضوعية كثيرة، أهمها الأوضاع المالية للقنوات الفضائية العاجزة في توفير فرص التعليق على المباريات بمعلق يمني أو عمل استديو تحليلي شأن القنوات الخليجية التي أنفقت الكثير، وفي المقدمة شبكة قنوات الكأس.

* الأمر الآخر في غياب الإعلام الفضائي اليمني ولو في حدوده الدنيا المتمثل في حضور إعلاميين على نفقتهم هو ما حدث من ظهور اتحاد كرة القدم في موقع من ينثر الأشواك ومخلفات الزجاج المحطم أمام رغبة مقدمي برامج في المشاركة، وهو ما اشتكى منه بوضوح كلٌّ من الزميلين أحمد الظامري وعلي حميد الأهدل.

* اتهم  الظامري اتحاد الكرة بعرقلة سفره للكويت، مستشهدًا بالوثيقة التي نشرها مقدم الأخبار والبرامج الرياضية علي حميد الأهدل الذي أثبت أنه حصل على فيزا السفر إلى الكويت قبل ثلاثة أيام على افتتاح البطولة، لكنها اختفت بفعل فاعلين في اتحاد كرة القدم، مستغلاً كونه الوسيط الرسمي بين الإعلاميين اليمنيين وبين الجهة المنظمة للبطولة.. ولا شك أن هناك وجود حكايات إقصاء لإعلاميين آخرين ابتلعوا الإقصاء بهدوء.

* وهنا تظهر إشكالية أن الإعلاميين اليمنيين وقعوا بين كماشة عجز قنواتهم الفضائية وضيق حالها المادي وبين ما يمكن تسميته، “مكر” مسؤولين في اتحاد كرة القدم، وتصفية حساباتهم مع الإعلاميين الذين لم يركبوا موجات التماهي مع مخالفات الاتحاد وعبثه تجاه الأندية التي حط بها حال الشكوى في محكمة الكأس التابعة للفيفا.

* على أن من الأمانة الإشارة إلى أن رئيس اللجنة الإعلامية باتحاد كرة القدم الزميل خالد السودي نفى علمه بأي إخفاء لفيز إعلاميين، وأن ما حدث يتصل بالمنظمين للدورة، وليس كما تردد.. لكن المشكلة بقيت في كون اتحاد كرة القدم صاحب سوابق في هذه المسلك الذي يكتوي به غير المرضي عنهم من الرياضيين والإعلاميين، فضلاً عن تأكيد أحد منظمي البطولة بأنهم أرسلوا فيزة الأهدل، لكنها ضاعت في الطريق.

* وأما وهذه الوقفة على اتصال بفرص التغطية الإعلامية للزملاء، وحظوظ النجاح والإخفاق، فإن من الأمور التي قد تكون مهمة، تذكير الزملاء الإعلاميين المتحمسين لمرافقة المنتخبات الوطنية لكرة القدم ولم يحصلوا على فرصهم العادلة بأن هناك شروطًا غريبة، غير مكتوبة لاختيار من يرافق بعثات الاتحاد في المستقبل كما كان في الماضي، وعليهم إما الأخذ بها أو ترديد أغاني الصبر ودفع فاتورة الانتماء للمهنة الإعلامية.

* شروط سفر الإعلامي اليمني كما أراها هي ألّا ينتقد كافة صور الجهل والعبث، ولو بحسن نية الوفاء بمتطلبات المهنة.. يعني حاول التطبيل بأقوى قوتك.. ارقص لحجي.. صنعاني.. عدني.. حضرمي.. ولا بأس من برعة حارثية.. المهم لازم تلفت أنظار العسس بانك موالٍ أصلي.. أيضًا.

* احذر أن تقف في منتصف السلم، وتنتظر من “يهزرك” إلى فوق أو يسحبك إلى تحت بحجة أنك محايد.. فهذه المحاولة فاشلة.

هذا ما يجب ان يكون معلومًا حتى لا يشعر الإعلامي بالغبن، ويقع في المفاجأة على قيامه بدور المروحة، ويلوم نفسه لأنه لا وقع  ابن مهنة، ولا هو الذي زاحم على خانة الهيلوكس..!

* وفي يقيني أن الحل الذي يجعل أي إعلامي محل احترام الرأي العام الرياضي يتمثل في أن يصلي على رسول الله، وبعدها ينتقد الفاسد العابث في المؤسسات الرياضية ويقول للأعور انت أعور.. ولن يضيعه الله.. ومن يدري، قد يتحاشون قوته، ويرزقه الله ربط الحزام وتوديع أم العيال.

وحتى لو لم يتحقق المقصود، فإن الإعلامي يكون كسب نفسه وأرضى ضميره المهني، وأكد أنه ابن مهنة محترم، وضمير مجتمع صاحٍ.

* أما الإعلامي الصامت أو الراقص في منتصف السلَّم فقط فقد صار من واجب أقرب زميل له أن يدلق على رأسه تنكة ماء بارد، ويقولون له:

اشتحط.. مارس مهنتك بشجاعة.. انتقد دون أن تفجُر في الخلاف، استحضر عدالتك في الحديث عن الأبيض والأسود.. ارفع صوتك، فإنه ليس عورة.. قل للمحسن:

وانعم بك.. وقل للمطبل: أنت مطبل وعابث وعليك المغادرة من فوق أنفاس جمهور الرياضة العريض..!

 * ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات