Accessibility links

الإعلامي الرياضي اليمني.. آه مِنه.. آه عليه..!


إعلان
إعلان

عبدالله الصعفاني*

هو الوحيد في العالم الذي يتلقى التبريكات من زملائه وأهل حارته لحصوله على فرصة السفر مرافقًا أو منسقًا في منتخب أو بعثة رياضية، مع أن حصوله على الفرصة حق طبيعي باعتبار الإعلام الرياضي شريكًا أصيلًا في الحركة الرياضية.

* يتلقى الإعلامي اليمني المباركة بترشيحه للسفر، مع أنه نادرًا ما يسكن في فندق الصحفيين شأن غيره ممن تبعثهم مؤسساتهم الإعلامية.

والويل له إن رافق المنتخب الوطني الأول.. والمحظوظ هو من يرافق منتخب الناشئين لكرة القدم قبل قرار الكشف على اللاعبين بالرنين للتأكد من عدم وجود اللاعب الذي أنهى دراسته الجامعية، وبدأ مشواره مع الذرية الصالحة، فضلاً عن أن مرافقة بعثة رياضية يمنيه هو موعد مع تَلَف الأعصاب وحريق الدم، بسبب تراجع الفهم  لوظيفة الإعلامي المرافق، واشتراط أن يمثل دور الصحفي “الكيوت” الذي يسمع الكلام ويرضي حتى اللئام.

* والمؤسف أن من الإعلاميين من يفهم عند تكليفه بمرافقة بعثة رياضية أنه مطالب بتجاهل كونه ضمير الجمهور الرياضي، حتى إن هناك من يلغي مهمته في نقل حقائق ما يجري من تفاصيل الإعداد والمباريات وعوامل الفوز ومعاول الهزيمة.. ويشغل ضميره بالأصباغ والورنيش صعودًا وهبوطًا، غير عابئ  بالتردي الذي لا تخطئه عيون مشجعين صار له مصادرهم التي تجعل الإعلامي المرافق كالزوج المخدوع “آخر من يعلم”.

* ولذلك ترى الإعلامي المسكين مشغول بإرضاء مسؤولي البعثة ولو أدى الأمر إلى عرض ما يكتبه على إداري لا يعرف الفرق بين الألِف وكوز الذرة، حتى لا تتفاجأ البعثة الإدارية ومن اختارها بكلمة هنا أو هناك خارج المنتظر منه.

* وقد رأينا في مشاركات لا تحصى ما يفسر لنا كثرة حديث الإعلامي المرافق أن الإعداد فل الفل، والأجواء مثالية، والانضباط يذكِّر بالساعة السويسرية، فإذا جاء الفوز كبيضة الديك اليتيمة أثنى الإعلامي على المسؤول الذي اتصل باللاعبين وأنه لم يكن يرقد بعد أن يُعشِّي الدجاج إلا بعد أن يتصل، ويطمئن، ويشحذ الهمة ويشد العِمَّة، وأنه مع كل اتصال يملأ الفراغ العاطفي لكل من أبعدته المهمة عن أمه وعمه، فإن حلت الهزيمة اشتكى الإعلامي لطوب الأرض من الحظ والظروف والحكم والحرارة والرطوبة وما إلى ذلك من البطيخ، ولا بأس من الترويج لوقاحة القول بأن الإعلاميين هم سبب النكسة، وأن الأستاذ مسح السبورة قبل تسجيل اللاعبين لالتزامات الحصة  والواجب..!

* ولو أن مشكلة الإعلامي الرياضي اليمني تنحصر أثناء مرافقته لهان الأمر، وقلنا أزمة وتعدِّي.. لكن ما يحدث هو انتشار مفهوم أن على من يريد مرافقة بعثة رياضية أن يتحرك في طريقين.

إما أن يعمل نفسه ميتًا ويجري اتصالاته الخفية عند فلان وفلان وعلان ويخبط صدره بعبارة “اعرفوا أمووور”، أو أن يمسك بالطبل والمزمار والمراوحة بين الرقص في الظلمة، وغسل ما هو قبيح ومشوه من الوجوه العابثة الفاسدة.

* المثير للشفقة أن مِن الإعلاميين من هو منذ سنين طويلة في حالة مراوحة بين النوم عن انتقاد الأخطاء، فإذا صحا قال: هاتوا لي الطبل، أملاً في سفرة، ومع ذلك لا هو سافر ولا هو الذي بنى اسمًا يحترمه قراؤه أو مشاهدوه.

أنت وهو.. استثمروا في أسمائكم.. كبّروها.. ولا تدعوا السنين ترحل وأنتم “مُقعّين” انتظارًا لسفرة قد لا تأتي.

* ذُل وانكسار في ممارسة المهنة يجعلك تفكِّر بالاتصال بزميل لك لتقول له:

إلى متى يا جِنِّي الطحين تعيش هذه الحالة التي تصعب على الفاجر..؟ أشعر بالإشفاق عليك.. لأنه لا تطبيلك للعابثين يجعل سفرك مؤكدًا، ولا أنت مارست المهنة باستحقاقاتها فبنيت لك اسمًا وتاريخًا في دنيا الرياضة.

* عل أن من الإنصاف الإشارة إلى سببين يبرران هذا الحال المهني المتردي.. الأول: الأوضاع الاقتصادية العامة التي تعلي من شأن الاعتقاد بأن في المرافقة فسحة، وبدل سفر هو الأضعف على مستوى العالم.. والثاني: عدم انتماء الإعلاميين إلى مؤسسات إعلامية ذات قدرة على ابتعاث من يمثلها من الصحفيين بحيث يقوم بمهمته ودوره الخبري والنقدي، متحررًا من هواجس غضبة مضرية مرتدة لا يربط بعدها حزام السفر، ولا حتى حزام البنطلون..!

* ناقد رياضي يمني

   
 
إعلان

تعليقات