عبد الله الصعفاني*
سأبدأ المقال بشيء من الجرأة المغلفة بالاعتذار..!
* من لا يتابع أحداث دورة الألعاب الأولمبية هو رياضي مشكوك في عشقه للرياضة بمعناها المتعدد المثير.
* سيتحدث بعضكم عن إثارة الريال والبرشا وعن اليورو وعن المونديال، ولكن كرة القدم مهما بلغت إثارتها وسحرها تبقى أمام ألعاب الأولمبياد مجرد لعبة ضمن عشرات الألعاب المدهشة بعروض وأرقام تسحرك بجنون وفنون”الأسرع.. الأقوى.. والأعلى”.
* ومما قاله يوركن كلوب في حفل تتويجه بلقب أحسن مدرب كروي في العالم:
كرة القدم مجرد لعبة يستمتع بها الناس نهاية الأسبوع، لا شيء يمكن أن تضيفه غير هذا.. والحياة لا تتوقف على قطعة من الجلد المدوّر..!
* ولو أن كلوب هذا رياضي متابع لمنافسات الدورة الأولمبية باريس 2024 لقال بأن الأولمبياد باستثناء حماقات السياسة والنخاسة والإساءة المنظمة التي روجت للمِثلية وفجور التعريض لأحد الأنبياء، ووساخة نهر السين ومطابخ النفاق العالمي سيبقى موعد نجوم كوكب الأرض مع الغناء للإثارة والقوة، والحب والجمال.. فضلاً عن تعدد أشكال التعبير العاطفي في وجوه فتيان وفتيات عندما يضحكون لنصر أو يبكون لهزيمة يؤدون أغنية جماعية للإبداع والحب والصداقة.
* حتى القسوة أعطت درسًا في الصرامة التي جعلت بطل بريطانيا في سباق المئة متر يتعرض للطرد لمجرد أنه تحرك قبل منافسيه بفارق 73 في الألف من الثانية الواحدة “شوفوا عظمة المنافسات الأولمبية والرعب التكنولوجي إلى أين وصل..”.
* وتبرز حلاوة الحضور الجماهيري في درجات الصعوبة الأعلى.. الأداء القوي المتميز.. الروعة.. والسخونة في منافسات ملاعب وصالات ومضامير وحلبات ألعاب اليابسة والماء.
إثارة لا تتوقف.. اتزان، سرعة، نجوم وكواكب يخطفون الأنظار.. ولا وقت أو فسحة لارتكاب الأخطاء.
* ودائمًا في الأولمبياد الغلبة للذهب.. فالميدالية الذهبية الواحدة هي الأقوى في ترتيب البلدان.. إنها قادرة على أن تسبق ألف ميدالية من الفضة والنحاس فقط.. أما لماذا، فلأن الذهب وحده هو من يعزف من أجله نشيد البلد على إيقاع صعود علم الوطن.
* الميداليات الذهبية هي الأقوى وهي من يحدد ترتيبك العالمي على لوحة الشرف الأولمبي الكبير، وفي الأولمبياد.. التقدم للأمام بدون يأس هو وحده علامة الجودة.. والنهايات السعيدة هي حصاد الريثم العالي لنجوم وكواكب القوة والمتعة، وتسطير الحكاية، والرواية والمتعة.. وهي مؤشر على سلامة مفردات الولاء والانتماء من قِبل اللاعب والمنظومة الرياضية في أي بلد جامح.
* ما أجمل لحظات الانتصار.. ويا لروعة الإثارة، حتى في بكاء فتاة أو صبي على ضياع فرصة كانت قريبة فاغتالتها لحظة من الحظ المايل الذي يثير قشعريرة الحسرة الإنسانية المغلفة بإبداع يجعلك تود الرحيل مع نبذات من تفصيلات الإدهاش الرقمي الأولمبي لولا أن مساحة التناول أقل من رقعة تغطية حدث أولمبي عظيم لا يتكرر إلا كل أربع سنوات..!
* أما أبرز ما في أولمبياد باريس من منغصات مطابخ الأكل المتواضع القليل، والأسرّة الكرتونية فتمثلت في مطابخ سياسة فاسدة شوهت الرياضة بالسياسة فعوقب الرياضيون الروس بالجملة والتجزئة وعلى كل شيئ وأي شيئ.. حتى على ما صدر عنهم من تغريدات عن الحرب في أوكرانيا، فيما شارك عتاة البنت العالمية المدللة في هذا المحفل العالمي بأريحية وتغنيج رغم ما مارسوه في حق شعب عربي مقهور منذ 8 قرون..!
* وإذن.. لم يكن نهر السين وحده هو الملوث بصورة أجلت انطلاق منافسات بعض ألعاب الماء، وإنما ظهر إلى جانب التلوث البيئي والسياسي، تلوث في لوحات حفل افتتاح أولمبياد خالتي فرنسا 2024 ما أغضب ثمانية مليار بني آدم، وخالف الفطرة الإنسانية السليمة، ولم يمحه اعتذار مبتور خجول انتصر لخواء أخلاقي من قبل ذكور وإناث غير “مضبوطين” ومش تمااام..
والسلام ختام..
* ناقد رياضي يمني
تعليقات