Accessibility links

إعلان
إعلان
عبدالله الصعفاني*
هناك المزعجات الكثيرة مما يقال في مناسبة قرار منع تناول القات في الشوارع، والساحات والأرصفة بعد انتصاف الليل.. وهو قرار مقبول رغم ما فيه من الارتعاش والضعف قياسًا بحجم أضرار القات وسنينه وأوجاعه التي أورد هنا جانبًا منها على سبيل المثال وليس الحصر..
* فتِّش داخل ملف الفوضى الفردية والمجتمعية في اليمن عن القات والشمّة والدخان والسهر، وما إلى ذلك من الظواهر السلبية التي زادت في زمن الصراعات والأزمات وتردِّي أوضاع الناس.. وستعرف أحد أبرز أسباب انحدار المسؤولية الفردية والذوق العام.
* كنا نرى القليل جدًا من الناس يمضغون القات في الصباح على شكل “فِذَّاحة” خفيفة لاتكاد تُرى..!
وفي سنين فقدان بوصلة الحياة الطبيعية للمدن اليمنية وحتى الأرياف حدثت نقلة كبيرة في عدد من يتناولون العجينة الخضراء “صُبْح وليل..ليل وصُبْح..”
* ناس يحتلون جوانب من الحدائق وجزر الشوارع والأرصفة، والشواطئ..!
عاطلين عن العمل.. أصحاب باصات، دراجات نارية.. وناس لا شغلة ولا مشغلة سوى البحشمة بأقوى قوتهم.. ومن الشواهد مايشيب له رأس الغربان.
* تخرج بعد صلاة الفجر مباشرة، فترى من تنتفخ وتنبعج وجوههم والأوداج بالقات..؟ فتسأل نفسك كم ساعة يقضيها أولئك مع القات؟ متى تعشُّوا..؟  متى فطروا..؟ هل رقدوا..؟ولكم تخيُّل المنظر عند الفجر..!
* المشكلة أن ما تراه من مناظر لا تنعكس في تداعياتها  على صحة الأشخاص وجيوبهم  وحياة عائلاتهم فحسب، وإنَّما ترى عواقب التخزين بصورة يتشابك فيها الليل مع النهار، وترى الأضرار المباشرة للقات وأوقاته وسنينه وساعات تناوله.. في طريقة السواقة.. في التصرفات التي تهبط بالذوق العام إلى أدنى مستواه.. ربما أيضًا لأنّ الكيف يقود البعض إلى كيف أخطر منه..!
* هل تريدون، مثلاً، على التردي الذي أصاب الشارع في زمن غياب سلطة الأخلاق التي تفرض تدخُّل سلطة القانون..؟
الأمثلة كثيرة، ويمكن تبريرها أيضًا بتراكم أوجاع البطالة، واجتماع متناقضات الحاجة، والقات وسمومه، ودخانه، وما إلى ذلك من إفرازات الوطن المكلوم، والزمن المهدور، والشارع الملدوغ بمخلفات الحيوان والإنسان المضروب في عقله، وفي أخلاقه..!
* قبل أيام كنّا على موعد مع أحد الأصدقاء الذي اختار أن يمشي إلى مكان موعدنا على أقدامه ففاجأنا برصده مجموعة ملاحظات التي دونتها في مفكرة الهاتف عن مشواره القصير على أقدامه، ملخصها هناك تراجع مخيف في أبجديات الذوق العام:
* عدد مهووول من الأشخاص يركبون دراجة نارية واحدة..
* أصحاب مترات يتصافحون على الماشي فيقطعون الشارع..
* شباب يتبادلون الشتائم لأمهاتهم وبصورة لا يليق ذكر مفرداتها بكاتب ولا قارئ..
* قلت له: ثم ماذا يا يحيى فقال:
جزارون يقتطع الواحد منهم جزيرة للغنم أمام محله على حساب الشارع..
* عربية صاحب بلس شوكي تتعرض لصدمة، فيتطاير البلس وقشره..
* شخص يقدم مشروب القديد لآخر وكلاهما يشتم أمّ الثاني ليرغمه على تناول هذا المشروب..
* شتائم بدعوى المحبة..!
ويواصل حديثة بنبرات ثقة في الذي رآه رأي العين وسماع الأذنين:
* تهبط امرأة من تاكسي وتختلف مع سائق التاكسي على الإيجار، فيأتي صاحب صالون لينهي المشكلة بفلوسه التي أخذتها ودفعتها لصاحب التاكسي، ثم طلعت الصالون وسط دهشة المارة..!
* أثناءها.. قاطعت صاحبي وكلِّي وجع وحسرة ونحن في جولة الساعه:
حتى جولة الساعة بلا ساعة.. و لحظتها كان عددٌ من عمال وعاملات النظافة يتبادلون الشتائم فيما الأخضر والأصفر من عجينة القات وملحقاتها يملأ الضراجم..!
* القات مجرم؛ فتجنبوه..
* كاتب يمني
   
 
إعلان

تعليقات