Accessibility links

عمدة بلدية ديربورن جون أوريلي يتحدث لـ“اليمني الأميركي”عن: خطة ديربورن لربع قرن وموقفه من قرار حظر السفر


إعلان
تولى السيد/ جون أورايلي (الإبن) منصب عمدة بلدية ديربورن منذ عام 2007، بكل ما ينطوي عليه -هذا المنصب- من امتيازات وتحديات مرتبط بدفّة القيادة لمدينة تتميز بالتنوع السكاني، بما في ذلك نسبة عالية من المسلمين..
وعلى الرغم من أن ديربورن ظلت موضع انتقاد وتمحيص لدى الناس الذين ينظرون إليها من الخارج، إلى درجة أن بعض المجموعات اتهموا المدينة بأنها مقر الشريعة الإسلامية في أميركا، إلا أن العمدة/ أورايلي يراها بشكل مختلف.. فقبل توليه منصب العمدة كان أورايلي قد خدم في منصب رئيس مجلس مدينة ديربورن لمدة 17 عامًا، كما أن والده –جون ب. أورايلي (الأب)– شغل مناصب مدير الشرطة ورئيس البلدية في ديربورن.
ويسير العمدة/ جون ب. أورايلي (الإبن) على خطى والده، مواصلاً إرث العائلة في تولي المناصب العامة.
حصيلة الحوار…

أجراها ستيفن كوتس ورشيد النزيلي..

 

ما موقفكم من الأمر التنفيذي الصادر -مؤخرًا- عن الرئيس ترامب (بعنوان “حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة”).. وكيف سيؤثر ذلك على ديربورن؟
لقد تم توقيف العمل بهذا الأمر التنفيذي، وبناءً على ذلك ستقوم إدارة ترامب بإجراء تعديلات عليه، ويبدو أن لديهم نيّة للعودة بشيءٍ آخر لا يكون له تأثير مفرط، كما هي الحال مع هذا الأمر التنفيذي، ولكنني اعتقد بأن كل ما يفعله [الرئيس ترامب] في هذا الصدد يتم – فعلاً – بشكل خاطئ، فهو يحاول القول بأن فئة كاملة من الناس أو كافة المواطنين من بلد معيّن يُعتبرون – جميعًا – مصدر خطر، وهذا الشيء، ببساطة، ليس صحيحًا، وكلنا نعي ذك.. فليس هناك أي دليل يدعم هذه الحُجة، بل إن هذا يتنافى مع القيم السائدة في بلدنا.. ولذلك أعتقد أن توليد الضغط لإرجاعهم إلى جادة الصواب يُعتبر أمرًا مهمًّا، وعلينا – جميعًا – أن نبقى متحدين، وأن نقول بأن مثل هذا ليس من سمات أميركا، وبأن هذا ليس ما يسعى الدستور لتحقيقه.

لماذا ليس لدى مدينة ديربورن ملعب لكرة القدم (في الأماكن) المغلقة، أسوة بغيرها من المدن المجاورة؟
نعمل في الوقت الراهن من أجل الوصول إلى نقطة يمكن عندها أن يتوفر لدينا هنا ما نحتاجه لرياضة كرة القدم، ولقد تم طرح هذا الأمر على مجلس المدينة للحصول على دعم المجلس، فأغلب المرافق الخاصة بكرة القدم – ملاعب كرة القدم المغلقة – مملوكة للقطاع الخاص.. ومع ذلك فقد عملنا على تقديم العون للمجموعة التي كانت تسعى لإنشاء ملعب لكرة القدم هنا في ديربورن، وقمنا – فعليًّا – بإجراء مفاوضات لأكثر من عامين، واستغرقنا الكثير من الوقت [في الحديث] مع شركة فورد للسيارات بشأن أحد العقارات التي تملكها الشركة في محاولة منا لعقد صفقة معهم، ولكن في نهاية المطاف لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن السعر بين شركة فورد والمجموعة الاستثمارية الخاصة القادمة من ديربورن، التي عملنا معها.. كما أنني ذهبت إلى مجلس المدينة، وطرحت عليهم فكرة بأننا ربما ينبغي أن نضيف إلى مركز الفنون الأدائية (Performing Arts Center)، وذلك بإنشاء مرفقين لرياضة كرة القدم (في الأماكن) المغلقة، وما زلت أعتقد بأن هذه الفكرة قابلة للتطبيق، غير أن مجلس المدينة في هذه المرحلة يعتقد بعدم وجود ما يكفي من الأنشطة التي يمكن أن تتولد بما من شأنها جعل هذا الأمر ذا جدوى من الناحية المالية، وهذه النقطة هي أقصى ما توصلنا إليه بهذا الشأن.
وبالإضافة إلى ذلك فلقد دخلت المدينة في حالة ركود اقتصادي عقب أن توليت منصب عمدة البلدية، وتوجب علينا حينها التدقيق والتمحيص في كل أمر نقوم به، وكيف يمكننا مواصلة العمل لإنجاح مشروع ملعب كرة القدم.. وفي ذلك الوقت كنا نقدم الدعم لمرفق التزلج على الجليد، وكنا كذلك ندعم المركز وملعب الجولف، وكذلك الكثير من المشاريع الأخرى، غير أننا وصلنا إلى نقطة لم نتمكن من تقديم الدعم لها جميعًا، وتوجب على هذه المشاريع أن تواصل عملها معتمدة على قدراتها الذاتية، وأن تعمل على توليد ما يكفيها من الإيرادات، وهلم جرًّا.. وأعتقد أنه يمكننا تطبيق الشيء ذاته مع مشروع كرة القدم أيضًا، ولكن يتوجب عليّ أن أكون قادرًا على إثبات هذه النقطة لبعض الأطراف الأخرى.

ما أكبر التحديات التي تواجه مدينة ديربورن في الوقت الراهن؟
أكبر التحديات التي تواجهنا اليوم تتمثل بإنجاز أهم ما نفعله، ونحتاج إليه هنا لتمكين مدينة ديربورن من تحقيق النجاح المنشود خلال فترة 25 عامًا من الآن.. فنحن في الوقت الحاضر في مرحلة من النمو الاقتصادي الجيد، والذي يمكّننا من تدبير أمورنا على ما يرام، كما أن لدينا – حاليًّا – الأموال للاستثمار، ويتمثل بيت القصيد بما يمكن لهذه الاستثمارات تحقيقه بهدف توليد أقصى أثر إيجابي ممكن على المجتمع، وهذا هو ما أسميه خطة الـ25 عامًا.. فعلى سبيل المثال، كان لدينا في شرق ديربورن منازل بُنيت لعمّال المصانع في العشرينيات من القرن الماضي، وهذه المنازل كانت مبنية من الأخشاب، وكل منها عبارة عن منزل من طابقين في أرض مساحتها 30 قدمًا، غير أن هذه المنازل لا يوجد بينها شوارع صغيرة تفصلها عن بعضها البعض، ولا يمكن إضافة أي ملحقات لها.
وهكذا فإن الأسر الشابة لن تفضل العيش في هذه المنازل بسبب عدم إمكانية توفر شوارع فرعية تصل المنازل بالشوارع الرئيسة، ولعدم إمكانية إجراء توسيعات على هذه المنازل في حال رغبت الأسرة بإنشاء غرفة واسعة.. ولهذا قمنا بإجراء تغيير في السياسات ذات الصلة، وأعلنّا أننا سنسعى لشراء المنازل التي يقل عرض مساحتها عن 40 قدمًا عندما تعرض للبيع في السوق، ومن ثم نقوم بتدمير المنزل وبيع الأرض لأصحاب الملكيات المجاورة ليتمكنوا من الحصول على رقعة أكبر لتوسيع منازلهم.. ويتمثل الهدف من هذا الأمر أن يصبح ذلك مكانًا يمكن لساكنيه اتباع نمط الحياة الذي يرغبون به.. وهذا هو السبب الذي دفعني لتسمية هذه الخطة بخطة الـ”25 عامًا”.. علينا أن نبدأ بتنفيذها من الآن، على الرغم من أن ثمارها لن تظهر إلا في وقت لاحق.. معظم المدن ليس لديها خطط طويلة المدى، بل تسير أمورها على أساس سنوي من عام لآخر، وهذه المدن ستصاب بالفشل في المستقبل.. ولذا يجب أن تكون لدينا رؤية، ويجب علينا معرفة النقطة التي نتوجه إليها، والوجهة التي نقصدها وكيفية الوصول إليها.

بالنظر إلى المشروع الجديد لشركة فورد على الجانب الغربي.. كيف سيؤثر ذلك على الأجزاء الأخرى من المدينة؟
سوف يستفيدون كثيرا من هذا المشروع؛ لأنه مشروع ضخم جدًّا، فالمشروع سيقوم باستقدام حوالى أربعة آلاف من الموظفين الجدد، الذين ليسوا هنا حاليًّا، وهذا سيؤدي إلى توسع أكبر لقاعدة العملاء التجاريين، بمعنى أنه سيكون هناك المزيد من الناس لشراء/ لتقديم الخدمات لهم، والقيام بأعمال تجارية معهم.. وهناك أمر آخر، وهو أن هذا المشروع يولّد المزيد من العائدات، التي يمكن لنا استخدامها للاستثمار.

ما الذي يمكنك الرد به على الأشخاص الذين يعتقدون بوجود قانون الشريعة الإسلامية في ديربورن؟
لدينا ثلاثة مراقص ترفيهية، ولدينا نشاط تجاري كبير في ديربورن متخصص فقط في منتجات لحوم الخنازير لجميع أنحاء المنطقة.. فعلى أي أساس يدعي أحد بأن حكم الشريعة الإسلامية يطبق هنا؟!.. هذه مدينة حقيقية، وهي مدينة تحتوي الجميع في داخلها، ونحن – جميعًا – فيها نتعايش جنبا إلى جنب، وبشكل جيد، وهذه هي حقيقة الأمر هنا، والسكان هنا يتسمون بوجود تنوع ثقافي كبير.
تلك الادعاءات برمتها تصدر عن أشخاص لديهم أجندة مختلفة، أشخاص يعتمل الحقد في صدورهم، أشخاص تخريبيون، نشأت لديهم مفاهيم خاطئة بأنهم معرضون للتهديد من الناس القادمين إلى هنا من الخارج.. وكما تعلمون فإننا لفترة طويلة عشنا حياة مريحة، وآمنة جدًّا.. كما أننا في الواقع أفضل مثال على استقبال واحتضان أي شخص يريد القدوم إلى هنا، وهذا هو أحد أسرار نجاحنا الهائل. ومدينة ديربورن مدينة ناجحة، تعج بالنشاط والحيوية، ولدينا فيها استثمارات جيدة، ونعرف أننا هنا نقف على أرض متينة وصلبة – ونحن بالفعل نقف على أرض متينة وصلبة – ونحن كذلك مثال على المكان الذي يقال فيه “مرحبا بالجميع!”، ويمكن للجميع القدوم والمشاركة، لأن هذا المجتمع مجتمع عظيم.

   
 
إعلان

تعليقات