Accessibility links

صدام علي لـ «اليمني الأميركي»: خطوتي الكُبرى أن أُواصل تفوقي


إعلان

بروكلين – « اليمني الأميركي» – عادل معزب :

من (البرنس نسيم حميد) استمد الملاكم اليمني – الأميركي (صدام علي) حماسه وإقدامه على خوض غمار رياضة الملاكمة.. وفي هذه الرياضة كان الملاكم الأسطورة (محمد علي كلاي) هو مُلهم هذا الملاكم الشاب القادم من «بروكلين، نيويورك» إلى العالم.. إنه ملاكم الوزن المتوسط، الذي تُوِّج – مؤخرًا – ببطولة منظمة الملاكمة العالمية (WBO).. وُلد (صدام علي) في العام 1988 في “بدرستوي، بروكلين” لوالدين يمنيين أميركيين مهاجرين في أسرة مكونة من الوالدين وخمس شقيقات.. صحيفة “اليمني – الأميركي” أجرت مع (علي) مقابلة أضاءت بعض معالم علاقته بالملاكمة، وذلك في سياق ما توليه من اهتمام بالمواهب والقدرات والخبرات اليمنية – الأميركية.. قال (صدام علي) عن بداياته المتواضعة: “لقد بدأت في (الكاراتي) وأنا في السنة الخامسة من العمر في منزل فيه فتيات صغيرات، وقد أراد والدي أن اتجه نحو الرياضة القتالية.. وفي سن الثامنة، كنت أُشاهد (نسيم حميد) الذي حمّسني أكثر لأنْ أكون في مجال الرياضة”.. ثم التحق صدام منذ ذلك الحين بصالة رياضية محلية في صالات “الجمنيزيوم ببروكلين”، وما زال يتذكر أول يوم له في تلك الصالة، مُشيرًا إلى أنه كان يومًا عسيرًا جدًّا، حيث بدأ التدرُّب على اللكم، لكنه نسي أن يستريح عند قرع الجرس.. وفي الوقت الذي عاد فيه والده، انهار باكيًا بكاءً شديدًا.. عندئذٍ شرح له أبوه أن عليه التوقف ليستريح عندما يُقرع الجرس.

 

الألعاب الأولمبية
شرع (علي) منذ ذلك الحين في ممارسة التدريب أسبوعيًّا، وكان حُلمه أن يوصله التدريب إلى الألعاب الأولمبية ليُمثل فيها الولايات المتحدة.. ثم تأهل للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في العام ٢٠٠٨، إذِ احتل المركز الثاني في بطولة منظمة الملاكمة الدولية الأميركية (AIBO)، وكانت تلك أول منافسة له في الدورة الأولمبية لمتأهلي الأميركتين، المنعقدة في “تريناداد” و “توباقو” في مارس عام 2008.. وقد تغلّب فيها على “جيسوس كودرو” من (فنزويلا) في ربع النهائي، كما تغلّب على “خوان نيكولاس” من الارجنتين في نصف النهائي.. لكنه خسر في النهائي بقرار المُحكمين في نزاله مع الملاكم الكوبي “يوردينس أوقاس”، بالنقاط (13-5)..

 

ملاكم محترف
ومُنذ ذلك الحين، صار (علي) مُلاكمًا مُحترفًا بعد تلك المنافسة الأولمبية.. وقد قال مُتذكرًا تلك الخبرة الأولمبية، “كانت تلك تجربة مُدهشة لا تُنسى، كان أفضل وأعظم ما تنجزه هو أن تتأهل إلى المنافسة الأولمبية، وتلك هي الخطوات الأساس في أن تصير مُحترفًا”.
وسألنا (علي) عن أسلوبه في الملاكمة، فقال: إنه يُركز أكثر على السرعة، والقوة، والحركة البارعة.. وقال إن ما يُميزه عن الملاكمين الآخرين هو أنه يتكيف ببساطة مع الأحوال والأوضاع أثناء الملاكمة.. وقد عُرف بـ”طفل العالم”، عند ظهوره الأول في يناير 2009، (أي مُنذ (9) سنوات تقريبًا)، وفاز بالضربة القاضية.. ثم واصل سلسلة نزالاته الـ(22) دون هزيمة، محققًا أول لقب له في وزن الوسط في أبريل 2014.. وتعرض لأول خسارة في مسيرته الاحترافية في مارس 2016.. قال عن تلك الخسارة: “إنها لم تُثقلني أو تؤثر عليّ سلبًا، بل هي وفّرت لي فرصة عظيمة؛ لقد جعلتني أعود للنزال بشكل أقوى وأُحقق الانتصارات.. وكان (محمد علي) الملاكم الأعظم هو مُلهمي، خصوصًا أنني أُشاركه الاسم الأخير، فلن أضعف ولن استسلم”.

 

علي ! علي !
وعندما سُئل عن ميزة اسمه “صدام” و”علي” في آن، قال عن اسم “علي”: “إنه لَشعور عظيم أن تسمع اسمك يتردد في المدرجات، والجمهور يهتف “ علي! علي!”، وأما عن اسم “صدام”، فإنه لا يُضايقُني”.. ولسجل “علي” رنينٌ مدوٍ؛ إذ يبلغ (26-1، 14)، من هذه الانتصارات كانت بالضربة القاضية.. ولمّا سألناه عمَّا إذا كان يشجع آخرين للانخراط في الرياضة، قال: “إن لديّ – الآن – صالتي الرياضية الخاصة في (بي ريدج)، بنيويورك.. والأطفال الذين يفدون إليها يُذكرونني بطفولتي.. وقد تلقيت العديد من الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الكثير من الشباب يخبرونني فيها أنني قد حفزتهم للاحتراف الرياضي، وهذا يجعلني أشعر بالسعادة والفخر”.

 

أشهر النزالات
وسألناه – أيضًا – عن أشهر نزالاته، فذكر لنا آخر نزال له مع الملاكم الكوبي “ميغيل كوتو”، الذي كان فيه هذا الملاكم هو المُرشح للفوز في حين كان “علي” يُعد الأضعف والمتوقع هزيمته.
قال علي: “بمشيئة الله، وبالتدريب المضاعف استطعت أن أكسب النزال”.. وعن نزالاته المستقبلية، أوضح: “أعتقد أن الملاكم في النزال القادم هو “وليام سميث” الانكليزي، وهذا النزال هو للاحتفاظ بلقب بطولتي.. إن خطوتي الكُبرى هي أن أُواصل تفوقي، وأن أُحافظ على لياقتي وأُحرز الانتصارات.”

 

كلمة أخيرة
وقلنا له – أخيرًا: ما الكلمة التي تود قولها للشباب؟.. فأجاب بالقول: “إنني أُريدُهم أن يتحدث الواحد منهم إلى اﻵخر، وأن يصغوا لآبائهم وأمهاتهم؛ فهذا أمر في غاية الأهمية، وأن يكونوا على الدوام فخورين بأنفسهم وموطنهم الذي جاءوا منه.. إنّ باستطاعة كل واحد منكم أن يفعل أي شيء يُريده ويُقرره لنفسه”.. وذكر لنا أنه يُخطط لزيارة اليمن – ﻷول مرة – في أقرب فرصة مواتية.. وأعرب عن بالغ الامتنان لكل شخص وقف إلى جانبه في مسيرته الاحترافية، بدءًا من أفراد أسرته إلى أصدقائه، وانتهاءً بالجمهور العريض الذي يُناصره.

   
 
إعلان

تعليقات