Accessibility links

“مستطرف معاصر” كتاب جديد لعبدالله البَرَدُّوني: ما محتواه؟


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي”: 

أعلنت الهيئة العامة للكتاب بصنعاء عن صدور كتاب جديد للشاعر والأديب والمفكر اليمني الراحل، عبدالله البردوني، (1929 – 30 أغسطس 1999)، بعنوان “مستطرف معاصر” بعد شهرين تقريبًا من إصدار الهيئة آخر دواوينه الشعرية “رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق في مرافئ القمر”.

فما محتوى الكتاب المعلن عنه موخرًا، قُبيل توزيعه؟ أجاب عن هذا السؤال بيان صحفي صدر عن رئيس الهيئة، عبدالرحمن مراد، أوضح فيه: “أن البردوني بدأ فكرة كتابة هذا الكتاب في ديسمبر/ كانون الأول من عام 1990م، وقد تركت المرحلة ظلالها عليه، وهذا الظلال يشبه ما يماثله في الزمن القديم، زمن كتابة المستطرفات القديمة».

وأضاف: “لقد كتب البردوني مستطرفه المعاصر، ونشره تحت هذا العنوان في صحيفة الوحدة بصنعاء، التي كانت متنفسًا حرًّا لكل الكتاب، ولم يكن في مستطرفه هذا إلا معبرًا عن موقفه وساخرًا من واقعه، من خلال إعادة إنتاج دلالة السياق المتصل والمتقاطع بين المتن والواقع، فقد غام خيال المستقبل، فأصبح الميل إلى التأمل والسخرية هو الملاذ حتى تتضح ملامح المرحلة”.

 وكتب الكثير من الأدباء عن الفكاهة والنوادر والسخرية في الأدب المعاصر، لكن لم يكتب أديب عربي – حسب مراد – بمنهج المستطرفات القديمة سوى البردوني، «فهو امتداد متجدد لمنهج المستطرفات، فإلى جانب النوادر تجد التحليل السياقي والمتقاطع، وتجد المعلومة، وتجد القضية، التي يود من خلالها التعبير عن موقفه، أو بيان ما يراه صائبًا، لكن في نسقٍ من التعاطي مع نظرية التلقي التي شاعت وتداولها الأدباء في القرن العشرين».

وفي ظل ما يعيشه اليمن – حاليًّا – من صراع، أثار الإعلان عن هذا الكتاب، كالديوانين السابقين، جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أثار بعض رواد تلك المواقع تساؤلات عن الهدف من إصدار كتب للبردوني تعتمد على كتاباته الصحافية وغيرها في هذه المرحلة بعد وفاته بأكثر من عشرين سنة… كما تساءلوا، أيضًا، عن مدى سلامة المحتوى في ظل تجاذبات الصراع… وهو جدل طبيعي تغذيه طبيعة المرحلة التي يعيش فيها اليمنيون خلافات واختلافات لا حدود لها فرضتها الحرب واستقطاباتها، وبخاصة في ما يتعلق برموز البلد المبدعين.

وكان قبل عام تقريبًا قد صدر كتابان باسم الشاعر عبدالله البردوني، عن دار وسم التركية، أحدهما نثري، وهو عبارة عن ذكريات الشاعر الراحل كان قد نشرها في حلقات في صحيفة 26 سبتمبر، وحمل الكتاب عنوان “تبرج الخفايا ولفيف من الذكريات”، والثاني شعري بعنوان “طواف” ضم مجموعة من القصائد الجديدة للشاعر الراحل، تقول مصادر لـ” اليمني الأميركي” إنها منتقاة من هذين الديوانين.

ومنذ وفاة شاعر اليمن الكبير، عبدالله البردوني، ظل تراثه المخطوط مثار جدل ونقاش ترتفع فيه الأصوات مع إحياء ذكرى رحيله كل عام مطالبة بإخراج تراثه للنور متهمة السلطات السياسية تعمّد إخفاء تراث الشاعر الراحل بسبب مواقفه السياسية الصريحة.

وكان ذلك الجدل ينوّه بأسماء لعناوين كثيرة، بما فيها كتاب “الجديد والمتجدد في الأدب اليمني”، وكتاب “ثوار في رحاب الله”، وكتاب “الجمهورية اليمنية”، بالإضافة إلى الديوانين اللذين صدرا مؤخرًا.

ونشر البردوني في حياته عشرين كتابًا متمثلة في 12 ديوانًا شعريًّا وثمانية كتب نثرية… وحقق خلال حياته مكانة مرموقة كأحد أهم شعراء ومجددي قصيدة العمود العربية، فضلاً عن كونه من أهم قامات اليمن الثقافية الفكرية والنقدية في القرن العشرين.

ويُعدّ كتاب “مستطرف معاصر” ثاني كتاب نثري يصدر للبردوني بعد وفاته، واعتمد على ما نشره البردوني من مقالات منتظمة في وسائل إعلامية في حياته، بعد كتاب “تبرّج الخفايا ولفيف من الذكريات” الصادر عن دار وسم التركية، والذي صدر مرة ثانية تحت عنوان “مذكرات عبدالله البردوني” عن دار عناوين بوكس، علمًا أننا لم نستطع التبيّن من أوجه الاختلاف بين هذين الإصدارين من الكتاب ذاته.

عبدالله صالح البَرَدُّوْنِي شاعر وناقد أدبي ومؤرخ ومدرس يمني غلبت على قصائده الرومانسية القومية والميل إلى السخرية والرثاء بوهَجٍ درامي، وكان أسلوبه الشعري يحمل روحًا حداثية تميز بها عن كثير من شعراء العمود في عصره.

فيما تناولت مؤلفاته النثرية تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن وقضايا سياسية وثقافية مرتبطة ببلده أبرزها التراث الشعبي والثقافة ودورها في الثورة، علاوةً على الصراع بين النظام الجمهوري والملكي (الإمامي) الذي أطيح به في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962.

   
 
إعلان

تعليقات