Accessibility links

كلمة اليمني الأميركي: مقتل الشابة العراقية.. هل تعلّمنا الدرس؟!


إعلان

شهد الحي الشرقي لمدينة ديربورن، مؤخرًا، جريمة مقتل شابة عراقية (29 سنة) شوهدت مقتولة أمام منزلها، مساء السادس من أيلول/ سبتمبر.

ونادرًا ما يشهد المجتمع العربي في المدينة جريمة كهذه، حيث سبق وشهدت المدينة مقتل يمنية، وقبلها لبنانية.

على الرغم من ذلك يلاحظ المتابع أن المجتمع العربي لم يتعلم الدرس جيدًا في كيفية التعامل مع هكذا قضايا.. حيث استمر المجتمع في التعاطي مع هذه الجريمة بناءً على التخمينات والشائعات لدرجة اختلف البعض في توصيفها كسنيّة أو شيعية، محجبة أو غير محجبة، وهل كان لديها مشاكل مع أسرتها، وغيرها من الأقاويل، بينما فاتهم كيف يسهموا في مساعدة الشرطة في الوصول إلى القاتل، والتعرف على تفاصيل الجريمة.

ماذا بعد هذه الجريمة؟.. سؤال يفرض نفسه بقوة، أو هكذا يُفترض أن يفرض نفسه بقوة على كل مهاجر عربي مسلم في ديربورن، لاسيما وأن الجميع ربما تجاهل أن هذه الشابة قُتلت أمام منزلها، وهي جريمة قد تحصل لأيّ شخص آخر منّا، كما نسي الجميع دور كلّ منهم في معرفة الجاني والتعاون مع الشرطة في الوصول إلى القاتل الذي استهدف شابة مسلمة في عقر دار جاليتها العربية المسلمة، كما سبقت الإشارة.

متى ندرك أننا نعيش في مجتمع معظمه مهاجرين؟، وعلينا أن نحمي أنفسنا، وخاصة داخل الأحياء التي نعيش فيها.. لا سيما أننا نعيش في هذا المجتمع بكل اختلافاتنا ومذاهبنا، ونحرص، أو هكذا يجب، أن نتعايش كأسرة واحدة من أجل مستقبل أولادنا.

من المهم أن يدرك الجميع أن محاكمة المذهب والصلاة والحجاب والنقاب والتبرج وغيرها من المسائل الدينية ليست من اختصاص البشر.

كما أنه من المهم جدًّا أن نعي التحديات الجديدة التي تستدعيها الحياة اليوم، وهي تحديات تتجاوز المذاهب والأديان، وتفترض الوعي الجاد والمسؤول بأهمية الإيمان بالعيش المشترك مع الجميع تحت مظلة إنسانية كبيرة؛ وهو ما يتطلب المحافظة على سلامة النفس البشرية التي هي أغلى عند الله من أيّ شيء آخر.

إنّ مما لا شك فيه أن جرائم القتل تحدث في كل مكان في أميركا، لكن طبيعتها ومؤشراتها تختلف من مدينة لأخرى، كما أن بعض الجرائم تتم في المدارس، وبعضها في مدن راقية جدًّا، ما يؤكد أنْ لا علاقة للجريمة بمستوى معيشي معيّن.

كما يجب أن نفهم أن تركيبة المجتمع في كل مدينة تختلف عن الأخرى، بل تختلف داخل المدينةً الواحدة، فمثلاً في المدن التي لا يوجد فيها مهاجرون جدد، فإن السكان في حال وقوع مثل هذه الجرائم يبادرون بالاتصال بالشرطة، وهو نادرًا ما يحدث في مدن يسكنها أغلبية مهاجرة حديثة العهد كمدينة ديربورن.

ولا يفوتنا هنا أن نُحذّر من خطورة الانجرار وراء الشائعات التي هي نفسها مشكلة تختلف في طبيعتها من مدينة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، حيث هناك حديث عام بصوت مرتفع في كل أنحاء الحي في المدينة التي تخلو من المهاجرين الجدد بعكس المدن التي يسكنها حديثو الهجرة، وهنا لا بد أن نعي أهمية التعلم من تجارب الأقليات التي سبقت الجالية العربية في الهجرة في تعاملها مع هذه القضايا؛ فكلمة (لا أعرف) أفضل بكثير من نشر الشائعات التي تؤثر على المجتمع العربي المسلم في المدينة.. أتمنى أن نكون قد فهمنا الدرس.!، وتعلّمنا كيفية التعامل الجاد والمسؤول مع هكذا قضايا تمس أمننا وسلامة حياتنا، بل هي دعوة لنتخفف من عاداتنا السلبية في التعامل اللا مسؤول مع هكذا قضايا، والكفّ عن الكلام والانتقال إلى خانة التعامل المسؤول مع الشرطة بما يحدُّ من الجريمة في مجتمعنا ومدينتنا.

وكانت شرطة مدينة ديربورن أعلنت في مؤتمر صحافي، قبيل صدور العدد، عن القبض على ثلاثة متهمين من أعمار مختلفة، وهم رهن التحقيق.

وأكد رئيس الشرطة استكمال التحقيقات حتى الوصول إلى الضالعين بالجريمة، وقال: لن يفلت أي مجرم من العدالة.

وتتقدم الصحيفة بخالص التعازي إلى أسرة وذوي الشابة العراقية القتيلة سجى، سائلين الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم أهلها وذويها وجاليتنا العربية والمسلمة في ديربورن الصبر والسلوان

“إنا لله وإنا إليه راجعون”.

   
 
إعلان

تعليقات