عبدالله الصعفاني*
من أجل الصحة العامة.. أنصح الأطباء في اليمن والعالم أن يكتبوا لمرضاهم من الجمهور اليمني روشتة تُوصيهم بالابتعاد عن السكر والملح والدقيق الأبيض.. ومباراة المنتخب اليمني الأول..!
والسبب أن ضربات قلوب المشجعين اليمنيين ومعدلات الضغط والسكر لا تنتظم، ولا يطعمون قات الشتاء والصيف إلا إذا لعب منتخب بلادهم مع منتخبات بوتان وغوام ومكاو.. وهذا ما لا يتوفر على الدوام.. وسبحان الله.
* حتى عندما تقوم الدوريات العربية بإعداد لاعبينا المحترفين، لأن اليمن بلا دوري.. وحتى عندما تلعب جزر القمر بالصف الثاني، ويغني الثلاثي الكوكباني “طائر السعد والهناء حل اليوم عندنا” لأننا نتقدم 3 – 1 ثم 4 – 2 يأتينا طائر الخراب ومعه ضبع الإحباط، فنفشل في الدقائق الأخيرة ولسان حالنا: أيها المناحيس.. توقفوا عن تعليق الفوانيس.
* هناك.. في الدوحة لعبنا مباريات كسر العظم لتحديد من يلحق بنهائيات كأس العرب التي تحتضنها قطر في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل.. وبطولة كأس العرب بالمناسبة هي بطولة يلعب نهائياتها الكبار وتتعفر فيها أنوف الصغار..!
* توضيحًا للصورة.. تأهلت الجزائر من موقع حامل اللقب، وتأهلت قطر من موقع المستضيف.. وتأهل البقية بجدارة مواقعهم على قائمة تصنيف الفيفا.. وبقيت فرص النطيحة والمتردية وما أكل الثعلب معلَّقة بالتنافس البائس الفقير على بطاقات تكملة العدد بين متزحلقي “ناولوني الصابونة”.
* وهرولة باتجاه ملحمتنا مع جزر القمر.. لا غنى عن التذكير بأن مدرب منتخبنا نور الدين ولد علي كان قد طمأننا بقوله: “لاعبوا اليمن يدركون أهمية المباراة والمنتخب اليمني في أحسن مستوى، ويسعى للبقاء في كأس العرب من أول جولة حتى آخر مباراة”.
لاحظوا.. حتى آخر مباراة.. كلام جميل وكلام معقووول.. مقدِرْش أقووول” الله يرحم أم كلثوم.. غير أننا غادرنا من ملحق البداية فكيف سارت الأمور..!
* قدم منتخب اليمن في مباراته الأولى والأخيرة شوطًا رائعًا، تقدم فيه 3 – 1 رغم أن منتخب جزر القمر استحوذ بنسبة 59 مقابل 41.. وهذا يعني بأن الأداء اليمني في شقه الدفاعي كان عاقلاً، متوازنًا، وشديد التحول إلى عناصر هجوم فاعلة.. ولكن..!
* مع استراحة بين الشوطين كان على غرفة الملابس أن تقول للاعبي منتخبنا: شكرًا يا رجال.. لقد أبدعتم وأمتعتم وآنستم ولكن.. حافظوا على “الفوز” كما يحافظ التاجر على “الموز”
فما الذي حدث..؟
* البداية مع المدرب الجزائري ولد علي..
كان منتخب اليمن الذي تقوده يا كوتش رائعًا في الشوط الأول.. توازن دفاعي ما شاء الله، وحماس في التحول العاقل إلى عناصر هجوم “امسكوا الخشب” فكان حسم الشوط الأول بالإصابة الثالثة الثابتة.. فما الذي قلته للاعبيك في غرفة الملابس.. وكيف وجهت من خلف خطوط التماس ومقاعد الاحتياط..؟
* أشعر أن ولد علي لم يقل لهم سوى أن يلعبوا باتجاه المرمى الثاني، ولا يكرروا التسجيل في مرماهم، وليته راجع الحسبة أثناء شوط المدربين..!
* كبار المدربين وأقزامهم يا ولد علي.. يعرفون أن الشوط الثاني هو شوط المدربين خاصة عندما تجد نفسك متقدمًا من جديد 4 – 2 فهل قمت بدروك في شوطك..؟
* خلال الدقائق الختامية جرى العبث بكل شيء.. غاب التوازن الدفاعي.. تفرَّج المدرب على لاعبين استعجلوا على “فقعسة” البهجة المراهقة المشتتة على حساب الأداء الرجولي الصارم، قبل أوان القطاف، فضاع المحصول، وانكسر الفضول..!
* أنت في موقع المتقدم الفائز ولاعبيك في جاهزية بدنية لمواصلة الاحتفاظ بالنتيجة ولو بطريقة” إهدار الوقت لاغتيال بقايا الزمن” فما الداعي للتغيير الخطأ في الوقت الغلط..؟
ما هذا الشرود والعبط الذهني الذي التقى فيه المدرب مع لاعبيه في مدرة سلتة حلبة واحدة.
* اللاعبون.. يا حبيبي اللاعب.. أمانة ما دهاك.. لماذا الإفراط في كشف خط الظهر..؟
لماذا استحضار المزيد من النيران الصديقة في لحظات زمنية تحتاج للرجولة والإحساس العالي بسوء التفريط بما في اليد، رهانًا على رماد بركان عفار في أثيوبيا.
* أين الانضباط التكتيكي في الحفاظ على النتيجة..؟ وما جدوى الحركات “نص الكُم والحركات” (العلاّقي) قبل أن تتأكدوا من إطلاق الحكم صافرة النهاية، وإغلاق غرفة “الفار” بالضبة والمفتاح..؟
* اتحاد كرة القدم.. نعرف عبثيتك، فسادك، جهلك بحقيقة أن الإدارة الكروية منافسات محلية منتظمة، واحتراف قيادي وإداري، وليس اغتراف أموال “الفيفا” فيما، لا نشاط محلي سبق مشاركة أصل العرب في مباراة الحديقة الخلفية لكأس العرب.. ولكن وهو المهم أيضًا:
* لا بد من ختام ما بعد وقوع الطوبة في العين المعطوبة:
ما فيش داعي لمعاقبة اللاعبين في حقوقهم..!
بلاش أي هزورة مادية أو لفظية للاعبين بخلفية أن اتحادكم المهاجر فقَدَ بهذه الخسارة فرصة القبض على ثلاثة أرباع المليون لو دخل منتخب اليمن بوابة المشاركة في النهائيات..!
وهو ما لم يتحقق..
* وأما عشاق كرة القدم وجمهور المنتخبات العظيم فأهمس لهم من موقع الناصح الأمين:
معليش.. هارد لك.. ولا بأس من ترديد مفردات الضيق والمواساة، كأن يقول الواحد:
“من أولها ولا من آخرها”.. “جت فكة من مكة”
والخسارة بالترجيح أفضل من أي فضيحة بجلاجل النهائيات..
* ونصيحة أيها الجمهور والنقاد.. ارفضوا نداء الطبيعة.. وتابعوا أي مباراة من البداية إلى النهاية دونما زيارة للتوليت، حتى لو كنتم في وضع احتقان..
استفيدوا من خطأ المشجع الغيور الذي دخل الحمَّام والنتيجة 4 – 2 لمنتخب بلاده، وخرج من الحمام والنتيجة 4 – 4 لينام على كابوس الفرحة التي أخذها العبث المراهق.. ثم طار..!
* ناقد رياضي يمني


تعليقات