Accessibility links

واشنطن – “اليمني الأميركي”:

أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطة من عشرين نقطة، يقول إنها ستتضمن وقف إطلاق نار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله.

وأعلن ترامب عن الاقتراح خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي صرّح بقبوله.

حظيت خارطة الطريق بدعم من دول عربية وإسلامية وغربية.. وأعلنت حماس أنها تُراجعها.

لكن على الرغم من التفاؤل السائد في واشنطن، ما تزال هناك علامات استفهام كثيرة حول الاتفاق وكيفية تطبيقه عمليًا.

“الشيطان”، كما يُقال، يكمن في التفاصيل.. وخطة ترامب تفتقر إلى التفاصيل.

لقي الاقتراح الأميركي ردود فعل متباينة من المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، فبينما أشار الكثيرون إلى عيوبه، أكد البعض أن أيّ جهد لوقف الإبادة الجماعية هو جهد مرحب به.

ماذا ينص الاقتراح؟

تشترط الخطة إنهاء الحرب باستسلام فعلي من حماس، وتنص على وجوب تسليم الحركة الأسرى الإسرائيليين دفعةً واحدة، وتفكيك أسلحتها، والتخلي عن إدارة القطاع.

بعد ذلك، تُكلَّف لجنة فلسطينية مستقلة بإدارة القطاع.. على أن تُشرف على هذه اللجنة هيئة دولية، برئاسة ترامب نفسه ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وقد أثار تورط بلير، الذي يعتبره الكثيرون مجرم حرب لدوره في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، انتقادات مبكرة للخطة برمتها.

ومن المهم أن الخطة تستبعد التطهير العرقي لغزة أو تهجير الفلسطينيين منها، كما تصوره ترامب ونتنياهو في وقت سابق من هذا العام.

وتنص الخطة على أنه “لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون من يرغب في المغادرة حرًا في ذلك وحرية العودة”.

كما تقول: “سنشجع الناس على البقاء ونوفر لهم فرصة بناء غزة أفضل”.

ولكن بينما تنص الخطة على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا من غزة، فإنها لا تُحدد أيّ جداول زمنية للانسحاب، كما أنها لا تضع معايير واضحة لتوقيت وكيفية استعادة الفلسطينيين للحكم الكامل للقطاع.

ينص الاقتراح على أن تتولى قوة دولية لحفظ الاستقرار (ISF) مسؤولية الأمن في غزة، ولكن ليس من الواضح من سيُشغّل هذه القوة، أو ما  صلاحياتها بالضبط.

تلمح الخطة إلى إمكانية إيجاد مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية، لكنها لا تلتزم بذلك.

وتنص الخطة على أنه “في حين تتقدم عملية إعادة تنمية غزة، وعندما يُنفذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيرًا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نُقر به كطموح للشعب الفلسطيني”.

يبدو أن الاقتراح يُلقي بالمسؤولية على عاتق الفلسطينيين.. يجب عليهم إطلاق سراح السجناء الإسرائيليين، ونزع سلاحهم، وإجراء “إصلاحات” لوقف المذبحة.

في الوقت نفسه، تُلزم إسرائيل، التي ترتكب الإبادة الجماعية، بالتزامات ضئيلة.

ترحيب عالمي بالخطة

أشاد ترامب بخريطة الطريق ووصفها بالتاريخية.. مدعيًا، زورًا، أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي بدأ في القرن الماضي، مستمر منذ آلاف السنين.

“سألته: منذ متى وأنتم تقاتلون؟ ثلاثة آلاف عام يا سيدي.. إنها فترة طويلة، لكننا، على ما أعتقد، حسمنا الأمر.. سنرى”، قال.

على الرغم من العيوب الظاهرة في المقترح، سارعت الدول العربية والمجتمع الدولي إلى الإشادة به.

وعلى هامش المقترح، قالت السلطة الفلسطينية إنها “تؤكد التزامها المشترك بالعمل مع الولايات المتحدة ودول المنطقة والشركاء لإنهاء الحرب على غزة من خلال اتفاق شامل”، كما أشادت بقدرة ترامب على “إيجاد طريق للسلام”.

أصدرت مصر وإندونيسيا والأردن وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة بيانًا مشتركًا أشادت فيه بما وصفته بـ”الجهود الصادقة” التي بذلها ترامب لإنهاء الحرب.

وفي هذا السياق، رحب الوزراء بإعلان الرئيس ترامب بشأن اقتراحه لإنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، وتعزيز السلام الشامل، بالإضافة إلى إعلانه أنه لن يسمح بضم الضفة الغربية، وفقًا للبيان.

كما أيدت دول من جميع أنحاء العالم، من الصين إلى الهند إلى ألمانيا، الاقتراح.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في منشور على موقع إكس: “يجب أن نضع حدًا لكل هذه المعاناة”.

في الوقت الحالي، يكمن السؤال الرئيسي في ما إذا كانت الخطة دفعةً جادةً لإنهاء الحرب، أم أنها خطوة أميركية أخرى لتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل وإلقاء اللوم على حماس مع استمرار الهجوم الوحشي على غزة.

في غضون ذلك، واصلت إسرائيل قصفها الإبادي على غزة أثناء مناقشة الخطة.

وقد قُتل العشرات من الفلسطينيين منذ أن أصدر البيت الأبيض الخطة.

تعليقات