Accessibility links

جماليات منتخب خَطَف الفِضَّة.. وعينه على الذهب..!


عبدالله الصعفاني*

أمام جمال وروعة وصول منتخبنا  للشباب تحت 20 سنة إلى نهائي بطولة الخليج لكرة القدم أمام المنتخب السعودي، ليس أقل من الشكر والترحيب بمحفوظات.. “مليون هلا وغلا ومليون سلا” ترحيب محفوف بأمل  في نهائي مثير  في موقعة الأربعاء القادم، العاشر من سبتمبر الحائر.

ومبعث الجمال في الوصول إلى النهائي هي النظرة الموضوعية للظروف الموضوعية التي تحيط بالكرة اليمنية في زمن الأزمات، والإدارة بالعبث والفساد..

* وعلى سبيل الاحتياط.. إذا سألك حصيفًا متفاعلاً، وليس منفعلًا أو ارزقيًا متكسبًا عن الكرة اليمنية، فأجب عليه بدون تأتأة أو تردد: الكرة اليمنية بحساب غياب النشاط الداخلي مجرد سيارة معطلة، بلا ماكينة ولا إطارات، وتقف في المكان الغلط على رصيف عاطلين بالوراثة، لا ينتظرون ميكانيكيًا، ولا قطع غيار،  وإنما ينتظرون “دراجة نارية.. متور .. أو سيكل نار” يأتيهم من بعيد وعلى متنه مجموعة من الركاب الناشئين أو الشباب الموهوبين، يقومون بسحب السيارة المعطوبة إلى مكان البرعة البلدي، فينقذون الموقف بمثابرة النمل.

* وهذه الحالة الكروية اليمنية قديمة ومتجددة منذ أن وصل منتخبنا الوطني للناشئين إلى نهائيات كأس العالم في فينلندا العام 2003.. ومن يومها وحتى حلول الزمن الكروي الفقير إلى منافسات محلية والجمهور اليمني على رصيف صبر الانتظار لتجليات الناشئين، وفلتات الشباب الذين لولاهم لأصبح من الفريضة غلق وزارات وهيئات رياضية رسمية ومحلية بالضبة والمفتاح.

* وعودة إلى العنوان، فإن تأهل منتخبنا اليمني تحت 20 سنة إلى نهائي خليجي الشباب في السعودية يكتسب قوته من كون الإنجاز ليس حصاد منافسات محلية، ولا مباريات تجريبية دولية عليها القيمة، وإنما حصيلة معتادة لتجليات مواهب فطرية يمنية كانوا في  منتخب السعادة فصاروا منتخب البطولة رغم أنف حقيقة أنه لا دوري لعبوا فيه ولا سفر خالٍ من شقاء قطع الفيافي والقفار بالحافلات، وربما الشاصات في زمن الطائرات، فضلاً عن غياب فرص و تجارب إعدادية تكشف كيف أن من اللاعبين من يلتحق بالمنتخب اليمني من بوابات منافسات ملاعب حارات يكفي تصوير غبارها لتحقيق جوائز عالمية  في الصورة المعفرة بالطين والتراب..!

* رغم ذلك ما تزال القاعدة أن منتخبات الناشئين والشباب اليمنية تصنع الفرحة على الدوام، وأي تعثر محض استثناء..!

هل يمكن إغفال أن لاعبينا الصغار في الغالب لايخذلوننا..؟ يبدعون أمام منتخبات دول تملك هيئات حكومية وأهلية راعية لنجومها بامتياز..!

* ثم ماذا يا أبناء مدرب الرؤية الصائبة والأفكار الفاعلة كابتن محمد النفيعي..؟

ماذا بعد يا وضاح أنور.. عادل عباس.. ومحمد البرواني، وزيد الجراش، وزملاءكم من مواهب أرجو أن تكونوا جميعًا واعدين متوعدين عندما يستدعيهم مدرب منتخب الرجال..؟ ننتظر أن تختتموا مشواركم بصناعة السعادة الختامية في شكلها الأكثر إبهاجًا مع المنتخب الأول.

* أدخلوا نهائي كأس الخليج مع المنتخب السعودي بالثقة في مواهبكم.. انضبطوا تكتيكيًا، ولا تنسوا أن كرة القدم لعبة جماعية ترفض الأنانية واللعب الفردي.. احتفظوا بالكرة دونما إغفال عنصر المفاجأة.. واستحضروا حسنة أن يكون الكل في واحد والواحد في الكل..!

* حافظوا على نجاحات المنتخبات الشابة الناشئة، وتراكم المحبة.. أكرموا جمهوركم المغترب في السعودية، الكبير بتشجيعه المميز، وبوصلته الخاصة.. وقولوا: نعم نستطيع.. وكونوا على ثقة أن الجميع يحبكم، وأن هذا الحب ليس عاطفة عابرة، وإنما تراكم مشاعر تحتل الأدمغة والقلوب..

* لقد قبضتم على الفضة، فأكرموا جمهوركم العاشق

بالكأس وميداليات الذهب.

* ناقد رياضي يمني

تعليقات