Accessibility links

الجيل الذهبي الذي أضعناه في خليجي الدوحة..!

عبدالله الصعفاني*

هل أفرطنا في البكاء على جرَّة اللبن التي كسرناها في “سوق واقف” بالدوحة.. أم كنا معذورين..؟

سأدخل في الإجابة بدافع التفسير، وليس التبرير..!

* وراء الغضب من مغادرة المنتخب كأس الخليج أن لاعبيه يمثلون الجيل الذهبي للكرة اليمنية بحساب الموهبة الفردية العالية، لكن سوء الإعداد جعلهم في موقف عجز القادرين، وهم أكثر أجيال الكرة اليمنية موهبة.. وما أسوأ الإعداد بالعابثين والمترهلين..!

* بالذمة والضمير.. إذا لم نحلم في نجاح منتخب يزدان بمواهب عادل عباس ومحمد البرواني وأنور الطريقي وعبدالرحمن الخضر وفيصل المعروفي وحسن الكوماني، وعبدالعزيز مصنوم وغيرهم، متى نحلم..؟

ولمن نصفق؟ وبمن نطرد القنوط الكروي العام..؟ وتعالوا نسأل عن السبب ليبطل العجب..!

* تم تجهيز المنتخب الأولمبي في مصر، ليس لخوض مباريات تجريبية مع فرق معروفة تضع اللاعبين تحت ضغط حقيقي نعرف به القصور وتصويب الأخطاء، وإنما مع فريق “كسكادا” وفريق “جولدي جيت”.  

* كالعادة فاز منتخبنا في الأولى وخسر الثانية، وهو ما يذكِّرنا بعجز الاتحاد في تأمين مباريات في إحدى دول الخليج حيث البطولة، وعجزه في تأمين مباريات مناسبة في مصر، مع أن الاتحاد مغترب هناك.

* في مصر.. لم تتوفر فرصة الاستفادة من الدروس والأخطاء..! يفوز منتخبنا في مباراة تجريبية بالثلاثة، فيخسر الثانية بالثلاثة، في إشارة إلى فشل القراءة والتصويب للأخطاء.. نفس الحال جرى استنساخه في بطولة الخليج.

* فوز بالثلاثة على العراق، ثم سقوط أمام الإمارات بالثلاثة رغم تقدمه بهدف يتيم.. وعندما تلوح فرصة التعويض أمام منتخب عمان المتذيِّل للمجموعة، تحضُر ذات الذهنية المشوشة، ونفس القراءة الفاشلة، والإدارة البائسة لمجريات المباراة الثالثة.

* منتخب عماني يدافع ومنتخب يماني يهاجم ولكن بدون فكر، بدون بوصلة، وبدون مدرب قادر على قراءة ما هو كائن وما يجب أن يكون.. ولا أريد ذكر اسم المدرب حتى لا يغضب قيس صالح ويعتقد أنه المقصود بالمعصوبة المعصودة على الخرنوبة..!

* هل قلت بأن تجهيز المنتخب الأولمبي كان سيئًا..؟

تعالوا نرى كيف أن من يزرع البلس الشوكي لا يجني الافوكادو..

استعداد سيئ، يعني تجربة محدودة داخل التشكيلة، ويعني قدرة بائسة في الانسجام والتناغم البيني، وتعني التدحرج من فوز مشرف أمام العراق، إلى خيبة أمام الإمارات، إلى صورة من الجنان اللوزي أمام منتخب عماني متواضع إلا من كثافة عددية دفاعية تحتاج لمن يسحب التكتل.. ينوِّع الهجمات من الأطراف وفي العمق لتتكرر صورة الهجوم الهباش والجهاز الفني الرباش..!

* هل رأيتم منتخبنا وطريقة بحثه عن المرمى من طريق رأس الرجاء الصالح وليس من بوابة الخليج أو حتى من باب المندب وقناة السويس..؟

هل لفت أنظاركم التحضير الطويل والتسديد العشوائي وانقطاع الطرق إلى الشباك..؟

هل أدركتم كيف جمعتنا أمام العراق الخديعة، وفرَّقتنا الحقيقة أمام الإمارات وعمان..؟

* جاء حزن محبي المنتخب الأولمبي من منظور أن الفشل جاء من جيل ذهبي أعدَّه فحَّامون وليس جواهرجية، فهل من إضافة على أسباب فقر الجدِّية وغياب الخيال..؟

* لا دوري منتظم، أو حتى غير منتظم.. لا اهتمام باللاعبين في المنتخب كما يجب.. ولا فهم إداري وفني لحقيقة أنه إذا لم تعد فريقك المطرز بالنجوم فسيؤلمك مشهدهم وهم يلعبون بأسلوب فردي يربك الزميل، ويشتت الجهد، ويهدر الأحلام.

وهذا ما حدث لنجوم المنتخب الأولمبي.. مع شديد الحرقة.. وغزير الأسف.

* ناقد رياضي يمني

تعليقات