Accessibility links

كيف نقهر السكر بمخالب أسد، ورفسات زرافة..؟


ما كنتُ أجهله عن السكر والضغط وجلطات السنين.. والرياضة

عبدالله الصعفاني*

على رأي المتطفل الساخر: أنا مش دكتور.. بس سيبوني أتدكتر..

* والمناسبة لهذا الفضول هو الشعور بأمانة أن أوجز للقارئ الكريم أهم ما جاء في محاضرة لرئيس جمعية السكر اليمنية الطبيب الحاذق في مجال السكر والغدد الصماء الدكتور زايد عاطف..

* صباح 14 نوفمبر، أبهر جميع مستمعيه بالحديث عن داء السكري، وكيف نعرف هذا العدو الصامت وطريقة عمله التخريبية، وكيف نتحداه ونقهره بمخالب أسد ورفسات زرافة.

* وبداية، اتمنى أن تعطوني صبركم على ما اختزلته من فوائد معرفية عثرت عليها لأول مرة رغم مشواري مع فضول المتابعة لأمور الصحة، الموجز منها والتفاصيل..

* المكان ساحة جامعة صنعاء الواقعة خلف كلية اللغات وباستضافة من أحسن فريق 10، ورئيسه الدكتور عبدالرحمن الصعفاني عشنا صباحًا توعويًا بفائدتين..

فحوصات مجانية لجميع الحاضرين ومحاضرة مختلفة، وضَعَتنا أمام آلية داء السكري المؤذي، وكيف يبدأ، وإلى أين يصل، وطرق مواجهته وفرملة حملاته القاتلة.

* الفعالية تزامنت مع اليوم العالمي للسكر الذي احتفت به 172 دولة و180 جمعية لمحاربة داء السكري.

وكانت من الثراء والأهمية بحيث دفعتني لتلخيص المحاضرة المفيدة جدًا، متجنبًا ما استطعت، التطويل الممل أو الاختصار المخل.. واتبعوني..

* وهنا يصح القول: ما أحوجنا لتواصي التوعية بمخاطر داء السكري، وطرق مواجهته من الفعاليات الرياضية، حيث النشاط والحركة هما العدو الآخر للتغلب على القاتل الصامت، وقهر تنمره على الأعضاء الحيوية في الجسم.

* هذا العام كان الشعار العالمي ضد داء السكري هو “الرياضة هي الوسيلة الجميلة للتعايش الآمن مع السكر والوقاية منه”.. ولأن السؤال نصف الطريق إلى المعرفة، كانت أسئلة الطبيب المحاضر متوافقة مع كون السؤال نصف الطريق إلى المعرفة.. فكيف يهاجمنا السكر، ومن أي باب يتم الاقتحام..؟

* يقول الدكتور زايد عاطف: الأنسولين هو مفتاح وصول السكر إلى خلايا الجسم بهدف إحراق الدهون هناك، وإذا احترقت الدهون في الخلية تحولت إلى طاقة إيجابية، ولكن كيف الحال إذا أغلقت الدهون الخلية ومنعت وصول المفتاح إلى داخلها..؟

* يتراكم السكر داخل الجسم ليظهر الداء السكري، وتزيد كثافته في الدم فتتراكم الدهون حول الأعضاء الحيوية وداخل الأوعية الدموية ما يسبب الأعراض والمخاطر التي قد تظهر بشكل عطش وكثرة تبول وتعب مزمن، لكنها تنذر بسلسلة أمراض ومضاعفات، منها ترافق السكر مع ارتفاع الضغط وأخطرها الجلطات.

* لذلك لا بد من التخفيف من السكريات.. وليس أفضل إلى جانب الحمية الغذائية من الحركة والرياضة لمنع تراكم الدهون، وهذا ما تفعلونه في أحسن فريق بهذه الاستدامة الرياضية اليومية.

* في المحاضرة أعادنا رئيس جمعية السكر إلى زمان، عندما كان الشباب يحرق السكر بالقدرات الشبابية العالية، وقبلها كان الآباء والأجداد يأكلون الشحوم والسكريات لكنهم يحرقونها في حقول العمل والعرق.. أما الذي يحدث اليوم فإننا عندما نكبر في السن أو نستسلم للكسل في العمل والمشي والرياضة، نعاني من تداعيات غياب الحرق اليومي للسكر فتتشكل الدهون، مكونة الغلاف الذي يحُول بين الأنسولين القادم من البنكرياس وبين أداء عمله.

* ويكمن خطر تراكم الدهون داخل الشرايين، في أنها تفقد ليونتها وتتصلب، وكلما تصلبت الشرايين حلت الخشونة في بطانتها على حساب انفتاحها ومرونتها ودرجة الانفتاح والانقباض.

وطالما هناك مرونة تختفي الجلطات الناتجة عن شرود أجزاء تؤدي إلى جلطات القلب أو الدماغ.

* الخشونة، أو التصلب داخل الأوعية الدموية كما يرى الدكتور زايد عاطف تجمع الدهون في الأحشاء وتكثفها فيحدث في لحظة من اللحظات انفلات إحدى التجمعات فتسد شريان القلب أو الدماغ لتحل الكارثة.

* وإذن.. الجلطات مصدرها الدهون المتراكمة في الشرايين.. وما يزيد الطين بلة كَمـِعول خطير هو الدخان الذي يتواطأ مع الدهون ويؤكسدها ويعلي من أضرارها، لأن الدخان يفرز الأجسام الشاردة التي تصل إلى بطانة الشريان محدثة الأذى الكبير المتمثل بتراكم خلايا الدم في شكل صفحات دموية تكون خميرة لانطلاق أي جلطة.. ولهذا فالدخان من أسوأ العوامل المؤدية إلى تصلب الشرايين.

ولم ينسَ رئيس جمعية السكر الإشارة إلى دور الوراثة المسؤول عن الضغط والسكر.. إلخ.

* أما الدرس المستفاد من كل ما سبق فهو حاجتنا جميعًا إلى مراجعة عاداتنا الغذائية والسلوكية اليومية.

حمية غذائية، ممارسة الرياضة من أجل الصحة، وليس بالضرورة من أجل التنافس والبطولة، وبما مجموعه 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل، موزعة بشكل مناسب، إما على ثلاثة أيام أو يوم دون يوم.. والرياضة يا حضرات تراكم فائدة، والتوقف عنها غياب للمكسب الصحي.

* أما المفاجأة التي عرفتها لأول مرة على لسان رئيس جمعية السكر في اليمن فهي أنه حتى لو صار عند أحدنا تصلبًا في الشرايين أو انسدادات، فإن الرياضة تحرك عضلة القلب وبقية العضلات التي تحتاج إلى تروية فتنفتح شرايين إضافية صغيرة لضرورة الحاجة.

إن الرياضة تزيد من ضخ القلب للدم، وهو ما يفسر كون عضلة قلب الرياضي أكبر من غيره.. وقد لا تفي الشرايين البديلة بالغرض، لكنها لا تخلو من قدرة مساعدة عضلة القلب.

* ولم ينسَ الدكتور الكفاءة أن يختتم محاضرته بالقول: ليس من ختام سوى تهنئتكم بأيامكم الرياضية مع أحسن فريق، حيث يلتقي في صباحاته إخوة الصباح وأصدقاء الفجر من أجل الرياضة، ومن أجل الصحة والحياة.

* كاتب يمني

تعليقات