عبد الله الصعفاني*
لسان حال منتخباتنا مع اتحاد كرة القدم تبدأ وتمر وتنتهي عند عبارتين محبطتين.. الأولى أن عشاق كرة القدم اليمنية، أرادوا الفائدة الدائمة مع الناشئين، فاكتشفوا ضياع رأس المال، والثانية هي الحضور المتكرر لمقولة “يا فالج لا تعالج..!”
* ولقد اكتشف زميلنا الحسن الجلال الذي جرَّب الانتقال من موقع الناقد للفساد الرياضي إلى موقع أحد الأمناء العامين لاتحاد كرة بهدف “أخذ الماء من قراره”، لكن زميلنا لم يحتمل البقاء داخل مربع العبث، فسارع لتقديم استقالة لم يقدمها إلى “فالج” الاتحاد الفاشل، وإنما للجمهور وللاعبي كرة القدم الذين شعر الجلال بأنه خذلهم بعدم قدرته على إضافة أيّ شيء في اتحاد الخيبة.
* أبرز ما جاء في استقالة الأمين العام المساعد لاتحاد كرة القدم:
“منذ عشرة أيام، رفعت مذكرة واضحة للشيخ أحمد العيسي، طالبتُ فيها بضرورة العمل المؤسسي، خدمة لـ اللاعبين والمنتخبات، لا خدمة لأشخاص يكرّسون منظومة فساد أنهكت رياضتنا منذ سنوات.. انتظرتُ الرد على مطالبي التي تمثّل غالبية مطالب الشارع الرياضي، وأيقنتُ أن المذكرة وصلت، لكن شيئًا لم يتغيّر.. ومن هنا كان لزامًا عليّ أن أكون صادقًا مع نفسي أولاً، ثم معكم أنتم، جمهورنا الحبيب، وأعلن استقالتي من الاتحاد اليمني لكرة القدم..” انتهى.
* وكنت أتوقع بأن الجلال لن يتعايش مع قيادة اتحاد بائس، يجثم على صدر الكرة اليمنية بقوة طباع عجيبة، تظهر في تفاصيل قرابة عقدين من الزمن، لم تكن في الحقيقة سوى عبث، واستئثار بأموال الاتحاد الدولي “فيفا” وإحراج مسؤولين حكوميين، وزراء ومحافظين، بالتكفل بنفقات معسكرات سندويتشية غير مستوية الإنضاج، والمزيد من مساعي احتواء أقلام رياضية، وضمها إلى فريق الإنشاد.. وتبقى الثقة بأن الإعلاميين المحترمين سيبقون ضمير الحركة الرياضية، وسيواصلون الاستثمار في قلوب الرياضيين، وسيحرصون على التفريق بين من له قيمة عظيمة، ومن له ثَمن..!
* وكما أن للإعلام الرياضي نجومه، هناك نجوم الأقدام الذين رفضوا الاحتواء كمواقف النجم شرف محفوظ، والنجم علاء الصاصي.. وقد أورد الأخير معلومة خطيرة من باب التذكير للرأي العام الرياضي عندما قال بأنه ومنذ العام 2006 التحق بمنتخبات الناشئين اليمنيين، 2600 لاعب موهوب، لكن الكرة اليمنية في عهد اتحاد كرة القدم فشلت في توظيف آلاف الناشئين في إيجاد منتخب محترم للرجال.. وتخيلوا..
* كان عندنا في زمن اتحاد المرحوم محمد عبدالله القاضي ورفاقه منتخب للأمل، قارع منتخبات عالمية محترمة فيها رفاق البرتغالي كرستيانو رونالدو الذين خسر منهم 3 / 4، وتعادل أمام الكاميرون 1 / 1 قبل أن يخسر من البرازيل بالثلاثة في ختام مشاركة أحرز فيها زملاء الكابتن عبده الإدريسي لقب منتخب الأمل، والنتيجة التي صاحبت مشوار اتحاد كرة القدم الحالي..” لم ينجح أحد..”
ومرة ثانية.. تخيَّلوا..
* منتخبنا الوطني للناشئين في العام 2003 تخطَّى أبطال القارة الآسيوية، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم، فيما خرج آخر منتخب يمني للناشئين من مجموعته في بطولة كأس الخليج الأولى في أول مباراتين بائستين له رغم أنه لم يكن ضمن المجموعة القوية التي لعبت النهائي الذي جمع العراق مع السعودية، وفاز العراق بالبطولة.
* وسبب تراجع منتخبنا للناشئين هذه المرة أنه لا معسكر محترم، ولا مباريات محلية ذات قيمة، ولا اتفاق على اسم مدرب.. فقط إثارة الصراع الخفي بين المدربين ورفع بيرق المحسوبية، والدفع بلاعبين في الأوقات المتأخرة لتكون النتائج من نوع المقدمات.
* وعندما تساءل الجمهور المصدوم.. لماذا؟ اكتفى الاتحاد بتكليف فرقة الإنشاد بترديد أغنية الأعمار، وأن هناك لاعبًا منافسًا كان معه شنب، فيما منتخبنا لم يتجاوز المهد، و”عادوه صُغَيَّر يربونه”.
* وهكذا بقيت أسئلة الشارع الرياضي معلقة..! لماذا اختيار قيس صالح، ثم الإطاحة به بعد التعيين..؟ لماذا قَبِل سامر فضل المهمة في وقت محرج..؟ وهل كان وهو يقبل التدريب في الزمن القاتل في حالة أمل باستمرار حكاية الإبداع بالفطرة..؟ من يتحمل مسؤولية الإعداد القصير السيئ، وتدويخ اللاعبين برحلات برية مضنية..؟ وفرض لاعبين على المدرب..؟
* وأسئلة الرأي العام وإجابتها، كلها تبرز في جهل الاتحاد بحقيقة القول: إذا لم تتقدم فأنت تتراجع.. وهو ما لا يفهمه
أقطاب الهرجلة الذين لا يحتكمون إلى أيّ قواعد إدارية وقيادية منضبطة..!
* ناقد رياضي يمني
تعليقات