جاؤوا إلى أميركا أطفالاً صغارًا، وبعد عقود، أحدهم محتجز لدى إدارة الهجرة والجمارك الأميركية
ديترويت – “اليمني الأميركي” – WDET:
تصاعدت إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة في الولايات المتحدة بشكل حاد هذا العام.. ففي عهد إدارة بايدن، بلغ عدد المحتجزين يوميًا لدى إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) ذروته عند ما يقارب 40 ألف شخص، وفي الولاية الثانية للرئيس ترامب، ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 65 ألفًا.
الغالبية العظمى من هؤلاء المحتجزين، ما يقارب ثلاثة أرباعهم، ليس لديهم أي سوابق جنائية.
وقد تأثرت ولاية ميشيغان بهذا التحول بشكل كبير؛ إذ يتزايد احتجاز المقيمين القدامى الحاصلين على تصاريح عمل، وأبناء المواطنين الأميركيين، وقضايا الهجرة الجارية، ومن بينهم إرنستو كويفاس إنسيسو.
من هو إرنستو؟
جاء إرنستو إلى الولايات المتحدة من المكسيك عام 1995.. كان عمره آنذاك ثلاث سنوات، بينما كانت شقيقته الرضيعة، ميريام، تبلغ من العمر عامًا واحدًا. نشأ إرنستو وإرنستو في ديترويت، يفصل بينهما صف دراسي واحد، وتشاركا الفصول الدراسية، واللحظات الفارقة، والحياة اليومية.
عندما بلغ إرنستو سن الرشد، حصل على برنامج “العمل المؤجل للوافدين الأطفال” (DACA)، ثم سُحبت منه الحماية لاحقًا بعد ظهور سوابق جنائية غير عنيفة خلال فحص تجديد الإقامة، وهي نتيجة شائعة حتى في المخالفات البسيطة التي ارتُكبت قبل سنوات عديدة.
اليوم، يتمتع إرنستو بتصريح عمل قانوني من خلال إجراءات مختلفة، ويسعى للحصول على البطاقة الخضراء بناءً على الزواج.. يعمل إرنستو في مجال البناء، وهو زوج وأب لطفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا.
اعتقال في إيبسيلانتي
في الأسبوع الماضي، كان إرنستو وعامل بناء آخر بالقرب من موقع عمل في إيبسيلانتي عندما اقتربت منهما سيارة مدنية.. احتجزت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) الرجلين.
يُحتجز إرنستو الآن، على بُعد أكثر من ثلاث ساعات من منزله، في مركز نورث ليك للمعالجة في بالدوين، وهو حاليًا أكبر مركز احتجاز للمهاجرين في الغرب الأوسط الأميركي.
يُدار سجن نورث ليك من قِبل شركة السجون الخاصة “جيو جروب”، وقد أثار مرارًا وتكرارًا مخاوف العائلات والمحامين ومنظمات الحقوق المدنية، الذين وصفوا انخفاض درجات الحرارة، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الطبية، وصعوبة التواصل مع المستشارين القانونيين.
وقد نفت إدارة الهجرة والجمارك هذه الادعاءات، مؤكدةً أن السجن يفي بالمعايير الفيدرالية.
ينتظر إرنستو جلسة استماع خاصة بالهجرة في 17 ديسمبر/ كانون الأول.
عائلته والمشرعون يطالبون بالإفراج عنه
تحث عائلة إرنستو وعدد من المشرعين في ميشيغان إدارة الهجرة والجمارك على إطلاق سراحه بكفالة. ويصفونه بأنه لا يشكّل خطرًا على السلامة العامة، وأنه رجل يلتزم بالإجراءات القانونية، ويدعم أسرته، ويسعى للحصول على الإقامة الدائمة القانونية.
تحدثت شقيقته، ميريام ستون، مع روبين فينسنت إلى صحيفة “ذا مترو” عن تأثير هذا الاحتجاز في عائلتهم، وعن سبب اعتقادهم بضرورة عودة إرنستو إلى المنزل ريثما تُبتّ قضيته.
ماذا بعد؟
لفهم السياق القانوني والسياسي لقضية إرنستو، ولماذا يُحتجز هذا العدد الكبير من سكان ميشيغان القدامى هذا العام، تحدثت صحيفة “ذا مترو” مع كريستين سواف من مركز ميشيغان لحقوق المهاجرين، التي شرحت الوضع القانوني والخيارات المتاحة لشخص في وضع إرنستو، ومع السيناتور ستيفاني تشانغ، التي ناقشت صلاحيات المشرعين في ميشيغان وحدودها في الاستجابة لقرارات إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية.
رد إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)
تواصلت صحيفة “ذا مترو” مع مكتب إدارة الهجرة والجمارك في ديترويت.. وسألنا عن سبب احتجاز إرنستو، مع العلم بتصريح عمله القانوني وحصوله على البطاقة الخضراء بناءً على الزواج، وما إذا كانت إدارة الهجرة والجمارك تعتبر شخصًا ارتكب جنحتين غير عنيفتين، قبل أكثر من عقد من الزمان، ضمن فئاتها ذات الأولوية في الإنفاذ.
لم ترد الوكالة بعد..
إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE):
هي وحدة خاصة بإدارة الهجرة ومتخصصة بملاحقة المهاجرين غير الشرعيين بالقبض عليهم وتحويلهم إلى محاكم الهجرة بغرض الترحيل.


تعليقات