عبدالله الصعفاني*
إذا كنت مهتمًا بحال المنتخب الوطني الأول وسنينه ستجد من يسألونك.. هل يحتاج المنتخب اليمني مدربًا محليًا يفهم في النفسيات، أم عربيًا ماهرًا في الطبخات، أم أجنبيًا بعيون زرق وشعر أشقر..؟!
* قل لهم مش مهم لون القطة ما دامت تأكل الفئران.. قل لهم أيضًا بأن إعداد المنتخبات المحترمة ليس جنسية مدرب وإنما حصاد أجواء تصنعها مسابقات محلية محترمة ومنظومة رياضية مؤهلة تستند إلى قواعد قيادية وإدارية وتخطيطية ومالية منضبطة.
* في موضوع المدرب المناسب لمنتخب اليمن، فإن المشكلة ليست في جنسية المدرب، وإنما في المناخ الذي يجب أن يشتغل فيه.
أمين السنيني، مثلاً، مدرب صاحب خبرة طويلة اكتسبها من موقع الحارس الأمين والكابتن الفهيم لأسرار اختيار اللاعبين وقراءة المباريات وتحقيق النتائج المبهرة في فينلندا قبل 20 عامًا مع منتخب الناشئين، فضلاً عن تراكم الخبرة وحصوله مؤخرًا على شهادة pro البرو.. وكلها مؤهلات تجعله جديرًا بإدارة المنتخب الأول.
مدربون يمنيون آخرون أمثال البعداني والنفيعي وسامر فضل والعبيدي والنونو وقيس، وآخرين ليسوا بعيدين عن حظوظ الجدارة في إدارة المنتخب الوطني.
* المدرب الخارجي هو الآخر قادر على استثمار ثنائية الموهبة والحماس في اللاعب اليمني.. فما هي المشكلة..؟
المشكلة هي اختلال واعتلال المنظومة الكروية، والخلل في الماسورة الأم، والإعاقة المستحكمة في المولد الخربان لاتحاد الشتات، لأن البقاء في بلد الحكمة ليس للأصلح ولا حتى للأصلع.. البقاء لشبكة العبث والفساد المترهلة العابثة.. ونحن في الرياضة أمام علاقة وطيدة بين غياب الرقابة والعقوبة وتنمُّر سوء الإدارة..؟
* صحيح أن الاتحاد وجد من يموِّل مرتبات مدرب المنتخب، لكن المشكلة بقيت في كون من يتحكمون بكرة القدم غير مؤهلين للاستفادة من أي مدرب، ربما لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن العناد عندهم عادة، والجهل أسلوب قيادة.
* قبل شهور تعاقد اتحاد كرة القدم مع التشيكي ميروسلاف سكوب في القاهرة بتمويل سعودي، ولكن بنظام ما فيش عندنا مسابقات.. مشِّي حالك.. يعني تعرَّف على لاعبينا بالوتسبة والفسبكة والتكتكة عن بعد، وليس بيد ساعي البريد.. ومن يومها لم يعرف الشارع الرياضي لماذا جاء سكوب، ولماذا بقي في مصر.. وماذا أضاف للمنتخب..؟
غادر قبل أن نرى له لمسة أو نسمع له همسة تبرر جلبة..
* كل الذي فعله أنه قال: كيف أروح اليمن والاتحاد في الخارج.. وكيف تشتوا نتائج وما فيش معكم دوري..؟
وبعد فاصل مشاركة تَرَك جمل التدريب وحمل عصا الرحيل..
وبمجرد أن عرف الاتحاد بأن في الجزائر مدربًا ناريًا توعَّد صحفيًا فلسطينيًا بما معناه “الصحفي الذي ما تربِّيه أمّه يؤدبه عمه” سارع الاتحاد للتعاقد مع نور الدين ولد علي، ولا بد أن الاتحاد قال له إحنا قيادة اتحاد مغترب مالك دخل، ونريدك تروح لليمن، فوافق ولكن متى وكيف سيمارس مهمته والطوبة واقعة في المعطوبة بانتهاء دوري التيك أواي لأندية “صنعاء، حضرموت، إب، والحديدة” خلال يومين، فيما انتهى دوري عدن من أيام أيضًا، وليس من نشاط يساعد هذا المدرب في التعرف على اللاعبين المؤهلين للدفاع عن قمصان منتخب اليمن.
* واليوم.. منتخبنا الوطني اليمني أمام استحقاق مهم يتمثل في خوض مباراته أمام منتخب الإمارات في 21 مارس المقبل ضمن تصفيات كأس العالم، وما من نشاط أو معسكر.. ومبرر نور الدين ولدعلي لأي فشل محتمل جاهز مسبقًا.. ويكفي للرد على اليمنيين وحتى على الجزائريين والفلسطينيين الذين استغربوا من جدوى اختياره.
* إذا كان هناك من أسئلة يمكن للإجابات الصحيحة عنها أن تنفع اتحاد كرة القدم ولو من باب التكرار الذي يعلم الشطار، فهي لماذا لا يسارع الاتحاد للاستفادة من الدعم الخارجي الذي يحصل عليه والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة في هذا الجانب لإقامة دوري تصنيفي لتحديد المستويات، وترميم النفسيات وإلغاء العقوبات الصادرة في حق أندية عدن والتي نَفَّرت أندية تعز، والعمل على فتح صفحة جديدة مع كل الأندية..؟
حينها سيضع الاتحاد أقدامه على أول الطريق، سواء كان الجهاز الفني لأي منتخب محلي أو أجنبي..؟ لماذا لا يعاد الاعتبار لمسابقات الفئات العمرية كأساس لمنتخب الرجال الذي تُحدِّد نتائجه وحدها موقع الكرة اليمنية على خارطة الكرة العالمية.
* لقد أكدت مسابقة الدوري السندويتشي الأخير أن الجميع مستعد للتعاون، وأنه ليس من مخاوف أمنية حيث لعبت الأندية في صنعاء وسيئون والمكلا بكل أمان.
كفاية عبطًا وتهريجًا واستخفافًا بمشاعر جمهور يمني متعطش يمتد من حضرموت إلى صنعاء إلى عدن وحتى خارج الحدود.
* توكلوا على الله.. استفيدوا من قرابة عقدين من العبث.. ضعوا الحصان قبل العربة أو ارحلوا.
* لقد مَلَّ الشارع الرياضي متواليات فشلكم، وضاق بأغنيتكم الممجوجة ما معكم إلا الحاصل.. و”العيسي عمّكم وحابس دَمَّكم..”.
* ناقد رياضي يمني.
تعليقات