Accessibility links

هل تشابك الدين والحرب في الانقسام الروسي الغربي الجديد؟


إعلان

“اليمني الأميركي”- متابعات:
إلى أي مدى يمكن القول إن هناك تشابكا بين الحرب والدين في الانقسام الروسي الغربي الراهن؟ سؤال اشتغل عليه تحليلا نشرته صحيفة الفايننشال تايمز لتوني باربر بعنوان “هل الانقسام الجديد بين روسيا والغرب بشأن الدين؟”.

واستعرض التحليل محطات من الخلاف بين بابا الفاتيكان وبطريرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية… وهو خلاف اعطى مؤشرا – حسب الكاتب-  على تشابك الدين مع الحرب في الصراع الجيوسياسي الراهن بين روسيا والغرب.

ويركز التحليل على ما يسميه «خلافات حادة بين البابا فرنسيس والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بشأن غزو أوكرانيا»

وأشار باربر إلى أن البابا فرنسيس «لم يوجه اللوم إلى فلاديمير بوتين على إطلاق العنان للعنف في أوكرانيا» والحجة في ذلك هي أن البابا «لم يسمِّ أبداً رئيس دولة»

وأضاف «كما أنه لم ينتقد بهذه المناسبة البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لدعمه غزو بوتين».

لكن الكاتب- حسب موقع بي بي سي نيوز عربي-  لفت إلى أنه قبل أسبوعين، «تحدث البابا الأرجنتيني المولد بلغة لا هوادة فيها ضد الحرب. وقال فرانسيس إن الفظائع في أوكرانيا، المنسوبة إلى القوات الروسية، أعادت إلى الأذهان الإبادة الجماعية في رواندا في التسعينيات».

وأشار إلى أن تصريحات بابا الفاتيكان «أثارت توبيخاً من البطريركية في موسكو، مؤكدة أن حرب بوتين كشفت عن خلافات حادة بين الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والفرع الروسي الرسمي للمسيحية الأرثوذكسية».

وذكّر بمحادثات أجراها البابا وكيريل عام 2016 واحتضن كل منهما الآخر في العاصمة الكوبية هافانا «حين بدت الأمور أكثر إشراقاً»

وأضاف «كان هذا لقاءً تاريخياً بحق – وهو الأول بين قادة المؤسسات الكاثوليكية والأرثوذكسية الروسية منذ إنشاء بطريركية موسكو عام 1589»

لكن الآن، أشار باربر، إلى أن «فرانسيس ألغى اجتماعاً ثانياً مع كيريل كان قد تقرر الشهر المقبل في القدس».

واعتبر ذلك مؤشراً على «تشابك الحرب والدين مع التنافس الجيوسياسي الروسي الغربي»

وقال باربر إنه «لا ينبغي أن نتفاجأ من أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية – باستثناء بعض الكهنة الشجعان من ذوي الرتب المنخفضة – تقف إلى جانب بوتين بحزم».

وأوضح أنه «كما هو الحال في الدول الأرثوذكسية الأخرى، للإيمان الديني في روسيا روابط تاريخية عميقة بالهوية الوطنية وسلطة الدولة».

واعتبر أن النقطة الثانية والأكثر أهمية هي أن «التسلسل الهرمي للكنيسة، تحت حكم كيريل، يقاتل نيابة عن بوتين ويجادل بأن روسيا تدافع عن المسيحية الأرثوذكسية ضد الغرب المنحط الملحد».

هذا أكثر من مجرد دعاية. بالنسبة إلى كيريل ، إنها قضية مقدسة. بالنسبة لبوتين، إنه مشروع سياسي، حسب تقديراته، سوف يكتسب قوة من التقليد الأرثوذكسي الطويل المتمثل في رعاية مواطنين وطنيين مطيعين.

وأشار باربر إلى ما كتبه روان ويليامز الذي شغل منصب رئيس أساقفة كانتربري في الفترة من 2002 إلى 2012، حين قال «يرى فلاديمير بوتين نفسه على أنه بطل الرواية في معركة من أجل بقاء ثقافة مسيحية متكاملة، تماماً كما تصور الدولة الإسلامية نفسها على أنها المدافع عن نقاء الثقافة الإسلامية»

وذكّر بتصريحات البطريرك كيريل من موسكو في خطبة غير عادية ألقيت في 6 مارس/ آذار الماضي، في اليوم السابق لبدء الصوم الكبير الأرثوذكسي، حين اعتبر الحملة الروسية «بمثابة حرب للدفاع عن الحضارة الأرثوذكسية ضد الفساد الغربي والتي اعتبر أن مسيرات الفخر الداعمة لحقوق المثليين هي إحدى أعراضها الرائدة».

   
 
إعلان

تعليقات