عبدالله الصعفاني*
إذا كنت من العشاق الضالين فليس من حق أحد أن يقول لك كفاية ملاحقة لريال مدريد وبرشلونة.. أو يقول لك:
اشغل اهتمامك بريال صنعاء وريال عدن.. رحم الله والديك..
* لا تهتم بما تسمعه، وتابع المنافسات العالمية المبهرة، لأنه لا إجابة على سؤال “بنك البنوك يا ناس مو جرى له”.
صحيح أهل البيت احق باللبن، وجحا أولى بلحم ثوره.. ولكن أي ثور ستحلبه في بلدك المنكوب بكباره..؟، وأي لبن ستشربه..؟، .. ردد بأقوى قوتك الصوتية.. هلا.. هلا مدريد.
ولا بأس عليك إن مارست بعض الاستفزاز الكلامي وقلت للبرشلونيين الأوفياء لناديهم: يا جماعة ما فيش داعي نختلف في التشجيع “كلنا رياليين”.
* شئنا أم أبينا.. صارت الدوريات الأوروبية في حياتنا كالفيلم الهندي الطويل الذي يحقق للمتابع الفقير فرصة الهروب من أوضاعه، خاصة عندما يخرج بطل الفيلم من وسط العصيد ويقضي على كل أركان عصابات عموم الهند.
* وإذا أردت الكتابة عن ريال مدريد بعد أيام من فوزه بالنسخة 15 من دوري أبطال أوروبا لا تستسلم لفكرة الشعور بالتأخير أو أن الكل سبقوك إلى الشارد والوارد من نتيجة نهائي ذهب الريال به بعيدًا عن أحلام منافسه روسيا دور تموند.
* ريالي كنت أو برشلوني.. تتعاطى مع الريال القعيطي أو الريال القديم أو حائز على كأس المواطن “الكُحِّيتي” لا بأس من سرقة ساعتين أو أكثر لمتابعة المباراة وتوابعها.. ولا بأس لو أعطيت ظهرك للبركة المحلية الآسنة، ثم قمت بتحريف شِعر البردوني فتتساءل “أي ريال سيخصي الريال” في صيف يمني مصرفي حامض، ومع ذلك الليمون أرخص ما في السوق.
* وللقراء الذين سألوني لماذا لم نسمع رأيك في ريال مدريد سأحاول أن أقول الحق وليس غير الحق.
لقد حقق الملكي للمرة 15 إنجازًا أكد فيه بكل لغات العالم، أن تلاميذ الإيطالي العجوز هم ملوك أوروبا وملوك العالم بما كرروه وأعادوه من سطوة قزَّمت أحلام منافسيهم في معارك النهائيات فما الذي صنعته وستصنعه يا كارلو ..؟
* ماذا بقي في جعبتك من الحذق أيها السير المدهش بعد أن جعلت فريقك صائد الأرقام ونجم الأحلام.. ثم ماذا ستترك للآخرين بعد صفقة اصطياد الأسمراني الفرنسي المذهل كليان مبابي..؟
* وحتى لا أتوه سأكتفي بنقاط مختصرة، هي في الحقيقة لسان حال الريال الملكي، أقول فيها: فتشوا عن إدارة بيريز وخطورة المدرب انشيلوتي وكتائب النادي الملكي الأبيض وجمهوره الممتد من الماء إلى الماء، ومن الجبال إلى الرمال.
* لقد خطف الريال الأضواء تواليا من الجميع.. ودائمًا لا للنجم الواحد.. نعم للعمل الجماعي المنظم، ومصلحة الكيان فوق الكل.. ولا خوف فأنتم مع الساحر كارلو انشيلوتي الذي يقوم بتنويم فريقه في الجزء الأكبر من المباراه ، ثم يصدم الكرة الارضية، فلا تملك من الرد غير القول: واصل يا كارلو حرق بخور السحري على شكل سيجارة.
* يتفوق خصوم الريال عليه في الشوط الأول وما تيسر بعد ذلك فيجهز عليهم في أواخر الشوط الثاني بتحوله فجأة إلى حوت للبحار والرمال..
* مدرب متفاعل.. لا يتفرج على خطة ويراقب فشلها، وإنما يجترح الحل الصاعق.. يخدِّرك ثم يجهز عليك.. يعني روبوت مدهش للروبوتات اليابانية والصينية معًا.. ولاعبون يحلقون من بين الرماد ويقومون بالإجهاز على الخصم كما حدث بهدفي الدقائق العشر للنهائي الأخير.
* وأن تقدم ربع إمكاناتك في النهائيات ثم تتصدر الألقاب فأنت ملكي.. وأنت العلامة الفارقة.. وأنت في بيئة عمل ناجحة، وأنت صانع حيرة عالم يتساءل في كل مرة: من الذي يعشق الآخر.. الريال النادي أم الكاس ذات الأذنين الطويلين..؟
هل أعيد أو أزيد..؟
أبدًا.. يكفي أن نربط الماضي بالمستقبل، فنقول معًا: وداعًا الأسطورة توني كروز.. وأهلا بجديد الريال المدهش كليان مبابي.
* كاتب يمني.
تعليقات