سايمون آلبرت – ترجمة زهراء خاتون
ديربورن – “اليمني الأميركي:
استضافَ المتحف العربي الأميركي الوطني في ديربورن، مؤخرًا، مهرجانًا سينمائيًّا عن اليمن، عُرِض خلاله ثمانية أفلام قصيرة عن اليمن. عكست الأفلام وجهات نظر متنوعة سلّطت الضوء على الحالة اليمنية.
يروي أحد الأفلام قصة شخصٍ يعملُ على تحضير الأطعمة بهدف تحسين دخله المادي، وإحضار عائلته هربًا من الحرب الظالمة في اليمن.
من الواضح أنّ صاحب الأطعمة الجاهزة يعملُ بِجدّ للحفاظ على متجره. ومع وصول الفيلم إلى نهايته يضعُ صاحب المتجر اللافتة المفتوحة فيما يشبه ساعات المساء المتأخرة، مما يعني أنّ الأيام الطويلة هي المعيار الجديد لرجل تُبعده مسافة نصف الأرض عن عائلته.
قصص الأفلام
قصص طريفة في مهرجان الأفلام هذا…إذ لا صور للحرب والفقر، بل تجد قصصًا للحياة التي تخلقُ وجهًا إنسانيًّا للبلاد وشعبها. وبحسب المخرجة مريم الذبحاني: «فإنّ هذه الزاوية كانت متعمدة للغاية». وتضيف الذبحاني: «هذا شيء لا يظهر كثيرًا، وهو ما أبحثُ عنه، أحاولُ كسْر وجهات النظر النمطية عن اليمن».
مريم الذبحاني هي مخرجة أفلام وثائقية، تُقيم في الوقت الحاضر بمدينة الدوحة، قطر.
عَرضت المخرجة اليمنية الشابة فلمين من أفلامها في المهرجان، مع التركيز على الأثر الدائم للصراع في الشعب اليمني.
فيلم “في الوسط”، يتحدّث عن جندي شاب عمِل كحارس نقطة تفتيش، على الرغم من شهادته الأكاديمية في الهندسة المدنيّة.
يتتبع الفيلم الوثائقي، الذي مُدّته 14 دقيقة، حياة هذا الرجل من خلال عمله في نقطة التفتيش، ثم المنزل مع عائلته، وحتى في حيّه الصغير، حيث يلعب كرة القدم مع جيرانه الصغار. وبحسب الذبحاني، إنه مجرد واحد من بين العديد من العالقين في تحدّيات البلاد.
وتقول المخرجة: «أحد هؤلاء الشباب الذين لم يُغطّهم الخبر، وهو مهندس مدني خرّيج، يرغبُ في البناء، ولكن لا يوجد شيء للبناء! بدلاً من ذلك، تمتصه آلة الحرب».
الفيلم الآخر للذبحاني “مجرد ذكرى” يتناول قصة أشخاص في الشتات يصارعون الذكريات التي حاولوا تركها وراءهم.
الفيلم اليمنيّ
بحسب مخرجة الأفلام الوثائقية، المرشحة لجائزة أوسكار، سارة إسحاق، الفيلم اليمنيّ ما يزالُ في بداياته. على الرغم من أنّ صناعة الأفلام ككل، مرت بتقديم عدد كبير في المائة عام الماضية، إلا أنّ صانعي الأفلام اليمنيين لا يقفزون إلا إلى الوسط.
وأوضحت إسحاق أنّ هذا التفاوت في عالم الأفلام يجعلُ من تعريف الذات تحدّيًا. بطريقة ما، يمكن للفيلم أنْ يُظهر للجمهور ما هو الجمهور. من خلال القصص، يمكن للأشخاص التعرف بشكل جماعي على هُوية لأنفسهم. يمكن للناس رؤية تحدّياتهم وثقافتهم وأفكارهم من خلال عدسة الأفلام.
وتضيف: «من المحزِن حقًّا أنه لم يكن هناك مكان يمكّن اليمنيين من تحديد هُويتهم للعالم من خلال منصّتهم الخاصة، ومن خلال أفلامهم الخاصة، كما تعلمون».
وعلى الرغم من أنّ المهرجان لم يكن يهدفُ إلى حلّ كلّ هذه التحديات، إلا أنه يوفّر منصّة لصناعة الناشئة في اليمن.
تبادُل وجهات النظر
وقد استضاف المهرجان ديف سيريو، وهو معلّم وأخصائي برمجة عامة في المتحف الأميركي العربي الوطني… والذي أدار حديثًا بعد الأفلام مع مريم الذبحاني وسارة إسحاق.
وفي السياق يقول سيريو: “جاءت سلسلة الأفلام هذه من الحاجة إلى مساحة لصانعي الأفلام العرب لتبادل وجهات نظرهم”.
لا شكّ أنّ الفيلم العربي له تاريخ طويل ولامِع في السينما العالمية. فقد صُنّف فيلم “معركة الجزائر”، باستمرار، من بين أعظم الأفلام في تاريخ السينما، كذلك توفر قصص مثل “كَفْر ناحوم” سياقًا عصريًّا عالي الجودة لصناعة الأفلام العربية… ليحين دور اليمن، الآن، في تدوين اسمه كحضارة تحمِلُ تاريخًا غنيًّا وعريقًا.
تعليقات