من حكايات الجيل الثاني في ولاية “ميشجان”.. جهاد ..نجاح التجربة وتميُّز المهنة
ديربورن – «اليمني الأميركي»:
استطاع مكتب “ناجي للمحاسبة” خلال تجربته الممتدة لنحو (11) سنة بمدينة “ديربورن” أن يؤسس حضورًا باهرًا، ويحقق نجاحًا لافتًا كتب بواسطته قصة نجاح من قصص الجيل الثاني للمجتمع اليمني في المهجر الأميركي، والتي أصبح من خلالها جديرًا بهذا الضوء كمثال لِما يقدمه هذا المجتمع في المهجر من تميّز مهني، تحاول “اليمني الأميركي” قراءة بعض سطوره، وذلك في سياق اهتمامها بالتجارب الناجحة لهذا المجتمع هنا.
يُعتبر مكتب ناجي للمحاسبة، الذي يديره المحاسب جهاد محمد علي صالح ناجي المضرحي (45سنة)، أحد المكاتب المهنية المتميزة في “ديربورن”، والتي حصلت على الترخيص الحكومي بعد حصول جهاد على شهادة (سي بي أي)، التي تعتبر أعلى شهادة مُعترَف بها، هنا في مجال المحاسبة.
الاسم والنجاح
اختار جهاد اسم جده (ناجي) ليُطلِقَه على اسم مكتبه المحاسبي، الذي أصبح له مكانة في السوق؛ مكانة مصدرها الثقة التي حققها نجاحه منذ انطلاق عمله، حيث استطاع أن يكسب ثقة مئات المراجعين والمتعاملين معه.
تتعامل مع مكتب ناجي للمحاسبة 150 شركة، بما فيها عشرات الشركات الصغيرة التي يديرها أشخاص.
استطاع ناجي للمحاسبة أن يُعزز من رصيده في السوق الاقتصادي لمدينة “ديربورن” من خلال التزامه ضوابط العمل وتقنياته الجديدة وقيمه الأخلاقية؛ فأصبح يتردد على مكتبه سنويًّا أكثر من ألف مراجع تُنجز أعمالهم بسلاسة من خلال طاقم الموظفين المدربين، والذي يصل عددهم إلى ستة موظفين يعملون وفق ضوابط العمل التي يلتزم بها المكتب لعملائه.
بدر عبده، وهو أحد رجال الأعمال المهاجرين هنا ممن يديرون محطات بنزين. يقول عن مكتب ناجي أنهم يعملوا بأخلاق عالية، ويساعدوا في ضبط الأوراق المالية والحسابات بطريقة سهله؛ لهذا نتعامل معهم منذ سنوات.
فيما يقول الصحافي رشيد النزيلي رئيس تحرير وناشر صحيفة اليمني الأميركي إن جهاد ومكتبه نالوا الثقة كنتيجة طبيعية لما يقدموه من عمل دقيق وخدمة حديثة ومكتملة وباحترافية عالية مكنتهم من نيل ثقة الكثير من العملاء بما فيهم صحيفة اليمني الأميركي.
مؤكداً أن جهاد قدم نموذجاً احترافياً في مجاله، وعكست تجربته خصوصية نجاح الجيل الثاني من المجتمع اليمني في المهجر الأميركي بكل تأكيد.
روح المسؤولية
ما أن تتجاوز بقدميك الباب وتلج هذا المكتب، الذي بات من أهم العلامات في المدينة.. إلا وتشعر بمستوى المسؤولية التي تسند العمل، وكل التفاصيل المهنية في تعاملهم مع العملاء.. ثمة مهنية عالية تقف بموازاة علاقة راقية واحترام تام يبدونه مع كافة المتعاملين مع المكتب؛ وهو ما يؤكد ما يتمتع به المكتب من عقلية إدارية ووعي مهني في علاقته بالعمل.
صحيفة “اليمني الأميركي” التقت السيد جهاد – المحاسب القانوني، الذي يُعرف في أوساط الجالية اليمنية هنا – بأنه رجل دمث الأخلاق، يحترم مهنته، ويتعامل مع جميع عملائه بمسؤولية عالية..
نجاح متين
عن طبيعة عمل المكتب يقول جهاد: نساعد الزبائن في مراجعتهم الخاصة، أو فيما يتعلق بمصالحهم التجارية سواء أكانت في التخطيط المالي والمحاسبي أو الضريبي، وكذلك نقدم استشارات مالية تتعلق بالأشخاص أو الاستثمارات.
يضيف: أن عملنا يأتي نتاج خبرة وتأهيل، حيث نتعامل مع كل جديد، ونتعلم على مدار العام؛ لهذا نستطيع أن ندافع ونكتشف كل المخالفات، وكذلك حالة ما يسمى (الفراد) التزوير غير المقصود قبل حدوثه.. فلدينا خبرة (11) عامًا، نتعامل من خلالها مع جميع المراجعين لدينا والمتعاملين معنا.
جهاد مولود في مدينة “بفلوا”، ويعيش، حاليًّا، في مدينة “ديربورن”، وهو أب لسبعة أولاد.
يُعد جهاد من الجيل الثاني للمهاجرين اليمنيين في الولايات المتحدة، حصل على الماجستير في المحاسبة من جامعة “وين ستيت”، وترخيص معتمد من الولاية، كما حصل على (cpa)، كما سبقت الإشارة، وهذا الترخيض خاص بالمحاسبين المحترفين.
محطات
خلال دراسته في مرحلة الثانوية عمل في مخازن شركة “أوفكس ماكس” في المخازن، وبعد دراسة الثانوية عمل محاسبًا في شركة” كريس لير”، وعمل خلال دراسته الجامعية في شركة “اليكس” حتى تخرج في جامعة “ميشيغان” بمدينة “ديربورن”.
خلال تجربة الحصول على الترخيص من نفس الجامعة استطاع أن يتجاوز الاختبار الخاص بذلك ليلتحق بعدها بجامعة “وين ستيت”، التي حصل فيها على درجة الماجستير في المحاسبة الضريبية، وبعدها التحق في وظيفة ليلية في إحدى الشركات، بالإضافة إلى عمل رسمي في شركة “كريسلير”.
يختم جهاد قائلاً: لدينا المؤهلات الكافية لنيل ثقة الجميع، وذلك لِما نتميز به في الالتزام بالمهنية والخصوصية للمراجعين، ولنا تاريخ في هذا يشهد علينا.
الخدمة المجتمعية
لا تنحصر تجربته في علاقته بعملاء المكتب، بل امتدت تجربته إلى المجتمع؛ فأصبح مساهمًا فاعلاً في خدمة المجتمع في “ديربورن”، من خلال مساهمته المفاعلة في دعم العمل الاجتماعي.. وتبدو مساهمته لافتة في دعم المِنح الدراسية للطلبة، والتي تؤكد مدى وعيه بأهمية خدمة أبناء مجتمعه.
تبرز في قصة جهاد ما حققه الجيل الأول من المهاجرين اليمنيين هنا ومنهم والده، الذي كافح وعمل في عديد من الأعمال. ولأنه لم يتعلم حرص على تعليم أولاده جيداً، فجاء جهاد نتاج كفاح والده المرير؛ لكنه جاء بتجربة مختلفة ومتميزة تعكس الفرق بين الجيلين الأول والثاني، وهو ما يحتاج إلى موضوع مستقل لمناقشته كي نبرز من خلاله طبيعة المجتمع اليمني في المهجر الأميركي، وما حققه الجيل الأول، ويحققه الجيل الثاني..ومن هذا المنطلق نحرص في “اليمني الأميركي” على الاحتفاء بقصص النجاح التي حققها كل من الجيلين؛ ففي العدد الماضي تناولنا تجربة من الجيل الأول، وها نحن نتناول في هذا العدد قصة من قصص الجيل الثاني؛ احتفاءً وتقديرًا بهذه التجارب والقصص اليمنية في المهجر الأميركي.
تعليقات