Accessibility links

منتخب اليمن لكرة القدم من واقع بطولة خليجي 25: قراءة في المشكلة والحل


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” – محمد الأموي:

أنهى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مشاركته العاشرة في كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 25) التي تًقام حاليًّا في مدينة البصرة العراقية.

أنهى مشاركته بشكل مخيّب لآمال جماهيره، خاصة بعد تقديمه أداءً جيدًا في أول مباراتين له في البطولة أمام المنتخبَين السعودي والعماني، ورغم الخسارة فيهما بـ 2/0 و3/2 على التوالي، إلا أنه كان ندًّا قويًّا لهما، وسجل هدفين لأول مرة منذ خليجي 20، وكان قريبًا من الفوز أو التعادل مع المنتخب العماني.

أما مباراته الثالثة أمام المنتخب العراقي، التي خسرها بخمسة أهداف نظيفة، فقد كان ندًّا قويًّا حتى نصف الساعة الأخيرة منها، ولولا سوء الحظ الذي لازمه لكانت النتيجة مغايرة تمامًا؛ إذ ألغت تقنية الفار هدفين للمنتخب اليمني، فيما رفض الحكم احتساب ضربة جزاء لتنهار معنويات اللاعبين ولياقتهم البدنية ويفقدون مجاراة المنتخب العراقي لتنتهي المباراة بخماسية مريرة جعلت الجماهير اليمنية تتحسر.

محمدوه: ارحمونا!

في حديثه بعد المباراة لقناة (الكأس) القطرية عبّر لاعب المنتخب الوطني الأول، ناصر محمدوه، عمّا يعانيه اللاعبون من ضغط وحزن بسبب نتائج المنتخب السلبية، ووجّه كلامه للمسؤولين في الدولة والاتحاد قائلاً: نقدم اعتذارنا للشعب اليمني ولجمهورنا.. كلنا لم نتوقع هذا الشيء.

وأضاف محمدوه: لا نكذب على أنفسنا، هذا واقعنا.. هذا حالنا.

وتابع: “خلينا نخرج عن الرياضة شوية.. مسؤولونا وحكامنا… العالم يعطف علينا… أنتم متى تعطفوا علينا.. متى تشوفوا أوضاعنا؟! يعني متى نرجع ونحس أنه لدينا دوري ولاعبين محترفين”.

ولتقييم أعمق لِما قدمه المنتخب في خليجي 25 في البصرة، استطلعت صحيفة (اليمني الأميركي) آراء عدد من المختصين بلعبة كرة القدم.. وكانت هذه المحصلة:

باسم عبدالحفيظ: لو أردنا منتخبًا قويًّا يجب الحفاظ على المدرب أولاً

المدرب الوطني باسم عبدالحفيظ يقول: تعتبر هذه البطولة من أفقر البطولات لكأس الخليج العربي من الناحية الفنية لجميع المنتخبات المشاركة حتى الآن، وكل ما يحسب لهذه البطولة هو عودة بطولة كأس الخليج العربي إلى جمهورية العراق في مدينة البصرة بعد 44 عامًا من آخر تنظيم، وكذلك عودة إقامة المباريات على أرض العراق منذ الحظر، وكذلك عودة الجماهير الرياضية إلى الملاعب والأعداد الغفيرة التي وصلت إلى 65 ألفًا في مباراة منتخب العراق أمام منتخب السعودية، أما بخصوص منتخبنا فلا جديد فيها، فمشاركته مثل بقية المشاركات السابقة خسائر ونتائج مخيبة، وذلك لعدة أسباب، منها الإعداد المتأخر والاختيار العشوائي والتعاقد في الوقت الضائع مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول بقيادة سكوب ومعاونيه، وإقامة معسكر في جمهورية مصر العربية، ولعب خمس مباريات تجريبية فقط، ومع فِرق درجة ثالثة وكذلك درجة ثانية، ومباراة مع فريق الرديف في الدرجة الأولى ممثلاً بـ (طلائع الجيش)، ووصول اللاعبين المحترفين متأخرين، مع العلم أن معظم هؤلاء اللاعبين لم يلعبوا مع بعض من قبل.

وأضاف: عندما بدأت البطولة وخاض منتخبنا مبارياته تم وضع بعض اللاعبين في غير مراكزهم، مثل اللاعب عماد القُديمة، الذي لعب في مركز الظهير الأيمن، وهو أصلاً يلعب قلب دفاع، وكذلك الوجيه الذي لعب في مركز الظهير الأيسر، وهو أصلاً يلعب في الوسط الأيسر أو خلف المهاجمين، وهو لاعب موهوب ورائع ومتميز، ويمتلك مهارات فردية عالية في هذا المركز، أما أن يلعب في مركز الظهير الأيسر فقد قتلوه، وكذلك لم يتم التوفيق في اختيار حراس المرمى، حيث كان أفضل حارس مرمى محمد أمان يتعالج في جمهورية مصر العربية إلى قبل البطولة بأيام، لذلك فقد جاء سكوب ومعاونوه على قائمة جاهزة، ما عدا اللاعبين الذين يلعبون في المهجر – في الولايات المتحدة الأميركية، مثل اللاعب هارون الزبيدي، الذي كان أحد اكتشافات بطولة خليج 25، وأعتقد أكبر وفد شارك في بطولة كأس الخليج العربي 25 لكرة القدم في البصرة هو وفد الجمهورية اليمنية!!

لا لوم على المدرب واللاعبين!

وتابع عبدالحفيظ: أنا هنا لا ألوم المدرب سكوب ومعاونيه ولاعبيه، فقد عمل بما هو موجود معه من اللاعبين، ولذلك أرى إذا كنا نريد منتخبًا وطنيًّا قويًّا يجب الإبقاء على الجهاز الفني بقيادة سكوب ومعاونيه… هذا أولاً، وبعد ذلك إقامة وإعادة جميع البطولات المحلية من إقامة بطولة الدوري العام للدرجة الأولى، وكذلك بطولة الدوري للدرجة الثانية، وكذلك بطولة كأس الجمهورية، وكأس الاتحاد، ويقوم الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول بقيادة سكوب ومعاونيه بمتابعة هذه البطولات، ويتم اختيار أفضل العناصر الأساسية لتشكيل المنتخب الوطني، وكذلك يتم اختيار الأجهزة الفنية لبقية المنتخبات الوطنية (أولمبي شباب ناشئون)، لكي يتم اختيار أفضل تشكيل للمنتخبات الوطنية دون الرجوع أو الاستعانة بصديق.

النُزيلي: منتخب شاب يستحق الصبر ويحتاج الوقت

فيما يرى المدرب الوطني، الكابتن وليد النزيلي، أن المنتخب الوطني الأول منتخب شاب يستحق الصبر عليه، ومنحهم الوقت.

وأضاف النزيلي: بصراحة.. الجهاز الفني بقيادة سكوب عمل شغل فني عال من حيث اختيار تشكيلة المباريات من أفضل اللاعبين المتوفرين لديه ذوي النوعية والجودة؛ لذلك في أول مباراتين أمام السعودية وعمان، ورغم الخسارة، وجدنا المنتخب اليمني يجيد سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، ولكن في المباراة الثالثة أمام العراق خانتهم القوة الجسمانية واللياقة البدنية، وتحديدًا الشوط الثاني، بالإضافة إلى سوء الحظ بإلغاء هدفين لمنتخبنا من قِبل الفار.

وعمّا يحتاجه المنتخب، قال النزيلي: بشكل عام أرى أن لاعبي المنتخب يحتاجون للاستقرار وللعناية من القائمين على شؤون الكرة اليمنية، وكذلك لا بد من إقامة دوري الدرجة الأولى بنظام الكل مع الكل، وإقامة المباريات الودية التجريبية التي ترفع من جودة وقوة منتخبنا في البطولات والمشاركات القادمة.

الدغيش: لدينا عناصر موهوبة بالفطرة تحتاج للرعاية

فيما قال المدرب الوطني خالد الدغيش: نمتلك عناصر موهوبة بالفطرة، لكنها  تحتاج للاهتمام والصقل العلمي، فمن خلال الاهتمام العلمي الحديث المتجدد بكرة القدم وأهمية اللعب المستمر للاعب والمباريات الودية المناسبة فقد شاهدنا الفروق الكبيرة في كل مباراة من مباريات منتخبنا في البطولة، ففي المباراة الافتتاحية لمنتخبنا الوطني الأول أمام المنتخب السعودي والمباراة الثانية أمام منتخب عُمان، وما تخللهما من لمحات فنية وجمل تكتيكية جماعية لرفاق المطري، رغم أرضية الملعب المتأثرة بمياه الأمطار، إلا أن الثقة بالنفس كانت تظهر على أكثر اللاعبين، وهذا ما نعانيه دائمًا مع المنتخبات الوطنية المختلفة، حيث تكون المباراة الأولى الرسمية أشبه بمباراة ودية نكتشف من خلالها أخطاءنا، ومعالجتها في المباراة الثانية، لتظهر قدرات لاعبي منتخبنا، وهنا المشكلة عندما تكون البطولة بنظام المجموعات.. التعويض فيها يكون أكثر صعوبة بعد فقدان المباراة الأولى، التي تكون مفتاح التأهل للأدوار الثانية.

وأكد الكابتن خالد أن المنتخب الوطني يحتاج إلى الاستقرار الفني وخطوة بالاتجاه الصحيح من قِبل اتحاد كرة القدم من خلال التعاقد مع المدرب ميروسلاف سكوب حتى خليجي 26، “كما يحتاج المنتخب إلى أكبر عدد من المباريات الودية أو المشاركة بأي بطولة دولية ودية لتعويض الانقطاع المستمر لدوري كرة القدم في الداخل”.

وأضاف: “يجب إعادة دوران عجلة الدوري الحقيقي المتمثل بلعب أكثر من 30 مباراة رسمية تنافسية خلال العام، حتى يستطيع من خلالها اللاعب الاستفادة البدنية والفنية، وتستطيع الأجهزة الفنية التقييم والانتقاء الجيد لرفد منتخباتنا الوطنية بكل فئاتها”.

البعداني: إصلاح المنظومة الكروية أولاً..

من جانبه قال الإعلامي الرياضي الزميل مضاد البعداني:

أولاً: نحن نحتاج لإصلاح المنظومة الكروية ككل.. كيف نريد منتخبًا جيدًا والقائمون يتنفسون الفشل والعشوائية؟!

وأضاف: مَن يديرون كرتنا غارقون في الفشل والتخبط واللا مبالاة… لا يوجد هناك تخطيط أو برامج للنهوض بالمنتخبات الوطنية.. “الأمور تمشي بالبرَكة والوساطة والمحسوبية والمجاملة، لذلك نتائج المنتخب اليمني السيئة هي جزء من فشل هذه المنظومة”.

وعمّا يحتاجه المنتخب الوطني مستقبلاً، أوضح الزميل البعداني أن “المنتخب يحتاج لاتحاد كروي على درجة عالية من المهنية والاهتمام والرعاية وبرامج ومعسكرات تدريبية جيدة.. أما كعناصر فمنتخبنا افتقد لحارس مرمى متمكن، ومدافعين يعرفون كيف يرتدون للدفاع، ويمتدون في الهجوم، ولاعب محور يقطع ويصنع، وصانع لعب سوبر، ومهاجم يسجل من أنصاف الفرص… لذلك فإن هذه المشاركة أثبتت أن اليمن يمتلك خامات ومواهب، ولكنها تفتقد للإدارة والدعم اللازم.. أتمنى الإبقاء على المدرب سكوب وطاقمه المعاون، والاستغناء عن بعض اللاعبين الذين خيبوا ظن الجماهير في هذه البطولة”.

هيثم الحيدري: أداءٌ جيد لكن الفوارق شاسعة..

فيما قال الزميل الصحافي الشاب هيثم الحيدري: “برأيي المتواضع أن المنتخب قدّم بطولة جيدة عطفًا على ما قدّمه في أول مباراتين، رغم خسارته في الأولى بثنائية أمام الأخضر السعودي كرهبة البداية، وخسر الثانية أمام المنتخب العماني بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت إضاعة مهاجم المنتخب محمد الداحي لركلة جزاء في الوقت القاتل”.

وأضاف: “واقعيًّا، المنتخب قدم مستوى ممتازًا وتصاعديًّا، لا سيما وأن الفوارق الفنية بينه وبين بقية المنتخبات المشاركة فوارق شاسعة، ولو في هذه البطولة، والسبب طريقة الإعداد والتحضير للبطولة، فكانت المنتخبات الأخرى تلعب مباريات دولية، بينما كان المنتخب اليمني في مصر يلعب مع فِرق أندية الدرجة الثالثة”.

وردًّا على سؤالنا عمّا يحتاجه المنتخب مستقبلاً، قال الحيدري: “المنتخب الوطني يحتاج للإعداد الجيد والدعم الكافي أسوة بباقي المنتخبات.. المعسكرات التي يختارها اتحاد كرة القدم لم تخدم المنتخب نهائيًّا، فلو كان هنالك معسكر إعدادي خارجي ممتاز يتجهز فيه المنتخب من خلال اللعب مع منتخبات دولية مقاربة لمستوى المنتخبات التي سيلعب معها مستقبلاً… ربما سيكون الوضع أفضل… ويتضح ذلك في الفوارق الفنية من خلال مبارياتنا الثلاث في البطولة، فأمام المنتخب السعودي والمنتخب العماني ظهر منتخبنا بصورة مغايرة، وقدّم مستوى ممتازًا لم يكن يتوقعه أحد، أما المباراة أمام العراق فقد انهار اللاعبون، ولم يتمكنوا من مجاراة المنتخب العراقي القوي بدنيًّا وذهنيًّا، خاصة في الشوط الثاني”.

الجدير ذكره أن المشاركة المقبلة للمنتخب الوطني اليمني الأول ستكون في بطولة غرب آسيا لكرة القدم، والتي ستُقام في دولة الإمارات خلال الفترة 20 مارس/ آذار – 2 أبريل/ نيسان المقبلين.

   
 
إعلان

تعليقات