عبدالله الصعفاني*
يحتاج منتخبنا الوطني للشباب بعد خسارته أمام اليابان إلى شوالة (حَظّ) وليس شوالة (حَبّ) إنْ داخَلَه أحلام التأهل إلى نهائيات بطولة كأس آسيا للشباب في أوزباكستان، العام القادم؛ لأن من يرصدون نتائج تصفيات آسيا على مستوى المجموعات العشر بحثًا عن تأهُّلٍ من خُرم إبرة، أو بارقة أمل، يدخلوك في حسابات متشعبة، تتجاوز المثل اليمني (معي لك مرَة إذا مات زوجها) إلى ما هو أبعد من ذلك، ومع ذلك لا غنى عن القول: إن شاء الله.
* وللتذكير لعب منتخب الشباب اليمني في مجموعة مكونة إلى جانبه من اليابان، فلسطين، ولاوس – كبلد مضيف، وغوام.
وكان بمقدور منتخبنا أن يكسب فلسطين التي خسرت من اليابان بالثمانية، لكن لاعبينا خرجوا بالتعادل مشدودين إلى عواطف لبنانية حيث الحبايب دائمًا (اثنين اثنين)، أو كما جاء بحنجرة الصوت الملائكي، ولم يشفع للاعبينا فوزهم المتواضع على لاوس، ولا فوزهم العريض على منتخب غوام الأضعف على مستوى القارة الصفراء من الماء إلى الماء.. وصدق من قال بأن منتخب اليمن فرَّط أمام شقيقه المنتخب الفلسطيني، فكان ما كان من دخوله حسبة غير متكافئة أمام المنتخب الياباني الذي فاز بإصابة ما سُمِّي (هدف النيران اليمنية الصديقة)، وبقدم لاعب يمني.
وقد كسب مدرب اليابان المباراة بحسابات كثيرة.
لعب بالفريق الاحتياطي، عدا نفر قليل أنزلهم في الشوط الثاني فأعطى لاعبيه البدلاء فرصة لخوض مباراة قاريّة، وهي فرصته ليعيد اكتشاف قدرات الصف الاحتياطي، وفي نفس الوقت وفَّر مدرب اليابان جهود نجوم فريقه لِما بعد بلوغهم مرحلة تالية ستجمع كبار آسيا في معارك الفوز باللقب وأقراص الذهب.
* وسواء غادر منتخبنا المنافسة من خُرم الباب، أو خدَمته الظروف الشديدة التعقيد حتى يبتسم ونبتسم معه، فإن أمورًا كثيرة يجب أن تقال عن تواضع مستوى منتخبنا المرصَّع بالمواهب، لكنهم لم يقدموا ما كان منتظرًا منهم، ربما لأن فترة إعدادهم وإنْ كانت جيدة من حيث الزمان، إلا أن الحصيلة من حيث مباريات الإعداد نوعًا وعددًا لم تسعف مدربهم الوطني على قيادتهم نحو ما كان بالإمكان، فضلاً عن تسرُّب الكثير من الأخبار حول انشغال تفكير اللاعبين بهموم تتصل بمستحقات ووعود طالما كانت نُسَخًا طبق الأصل من وعود عرقوب رغم إدراك القاصي والداني أهمية الحوافز للشباب في أوضاع معيشية شديدة التعقيد.
* ولا أكشف سرًّا لو قلت إنني أحد من تجاهلوا مسألة الإعداد العلمي المفقود للفِرق اليمنية، فكانت توقعاتي مُبالغ فيها، خاصة بعد أن خذل منتخبنا جمهوره في مواجهة فلسطين، مهدرًا نقاط اليد، ومنشغلاً بعصافير الشجرة اليابانية.. فهل يمكن تجاوز أن نتعادل مع المنتخب الفلسطيني الشقيق، وهو الخاسر أمام اليابان صفر/ 8..؟
* في نفس موضوع الرهان الخاسر على مفاجأة أمام الكمبيوتر الياباني، كان أصحاب العيون الضيقة والرؤية الواسعة والبلد المشرقة أحذق مما توقعناه..! فقد تسابق النقاد والناشطون الرياضيون اليمنيون إلى تنبيه الكابتن النفيعي لضرورة تعطيل مفاتيح اللعب في المنتخب الياباني، لكن الأخير أخفى المفاتيح والأقفال والأبواب، ولعب بفريق آخر وأسماء غير..!
* وحتى لا نُعزز مظلومية الكابتن محمد النفيعي، الأكثر تأهيلاً بين أسماء المدربين الوطنيين، لا بد من الإشارة إلى أن الرجل اشتكى صراحة وضمنًا من غرابة أن يلعب المنتخب اليمني مع أندية متواضعة ليواجه بعدها منتخبات و(شتَّان)، ومن تابع خبايا معسكرهم في السعودية، مباريات واهتمامًا وكفاءة، لن يردد غير الدعاء “كثّر الله خيرهم”.
* وبطبيعة الحال لم تكن توجيهات النفيعي للاعبيه كافية قبل مباراة اليابان عندما ذكَّرهم بأن المواجهة مصيرية، وتحذيره لهم من الأنانية واللعب الفردي الذي ينعكس سلبًا على مستوى الفِرق اليمنية ونتائجها.
* وأما وقد جاءت مشاركة منتخب الشباب في تصفيات آسيا أدنى من الطموحات مستوى ونتائج رقمية، فليس من سبيل غير الأذان في مالطا، وتنبيه اتحاد كرة القدم الذي يحاول تجاوز تخبّطه بالتطعيم والإبقاء على عيون الداء، إلى مراجعة أخطائه في القيادة والإدارة والتخطيط للنشاط المحلي والخارجي.
وحينها ستكون النتائج متناسبة مع جمهور يمني، لا يكلّ ولا يملّ عن المساندة والتشجيع رغم العجز التنظيمي والإعلامي في تأمين النقل التليفزيوني الفضائي للمباريات أسوة ببقية قنوات بلدان الله، وهو ما سيكون موضوع وقفة قادمة، إنْ كان في العمر بقية..
وسلامتكم..
* كاتب يمني.
تعليقات