ديربورن – “اليمني الأميركي” – عمر ثابت:
هل سبق وأن اختلفت أنت وعائلتك بشأن تناول وجبة فطور يمنية تقليدية أو أميركية تقليدية، ولم تستطع أن تقرر ما تأكله؟.. حسنًا، لا داعي للخوف، فـ “مقهى الدلة وبيت الغداء” أصبح الحل.
“مقهى الدلة وبيت الغداء” هي شركة تقع في ديربورن بولاية ميشيغان.. المُلاك الخمسة هم: الاختان أمل ناصر وفايزة ناصر، أزواجهما حسين العباسي وعسكر العباسي وأخوهما أمجد العباسي.
وفقًا للمالكة فايزة ناصر، جاء اسم الدلة كانعكاس لهوياتهم التي تحضر فيها الدلة كأيقونة.
قالت فايزة: «نحمل في داخلنا هُويات متعددة لكوننا من أصول يمنية، وأفرادًا نشأوا في أميركا.. يشكّل التفاعل بين الثقافات والتقاليد هويتنا وما نحن عليه».
فيما قالت المالكة أمل ناصر: «الفكرة جاءت على شكل مزحة».. وأضافت أمل: «أنا وأختي جيران، وكانت عائلاتنا دائمًا تتناول وجبة فطور وغداء كل يوم أحد معًا.. يختار أزواجنا دائمًا تناول الإفطار اليمني التقليدي والأصيل، بينما أردنا نحن والأطفال تناول الإفطار الأميركي التقليدي، لذلك كان من الصعب الخروج لتناول الغداء.. ذات يوم، منذ حوالي 5 سنوات، عندما قلت: “لا يوجد مكان واحد يمكننا فيه جميعًا الاستمتاع بأطعمتنا المفضلة، يبدو أنه سيتعين علينا إنشاء مكان واحد فقط للخروج لتناول الغداء مع العائلة”.. في تلك اللحظة بدأت فكرة الدلة كافيه وبيت الغداء تصبح حقيقة».
جو “دلة” الفريد
عندما تمشي بالقرب من مقهى الدلة كافيه وبيت الغداء ستشعر برائحة القهوة اليمنية التقليدية والشاي، بينما تُعزف الموسيقا العربية بتناغم في الخلفية.
هناك جداريات على الجدران تصور الحياة اليومية في اليمن، بالإضافة إلى لوحات وصور لأبنية ومناظر طبيعية يمنية معروفة مثل دار الحجر وباب اليمن وجزيرة سقطرى، على سبيل المثال.
وعندما سألنا عن الأسباب الكامنة وراء حضور الفن والثقافة في أجواء المطعم، قالت فايزة: «لإثارة شعور بالفخر والتقدير لوطننا الذي أتينا منه».
وأضافت فايزة: «تُظهر لك اللوحات الجدارية الموجودة على الجدران على الفور أنك في مطعم متجذر بعمق في مزيج من الثقافات والروائح المختلفة، مما يجعلك تشعر بالفضول لتتعلم وتجرب الأطعمة والمشروبات اللذيذة».
قائمة الدلة
(دلة) هو اسم عربي يعني “إناء القهوة”، وهي في الثقافة اليمنية ترمز إلى حسن الضيافة.. الدلة ركن من أركان الثقافة اليمنية.. في دلة كافيه وبيت الغداء يقدرون ضيوفهم بالكرم وحسن الضيافة المتجذرين في الثقافة اليمنية.
بعض أصناف الإفطار اليمنية التقليدية التي يبيعونها في دلة كافيه هي: الفاصوليا (فاصوليا بيضاء المطهية بالبصل وصلصة الطماطم والحوايج اليمنية التقليدية)، والدجاج، والبيض المخفوق على الطريقة اليمنية، ولحم صغار الشهير، والفتة بالتمر والعسل.
يقدم “دلة” أيضًا عناصر الإفطار الأميركية التقليدية مثل جميع أنواع الفطائر المختلفة والعجة والخبز المحمص الفرنسي وغيرها، كما يقدمون الخبز المملح الشهي، مثل خبز البحر الأبيض المتوسط المغطى بالحمص والفلفل وجبنة الفيتا وخبز اللبنة والزعتر… وهو مزيج من الثقافات نشأت مع أصحابها في ديربورن.
كما يقدم “دلة” أيضًا العديد من خلطات القهوة اليمنية التقليدية باستخدام مستويات من القهوة والتوابل الناعمة مثل المفور والسناعي والجوباني والقشر والتركي والقهوة العربية التي يسمونها “قهوة الملكة أروى”.
لديهم أيضًا جميع أنواع قهوة الإسبريسو واللاتيه، كلاهما يقدم ساخنًا أو مثلجًا، كما يقدمون الشاي اليمني العدني الشهير بالنعناع ليحصل الزبائن على مشروب خفيف ومنعش مع وجبتهم.
عمل مزدهر في ديربورن
افتتح مقهى الدلة وبيت الغداء في نوفمبر/ تشرين الأول 2022، ولا يخطط مُلاكه لإجراء “افتتاح كبير” إلا بعد شهر رمضان.
هذا لم يمنع “دلة” من جلب الزبائن إلى مطعمهم.
وفقًا للمالك/ المدير أمجد العباسي، تسير الأعمال بشكل جيد.
وقال أمجد: «نحن ممتنون بكل تواضع لكل الدعم الذي تلقيناه من مجتمعنا».
وأضافت أمل: «نحب أن نسمع الناس يعبرون عن فرحتهم ورضاهم عن الطعام والخدمة والأجواء التي نوفرها.. نصنع صداقات جديدة كل يوم، وأصبحت بعض الوجوه مألوفة لأنهم أصبحوا زبائن، وهذا يعني الكثير بالنسبة لنا».
في الدلة كافيه وبيت الغداء تتمثل قيمهم الأساسية في الضيافة والثقافة والمجتمع. يريدون أن يكونوا أكثر من مجرد مطعم ومقهى.. سيكونون بمثابة مساحة آمنة للجميع، وللسكان المحليين وغيرهم، مع العلم أنه مكان ملائم للقاء، حيث يتم الترحيب بالجميع والاحتفاء بهم.
قبل أسابيع قليلة، شهد “دلة” توقيع كتاب للمؤلفة المحلية سلوى مواري وكتابها “تحت سماء صنعاء”.
حصل السكان على فرصة لمقابلة المؤلفة، ومعرفة المزيد حول الكتاب، بينما حصل الأطفال على فرصة لرسم صور تشبه الرسوم التوضيحية في كتاب سلوى.
عندما سُئلت عن الغرض من إقامة أحداث مثل هذه، قالت فايزة: «أبوابنا مفتوحة حتى نتمكن من معرفة المزيد عن بعضنا البعض وبناء علاقات داخل مجتمعنا.. تعد معرفة القراءة والكتابة أمرًا مهمًّا حقًّا بالنسبة لنا خاصة كأمهات، ويمكننا معرفة المزيد عن بعضنا البعض من خلال الكتب التي تُمثل هُويتنا، وتكوين روابط مع جيل الشباب في مجتمعنا.. من خلال الاتصالات المجتمعية، ندعو المؤلفين، الفنانين، الموسيقيين المحليين لمشاركة مواهبهم مع المجتمع الأكبر».
تخطط الدلة كافيه وبيت الغداء أيضًا لإطلاق أماكن تفاعلية جديدة ذات كفاءة ثقافية، حيث سيحصل الأطفال على فرصة لمعرفة المزيد عن الثقافة اليمنية من خلال ممارسة الألعاب على الجهاز أثناء انتظار طعامهم.
واختتمت فايزة المقابلة بشكر الجميع، قائلة: «بدعم وإلهام أصدقائنا وعائلتنا، أصبح هذا الحلم حقيقة».
تعليقات