Accessibility links

إعلان
إعلان

صنعاء – ” اليمني الأميركي”

برحيله، الأربعاء – الموافق 25 أغسطس/ آب بالقاهرة، خسر اليمن واحدًا من أهم قياداته التي كان لها بصماتها الواضحة في بناء الجمهورية والدفاع عنها منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، وهي الثورة التي غيرت حال اليمنيين، وأحدثت نقلة نوعية على مختلف المستويات، وكان محسن العيني (1932-2021) من أهم قيادات ورجال هذه الجمهورية التي تواجه اليوم تحديات خطيرة.

تأتي وفاته في مرحلة حرجة يمر بها اليمن، ويُمثل رحيله خسارة كبيرة لبلد يفتقد لقيادات بمستوى العيني وغيره من (الكبار)، ممن خدموا اليمن وأسهموا في تطوره بكل صدق وإخلاص.

كتب عنه الكاتب اللبناني معن بشور منوهًا بخصاله ومسيرته المضيئة، وقال: «لقد عرف لبنان محسن العيني طالبًا في “بعثة الأربعين” التي جاءت عام 1947 إلى لبنان لتدرس في مدارس بيروت وطرابلس وصيدا، وعرَفه البعثيون رفيقًا ودودًا، وعرفه العروبيون شابًّا لامعًا، رصينًا، متزنًا، منفتحًا، يحمل ميزات قيادية ونضالية ودبلوماسية عالية».

وأضاف: «بعدها تابعنا مسيرة الرجل الذي تولى رئاسة الحكومة في بلاده خمس مرات، كما تولى منصب وزير الخارجية فيها عدة مرات، إضافة إلى تولي منصب سفير اليمن في الدول الكبرى، وكان يتميز بقدرته على نيل ثقة العديد من الأطراف اليمنية المتنازعة، حتى إن القائد الناصري الشهيد إبراهيم الحمدي اختاره رئيسًا للوزراء خلال فترة توليه السلطة قبل اغتياله قبل عام 1979».

في ما قال الروائي اليمني علي المقري إن اليمن «برحيل محسن العيني يفقد أحد أعلامه الكبار الذين كان لهم الدور الأبرز في تحديث الحياة فيها خلال النصف الثاني من القرن العشرين».

السفير مصطفى أحمد نعمان أكد أن رحيل محسن العيني مؤلم؛ لا سيما وهو يأتي في وقت يخلو فيه المشهد السياسي والاجتماعي اليمني من الكبار.

وقال في صفحته على فيسبوك: «كان محسن العيني من كبار اليمن الذين تمسكوا بسيادة البلاد، ودافعوا عن كرامتها، ودفعوا أثمانًا باهظة لم يحزنوا عليها.. لم يكن رئيسًا للحكومة من نوعية الموظفين الذين ابتُلي بهم اليمن أحيانًا، ولكنه رجل دولة بكل ما تحمله من المعاني والصفات.
كان جمهوريًّا حتى النخاع، ولكن ذلك لم يمنعه من مد يده للسلام في أصعب الظروف؛ حرصًا على دماء اليمنيين ومستقبلهم».

وأضاف: «أن الكلمات لن تفي الرجل الكبير جدًّا حقه، ولا بد أن اليمنيين سيعرفون حجم خسارتهم برحيله في وقت يحتاجون فيه إلى الحكمة والرجولة والعقل الوازن الذي يقدم المصلحة الوطنية الجامعة على شهوة الحكم ورذائله التي غرق فيها كثيرون».

وتزخر السيرة الذاتية والسياسية للراحل محسن العيني بسجل حافل بالمحطات المهمة التي أسهم من خلالها في خدمة اليمن وجمهوريته بكل صدق… نحاول هنا التطرق إلى بعض منها:

ولد محسن العيني في 30 نوفمبر/ تشرين أول عام 1932، في بني بهلول محافظة صنعاء.. حصل على الليسانس في الحقوق جامعة القاهرة عام 1959، وفي بداية العام 1958 انضم لحزب البعث العربي الاشتراكي. عُيّن كأول وزير خارجية في حكومة الثورة في الجمهورية العربية اليمنية عام 1962م. كما كان أول سفير لليمن الجمهوري في الأمم المتحدة عام 1962م، وأول سفير لليمن الجمهوري في الولايات المتحدة عام 1963م. عُيّن وزيرًا للخارجية عام 1965م، ورئيسًا للوزراء عام 1967م، ثم عُيّن رئيسًا للوزراء عام 1970م، ثم رئيسًا للوزراء ووزيرًا للخارجية عام 1971م، ورئيسًا للوزراء ووزيرًا للخارجية عام 1974م، وفي عام 1979 عُيّن مندوبًا لليمن في الأمم المتحدة، ثم سفيرًا في عدة دول، منها الاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.. وكان آخرها الولايات المتحدة الأميركية التي بقي فيها سفيرًا لليمن طيلة ثلاثة عشر عامًا، بين عامي 1984 و1997. ثم نائبًا لرئيس المجلس الاستشاري عام 1997.

له من الكتب: “معارك ومؤامرات ضد قضية اليمن” عام 1957م، و”خمسون عامًا في الرمال المتحركة” مذكرات، كما ترجم كتاب “كنت طبيبة في اليمن” للدكتورة كلودي فايان.

   
 
إعلان

تعليقات