Accessibility links

مبادرة “الرايات البيضاء”: المهمة الجسورة تبدأ الآن


إعلان
إعلان

اختار المشاركون في موكب السلام رفع الرايات البيضاء تأكيدًا على سلمية وحيادية المبادرة.

رئيس فريق الوساطة المحلية، عبدالله شداد: الجهود الشعبية تنجح بإحداث انفراجات سريعة على المدى القصير بعكس جهود الوساطة الدولية.

صنعاء – “اليمني الأميركي” – أحمد الكمالي:

لاقت مبادرة “موكب السلام والرايات البيضاء” لعبور الطريق الرابط بين محافظتي (البيضاء ومأرب) في اليمن، بعد سنوات من إغلاقه من قِبل طرفي الصراع، تفاعلاً وارتياحًا كبيرًا من قِبل الشارع اليمني الذي عبّر عن أمله في أن يصبح الحدث منعطفًا إيجابيًا في تاريخ الحرب، ويؤدي لمعالجة جذرية وشاملة لملف الطرقات المغلقة، وغيرها من الملفات الإنسانية العالقة جراء الحرب المستعرة هناك منذ نحو عشر سنوات.. وكما قال أحدهم: “المهمة الجسورة لنجاح المبادرة تبدأ الآن” من خلال استمرار دأبها في ذات السياق.

المبادرة تم تبنيها من قبل شخصيات اجتماعية وناشطين محليين، قاموا بتسيير قافلة من السيارات في الطريق الرابطة بين محافظتي البيضاء ومأرب، مستثمرين إعلانات سابقة من قِبل طرفي الصراع المتمثلين في السلطة المحلية التابعة للحكومة اليمنية (المعترف بها دوليًا) في مأرب، وسلطة صنعاء “أنصار الله” (الحوثيين) عن فتح الطريق أمام المسافرين، بغض النظر عن عدم تحقق ذلك على الواقع قبل عبور موكب الرايات البيضاء الذي فتح الطريق أمام المسافرين بشكل عملي وحقيقي.

يؤكد المشاركون في المبادرة التي رفعت الرايات البيضاء للإشارة على سلمية وحيادية تحركها، أن دافعهم من إطلاق المبادرة إنساني بعيد عن كل الحسابات السياسية، ويهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين من أبناء المحافظتين وجميع اليمن، والذين يضطرون لعبور طرقات بديلة ووعرة، وقد تكون غالبًا خطيرة بسبب إغلاق الطريق الرئيسي”، بحسب ما دوّنه أحد ممثلي المبادرة والشخصية الاجتماعية، عمر محمد الضيعة، على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي.

انطلقت المبادرة من منطقة عفار في البيضاء، الجمعة الماضية، الموافق 31 من شهر مايو/ أيار الماضي، واستغرقت خمسة أيام قبل وصولها إلى مدينة مأرب، صباح الأربعاء الموافق 6 يونيو/ حزيران الجاري، وخلال تلك الفترة عقد منظمو المبادرة لقاءات واتصالات وُصفت بالإيجابية مع طرفي الصراع، رافقها حملة مساندة شعبية واسعة كانت، بحسب كثيرين، هي العامل الأبرز في الضغط على الأطراف السياسية المتصارعة للتعاطي الإيجابي مع المبادرة وترجمة التزاماتهم بخصوص مبادراتهم الأحادية لفتح الطريق، على أرض الواقع.

تفاعل واسع

تصدر وسما ( #موكب_السلام،  #موكب_الرايات_البيضاء) منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، حيث وصف المواطن اليمني، حسين صالح علي، “موكب السلام” بأعظم موكب شاهده في حياته، قائلاً: “أعظم موكب شاهدته في حياتي، وهو يشق طريقه من البيضاء باتجاه مأرب التاريخ ليختزل المسافات البعيدة التي كان يتجرعها المسافرون اليمنيون عبر الصحارى والخبوت والوديان والجبال إلى مسافه أقل، فتحية لهؤلاء محبي السلام، والشكر موصول لمن سهّل مهمتهم”.

أما الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، مجدي عقبة فقد علق على المبادرة بالقول: “نجاح الجهود الشعبية بفتح طريق البيضاء – مأرب حدث استثنائي مبهج.. نأمل أن يشكّل موكب السلام بداية تحرك شعبي للعمل على فتح جميع الطرقات ورفع المعاناة عن المواطنين.. لن تفتح الطرقات إلا بوجود ضغط شعبي حقيقي يمارس على جميع الأطراف كما حدث اليوم.. نشكر جميع الأطراف التي تعاونت لإنجاح هذه المبادرة“.

فيما رأى المدون اليمني، عبدالله الحميري، أن النجاح الذي حققته مبادرة “موكب السلام”، دليل على أن “حل الصراع السياسي لن يأتي إلا من الداخل اليمني، بدليل نجاح شباب موكب السلام في ما عجز عنه مبعوث الأمم المتحدة”.

جهود الوساطة المحلية 

“نجاح الجهود الشعبية بإحداث انفراجات سريعة على المدى القصير بعكس جهود المجتمع الإقليمي والدولي الذي يأخذ الأمور على بعد طويل المدى يعود في جزء منه إلى السياق المختلف للوساطة الدولية التي تمر بروتين معقد لا ينفع معه العمل في اليمن بتلك الآلية والسياق، لكن في نفس الوقت لولا خفض التصعيد الحاصل بعد الهدنة المعلنة في ٤ إبريل/ نيسان ٢٠٢٢م لما تمكنت الوساطة المحلية من إقناع الأطراف في فتح الطريق، ولذلك الجهود متظافرة ومتكاملة”، بحسب رئيس الفريق الوطني للوساطة المحلية، المحامي عبدالله سلطان شداد، في تصريح لـ”اليمني الأميركي”.

ويؤكد الوسيط المحلي شداد أنه “بالرغم من محدودية القدرات للوساطات المحلية والوضع المعقد الذي تعمل فيه ويبطئ خطواتها، فإن جهودها متواصلة، وقد نفذت منذ عام 2016 العديد من عمليات صفقات تبادل الأسرى والمعتقلين، بالإضافة إلى جهود انتشال جثامين أطراف الصراع، ومن ثم تسليمها للأهالي، والتي تزيد عن ثلاثة آلاف جثة، وغيرها الكثير”.

وحول سؤال “اليمني الأميركي” لرئيس الفريق الوطني للوساطة المحلية عن الملفات التي يتجهون لمعالجتها خلال الفترة القادمة، يقول شداد: “الملفات التي ضمن خطة الوساطة المحلية بعد طريق (البيضاء الجوبة مأرب)، طرق تعز، وطريق شبوة – مأرب، وطريق الضالع، إضافة إلى أنها تعمل على ملفات أخرى مثل ملف الغاز والكهرباء وملف المياه والصحة في تعز، ونأمل أن تحقق نجاحًا جيدًا في ذلك”.

ويدعو الوسيط المحلي شداد، أطراف الصراع إلى “التعامل مع الوساطة المحلية بحسن نية، وتسهيل مهمتها، والابتعاد عن التشكيك في أن ثمة من يعمل لصالح طرف ضد طرف، والابتعاد عن التخوين أو التقليل من أهمية الجهود المحلية، بل يجب النظر إليها بأنها الرافد الحقيقي في حل الخلافات الكبيرة، التي لن تقتصر على حل خلافات الملفات الإنسانية فقط، بل يمكن للوساطة المحلية إذا ما تم دعمها وتمكينها بأن تلعب دورًا مهمًا في الملف الاقتصادي، الذي بات يهدد اليمن كوطن ومواطن، والأمر ذاته في الملف السياسي”.

   
 
إعلان

تعليقات