Accessibility links

إعلان
إعلان

صنعاء/ نيويورك – “اليمني الأميركي”: 

خسرت الموسيقا العالمية، بما فيها الموسيقا العربية واليمنية، الأسبوع الماضي، وتحديدًا الأربعاء – الموافق 27 سبتمبر/ أيلول، موسيقيًّا شابًّا محترفًا شغوفًا بالعزف حدّ التفرد بتجلياته المدهشة.

برحيل الموسيقي اليمني الأميركي الشاب أحمد الشيبة، خسرت الموسيقا عازفًا ماهرًا على العود، وموسيقيًّا لا يشبه إلا نفسه، فقد كان أحمد الشيبة يجيد التحدث بموسيقا بلده اليمن جيدًا، ومعها وجدناه واعيًا بموسيقا العالم وممتلئًا بها.

تُوفي أحمد (32 عامًا) بحادث سير في مدينة نيويورك، التي كان قد استقر فيها، وانطلق منها نحو تأسيس حضور فني لاسمه كعازف وموسيقي انطلق من الموسيقا اليمنية والعربية إلى آفاق عالمية سجلته محترفًا. 

اشتهر الشيبة بأسلوبه الموسيقي المحترف في علاقته بالأغنية والموسيقا اليمنية والعربية، بالإضافة إلى تألقه في أداء موسيقا البوب وغيرها من ألوان الموسيقا العالمية… وهذا ليس بغريب؛ فالموسيقا لغة واحدة، وهي لغة أجاد الشيبة فهمها ومحاورتها والرقص معها.

تتسع حدقة الدهشة عندما نعرف أن هذا النجاح الذي حققه الشيبة هو نتاج تعليم ذاتي، فهو من علّم نفسه، وأسهم في تطوير أدواته وخبراته حتى صار عازفًا ماهرًا على العود وغيرها من الآلات الموسيقية التقليدية منها والعصرية… وذلك العزف وصل إلى مرحلة يمكن معه الاستغناء عن الغناء، وهذه مرحلة لا تخص إلا قلة من الموسيقيين يستنطقون آلاتهم لتغنّي مع عزفهم.

 أحمد الشيبة من مواليد يونيو/ حزيران 1990، نشأ في اليمن، وتعلم العزف على العود بالأُذن، وليس من خلال النوتات الموسيقية.

«انتقل إلى الولايات المتحدة في العام 2012، حيث أراد أن يُظهر للعالم جمال “العود”».

كان أول أداء جماهيري للشيبة في القاهرة بمثابة حافز لنجوميته على وسائل التواصل الاجتماعي.

منذ تقديم عروضه لهيلاري كلينتون، ورئيس تركيا والقادة في اليمن، حصد ملايين المشاهدات على YouTube.

في صفحته على Spotify، حيث ينشر المغني بانتظام أغنياته الأنيقة والموسيقى الأصيلة، استقطب الموسيقي اليمني ما يقرب من 17 ألف مستمع شهريًّا، و15 ألف متابع.

«لقد أظهر قدرة تقنية ملحوظة، مستفيدًا من مجموعة واسعة من التأثيرات الأسلوبية، مع قدرة خارقة على مزجها بسلاسة في أسلوبه الخاص»، وفقًا لتقرير ناشيونال نيوز.

في منصات التواصل الاجتماعي أعرب عديد من قادة الرأي في اليمن عن الحزن الشديد لفقدانه، مشيدين بخصوصية تجربته وتميزه الأدائي والأسلوبي في تقديم الموسيقا والأغنية اليمنية، وتألقه في العزف كمحترف يستطيع استنطاق طاقات أوتاره وفق إيقاعات أحاسيسه ومشاعره المتدفقة حبًّا للموسيقا وتراث اليمن.

وبالتالي بوفاة الموسيقي أحمد الشيبة تكون الموسيقا اليمنية والعربية والعالمية قد فقدت واحدًا من أبرز شبابها الواعدين والمتميزين بقدرة على استلهام روح الموسيقا والتعبير عنها بمستويات قادرة على مخاطبة القلوب قبل الآذان.

كما أن خسارته أفدح بالنسبة لبلده اليمن، لا سيما في هذه المرحلة العصيبة من تاريخه، والتي هو في أمسّ الحاجة إلى أبنائه المبدعين في مجالات مختلفة، أهمها مجالات الفن باعتبارها أهم روافع السلام وتكريس ثقافة التسامح والتعايش في بلد يشهد حربًا مزقت نسيجه الاجتماعي منذ ثماني سنوات.

وتتعاظم فداحة خسارته يمنيًّا باعتباره قد تشرَّب خصائص الموسيقا اليمنية بمختلف ألوانها، وتشبَّع بهُوية الأغنية في بلده، وبالتالي كان جديرًا بالتعبير عنها، والتحدث من خلالها إلى العالم، مؤكدًا بواسطتها كم هو بلده جميل، ومحب للسلام، ومتطلع للمستقبل… فبلد يقدّمُ هذا الفن وهذا الفنان لا يمكن أن يكون بلدًا للاحتراب..!

   
 
إعلان

تعليقات