Accessibility links

لماذا أنهار الجيش الأفغاني أمام “طالبان” في غضون أسابيع؟


إعلان
إعلان

“اليمني الأميركي” – متابعات
ركزت معظم الصُحف العالمية، اليوم، على الأحداث المتسارعة في أفغانستان في محاولة للإجابة عن الأسئلة المهمة، وفي مقدمتها: لماذا انهارت القوات الحكومية الأفغانية أمام حركة “طالبان” التي عادت البلاد لقبضتها مجددًا. 

ووقف عدد من الصُحف أمام عددٍ من الأسباب والعوامل، أبرزها انسحاب القوات الأميركية، وقبل ذلك أشارت بعض الصحف إلى سوء الإدارة والفساد المستشري في الجيش الأفغاني، وهو ما نبهت عليه تقارير أميركية سابقة، وانطلاقًا من ذلك رأى محللون أن الإدارة الأميركية قررت ترك القوات الأفغانية أمام اختبار عسير في مواجهة طالبان، فيما تحدثت تقارير أخرى عن حالات الفزع والخوف التي انتابت القوات الأفغانية جراء ما ظلت تنشره وسائل التواصل الاجتماعي عن مقاتلي “طالبان”، والرغبة في الانتقام وتسوية الحسابات.

على صعيد الصحف البريطانية استعرض موقع (بي بي سي نيوز عربي) تحليلاً لصحيفة الغارديان، ومقالا في صحيفة الإندبندنت.
ونشرت صحيفة الغارديان تحليلاً لمحرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك ونتور، بعنوان “حكاية جيشين: لماذا أثبتت القوات الأفغانية أنها لا تضاهي طالبان؟”

وأشار الكاتب إلى أن «لدى طالبان 80 ألفًا من المقاتلين مقارنة بـ300 ألف و699 جنديًّا بالاسم يخدمون الحكومة الأفغانية، ومع ذلك فقد تم اجتياح البلاد بأكملها فعليًّا في غضون أسابيع، بينما استسلم القادة العسكريون دون قتال في غضون ساعات».

وقال: «إنها حكاية جيشين، أحدهما ضعيف التجهيز، ولكن لديه دوافع إيديولوجية عالية، والآخر مجهز بشكل جيد من الناحية الشكلية، ولكنه يعتمد على دعم الناتو، وقيادته سيئة وينخرها الفساد».

ولفت إلى أنّ هيئة مراقبة الإنفاق على المساعدات الأميركية في أفغانستان «حذّرت الشهر الماضي من أنه ليس لدى الجيش الأميركي وسائل كافية، أو لا توجد بالأساس، لمعرفة قدرة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية عند الحاجة للعمل بشكل مستقل عن القوات الأميركية، على الرغم من إنفاق 88.3 مليار دولار أميركي على جهود إعادة الإعمار ذات صلة بالأمن في أفغانستان حتى مارس/ آذار 2021».

وأضاف: «وجدت الهيئة أنّ الجيش الأميركي يبالغ باستمراره في التفاؤل بشأن القدرة العسكرية الأفغانية، على الرغم من عدم وجود دليل موثوق به لإجراء هذا التقييم. وقالت إنّ رحيل آلاف المتعاقدين الأميركيين، الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة مع طالبان في عام 2020، يمكن أن يؤثر بشكل كبير في استدامة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، ولا سيما قدرتها على صيانة الطائرات والمركبات».

وأشار المقال إلى أن «هيئة الرقابة حذرت مرارًا وتكرارًا من الآثار المدمرة للفساد داخل القوات الأفغانية التي لم تتمكن من الحفاظ على قواتها واستعدادها القتالي بشكل موثوق».

وأردف الكاتب: «بخصوص 88.3 مليار دولار تم إنفاقها، قالت هيئة الرقابة: السؤال عمّا إذا كان هذا المال قد أُنفق بشكل جيد سيتم الرد عليه في نهاية المطاف من خلال نتيجة القتال على الأرض».

وأشار إلى أنه «من المرجح أن يراجع الكونغرس الأميركي التحذيرات الواضحة في التقرير لأنه يسعى إلى فهم سبب لماذا انهار الجيش الأفغاني أمام طالبان في غضون أسابيع رغم الإنفاق الضخم على تدريبه، مما ترك السياسيين الغربيين مصدومين ومذهولين».

وأضاف الكاتب أن التقرير «يثير تساؤلاً حول سبب اعتقاد إدارة بايدن أنه من الآمن ترك القوات الأفغانية بمفردها بعد عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على أشياء أساسية، بما في ذلك الغطاء الجوي ومساعدات لوجستية ودعم التدريب».

وتابع: «في غضون ذلك، كان مستوى هجمات طالبان يتزايد، ففي ثلاثة أشهر منذ 29 فبراير/ شباط 2020، تاريخ اتفاق الولايات المتحدة وطالبان، كان هناك عدد أكبر بكثير من الهجمات التي شنتها الحركة مقارنة بنفس المدة خلال العام السابق».

واعتبر الكاتب أن «الخوف كان عاملاً إضافيًّا. فمع تحول الزخم لصالح طالبان، وهو ما عززته وسائل التواصل الاجتماعي لطالبان، أصبحت سرعة الأحداث مدفوعة بالخوف من الانتقام وتسوية الحسابات الشخصية تحت غطاء الاستيلاء، لا سيما في مدينة كبيرة مثل كابول».

وبينما لم تقدم الحكومة الأفغانية أيّ رواية مقابلة، استمر الانسحاب الأميركي، وبات لا يمكن وقفه، ولا سيما بعد سحب قرابة 90% من القوات في 5 يوليو/ تموز.

وتضمنت عملية الانسحاب 984 شحنة طائرات من طراز C-17 نُقلت من أفغانستان، وتم تسليم أكثر من 17 ألف قطعة من المعدات، وتسليم 10 منشآت، بما في ذلك مطار باغرام، إلى وزارة الدفاع الأفغانية، كما يذكر الكاتب.

وقال تقرير “سيغار”، مكتب المفتش العام الأميركي لإعادة إعمار أفغانستان، إنه «حتى مارس/ آذار تم تخصيص 88.3 مليار دولار لإعادة الإعمار المرتبط بالأمن، مقارنة بـ 36 مليار دولار للحكم والتنمية، ومع ذلك فقد اكتشف أن البنتاغون دائمًا ما وجد أنه صعب للغاية تقييم القدرات القتالية والإدارية للقوات الأفغانية».

ووجد التقرير أنه منذ العام 2005 كان «الجيش الأميركي يسعى لتقييم جاهزية القوات التي كانوا يدربونها للمعركة، ولكن بحلول عام 2010 أقر بأن إجراءات المراقبة والتقييم الخاصة به فشلت في قياس جوانب غير ملموسة، مثل القدرة على القيادة ومستوى الفساد».


القرار الأميركي بالانسحاب

في الموقع الإلكتروني لصحيفة الإندبندنت نقف عند مقال افتتاحي بعنوان «للشعب الأفغاني كل الحق في الاعتقاد بأنّ بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، تدير ظهرها».

 وانطلق المقال «تسير الأحداث على الأرض في أفغانستان بشكل أسرع مما توقّعه أي شخص.. التطورات التي يعتقد الخبراء أنها قد تستغرق أسابيع أو شهورًا تحدُث في أيام، بينما تعود البلاد إلى قبضة طالبان، التي تمر بالفعل عبر بوابات كابول».

وأضاف: «يمكن أن يُعزى انهيار السلطات الأفغانية والجيش إلى القرار الكارثي للولايات المتحدة بسحب قواتها بحلول الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول الشهر المقبل».

وقالت الصحيفة إنه مع التركيز على تنفيذ قرارات دونالد ترامب ثم جو بايدن، لم يحدث نقاش سياسي يُذكر بشأن ذلك في بريطانيا. وأشارت إلى أنه منذ انضمام بريطانيا إلى غزو أفغانستان عام 2001، قُتل 457 من أفراد الخدمة، وذلك قبل أن تتبع الحكومة خطى الولايات المتحدة في البدء بسحب قواتها.

وأوضحت الإندبندنت أنه «من حق الشعب الأفغاني أنْ يعتقد أن بريطانيا، مثل الولايات المتحدة، تتراجع. يعترف وزراء بريطانيا الآن بأن التهديد الإرهابي للغرب من المتطرفين الإسلاميين الذين قاتلوا إلى جانب طالبان حقيقي للغاية، وقد يجبر بايدن على إعادة القوات إلى أفغانستان في حالة وقوع هجوم آخر على الأراضي الأميركية».

وقالت ليس لدى (رئيس الوزراء البريطاني بوريس) جونسون أيّ أساس للاعتقاد بأنه سيتم الحفاظ على مكاسبه الحيوية. «لا تثق الحكومة في حفاظ طالبان على سلامة الدبلوماسيين البريطانيين، الذين يتم إجلاؤهم على عجل، فكيف يمكن أن تثق بوعد الجماعة الأصولية بعدم العودة إلى حكم العصور الوسطى الهمجي؟».

ونقلت الصحيفة عن توم توجندهات، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، وصفه الأحداث الجارية بأنها «بوضوح أكبر كارثة سياسة خارجية منفردة» منذ أزمة السويس عام 1956.

ويخشى توبياس إلوود، الذي يرأس لجنة الدفاع، من هجوم على مستوى 11 سبتمبر/ أيلول «كوخزة في وجه التحالف الغربي لإظهار مدى عدم جدوى جهودنا على مدى العقدين الماضيين»، وفق الصحيفة.

   
 
إعلان

تعليقات