هامترامك – “اليمني الأميركي”
خسر نادي “هامترامك سيتي” لكرة القدم HCFC، بطل كأس الولايات المتحدة للجاليات اليمنية 2021، مباراته الودية مع نادي “ديترويت سيتي” لكرة القدم DCFC، بطل NISA 2021-2022، التي جمعتهما السبت الماضي – الموافق 31 يوليو/ تموز، على ملعب كيورث بمدينة هامترامك.
انتهت المباراة بفوز فريق “ديترويت سيتي” بنتيجة موقعة بستة أهداف مقابل هدف يتيم لفريق “هامترامك سيتي”.
على الرغم من أنّ الهدف الأول في المباراة كان لصالح HCFC من خلال ركلة جزاء، إلا أنّ صاحب الهدف الفاتحة لم ينجح في السيطرة على الكرة معظم أوقات المباراة؛ وكأن الهدف الأول قد فاجأ فريق DCFC ليستعيد أنفاسه وينظم إيقاع تحركاته بما مكنه من تسديد هدفين في الشوط الأول.
خسر فريق HCFC مباراته مع DCFC بمعايير الأهداف، لكنه كسب المباراة بمعايير الوعي الرياضي والثقافة المجتمعية؛ إذ قدم مستوى وأداء متميزًا أمام نادٍ له صولات وجولات في الملاعب الأميركية.
في الشوط الثاني بقي دفاع HCFC يتصدى لهجمات DCFC، الذي تمكّن من اختراق جدار دفاعات الخصم ليسدد أربعة أهداف أخرى، لتنتهي المباراة بفوز قوي لفريق DCFC، متمثلًا بستة أهداف مقابل هدف لفريق HCFC، الذي لعب بأداء متميز، لا سيما وأنه لعب أمام فريق له صولات وجولات في كرة القدم الأميركية، ويندرجُ ضمن أندية الدرجة الثالثة من الدوري الأميركي، وهو أمر لا يمكنُ إغفاله في قراءة المباراة رياضيًّا.
حضر تشجيع المباراة آلاف المشجعين الذين بقوا طيلة وقت المباراة يشعلون الأجواء بحماس منقطع النظير، كلٌّ يهتفُ باسم فريقه من خلال أصوات عززت من فاعلية حوار الكرة على أرض الملعب، حيث الهتاف الأروع يكون لهتاف الأهداف.
المباراة ودية، وبالتالي لا يترتب عليها أيّ استحقاق رياضي، إلا أنّ ريعها يذهبُ لدعم الرياضة في اليمن من خلال تعشيب ملعب مهم في مدينة يمنية مهمة هي مدينة إب/ وسط اليمن.
نُظّمت المباراة بالتعاون مع فريق HCFC والجالية اليمنية في جنوب شرق ميشيغان، وهي الجالية التي لم تعد رقمًا صغيرًا، بل واقعًا فاعلاً ومؤثرًا، وقد تفاعلت بشكلٍ لافتٍ مع المباراة، وقدمت الجالية دعمًا كبيرًا للمباراة، ومن خلالها لبرامج رياضية في وطنهم الأم (اليمن).
يأمل المشجعون أنْ تُمثّل المباراة حافزًا لتنظيم مباريات أخرى تجمعُ أندية احترافية مع أندية الجاليات بما يُعزّز من حضور أندية الجاليات في الرياضة الأميركية.
قال شون مان، الرئيس التنفيذي لنادي “ديترويت سيتي” في بيانٍ إعلامي: «تُعد الجالية اليمنية الأميركية مجتمعًا متناميًا ومؤثرًا في منطقتنا المتنوعة، فضلاً عن امتلاكه تراثًا قويًّا محبًّا لكرة القدم».. «اللعبة الجميلة، في أفضل حالاتها، تجمعُ أشخاصًا من جميع أنحاء العالم، وهذه اللعبة هي فرصة لمساعدة بلدٍ دمرته الحرب الأهلية، وتتمتعُ جاليته هنا بعلاقات قوية في ديترويت».
وأُقيم بين شوطي المباراة عرض فلكلوري يمني من خلال رقصٍ يمني بأزياء تقليدية يمنية على إيقاع موسيقى تقليدية عكست ما يتمتعُ به اليمن من خصوصية ثقافية.
علاوة على القيمة الثقافية التي حققتها المباراة، لكنها رياضيًّا كانت فرصة لـ HCFC للتعلم من الفريق الخصم على أرض ملعب كيورث.
عكست المباراة مستوى رياضيًّا متقدمًا لكلا الفريقين اللذين قدما أداءً لافتًا، وإنْ خسر أحدهم، لتبقى هذه المباراة مناسبة أشعلت روحًا رياضية متميزة في أوساط الجالية اليمنية والعربية والإسلامية في الولاية سيترتبُ عليها واقع رياضي جديد في الجالية، وبخاصة في مدينة هامترامك.
قبل بدء المباراة، كان مدرب فريق HCFC وافي الرياشي يتطلعُ إلى هذه المباراة.
وقال الرياشي: «ستكونُ تجربة رائعة لمعظم اللاعبين».. «وبالنسبة لي، في عامي الأول كمدرب، فإنّ حدوث هذه المباراة أمر كبير».
وكان ناصر الجهيم، مؤسس نادي “هامترامك سيتي”، قد تحدّث في مستهل المباراة عن النادي الذي تأسس من عددٍ من اللاعبين الشباب بهدف تجميعهم من الشوارع، وتمكينهم من ممارسة رياضة كرة القدم.
«من خلال هؤلاء الشباب أسسنا ناديًا أصبح يشاركُ في البطولات، وأحرز – مؤخرًا – كأس بطولة الولايات المتحدة للجالية اليمنية».. «يضم نادي HCFC أسماء كبيرة من المؤسسين كانوا لاعبين محترفين في اليمن، منهم الكابتن رشيد النزيلي – لاعب منتخب اليمن للشباب سابقًا، والكابتن أحمد علوان – لاعب منتخب اليمن في نادي شعب إب، والكابتن توفيق الجهيم الذي يدير النادي بحنكة، وغيرهم».
وحسب الجهيم فإنّ نادي HCFC يضم لاعبين من الجاليات اليمنية والعربية والبوسنية، وغيرها.
وحصل عددٌ من لاعبي HCFC على مِنح دراسية كاملة، منهم اللاعب علاء الجهيم الذي حصل على منحة دراسية كاملة إلى جامعة ميشيغان، واللاعب وائل الجهيم، واللاعب سند يحيى وغيرهم، بالإضافة إلى ضم اللاعب علي ناصر على قائمة منتخب بلاده لبنان، وفق الجهيم.
وتتميزُ رياضة كرة القدم في كونها تمنح المجتمع فرصة للقاء بعيدًا عن أيّ حواجز سياسية أو غيرها .
وكان رشيد النزيلي – أحد مؤسسي نادي HCFC – قد أشاد بخصوصية المباراة التي تُمثّل «جسر رائع بين الناديين والمجتمع في هامترامك»، «هذا يعني الكثير للمجتمع، ومن المهم تقديم ما يُمكن تقديمه للوطن الأم ودعم الرياضة الشبابية اليمنية.. نأملُ أنْ نجلبَ السعادة من خلال كرة القدم».
وأكد مراقبون رياضيون محليون ما حققته مباراة فريقي HCFC و DCFC على صعيد تشجيع التفاعل الرياضي بين أندية الجاليات العربية وأندية أميركية محترفة، وبالتالي ستُشكّل بداية لحوار كروي سيستمر بما يسهم في رفع مستوى أندية الجاليات، بما فيها أندية الجالية اليمنية.
كما أسهمت المباراة في رفع مستوى الوعي الرياضي بالمنافسة، وما تكرسه المنافسة من ثقافة جديدة متمثلة بالدعم الرياضي من المجتمع، إذ يمكنُ القول إنّ المباراة أحدثت حراكًا داخل الجالية العربية.. ودعم المجتمع للرياضة هو نتيجة يمكنُ قراءتها بإيجابية.
تعليقات