صنعاء – “اليمني الأميركي”:
جاء إطلاق صحيفة (اليمني الأميركي) لجائزة الربادي للقصة القصيرة عام 2020 (نظمت دورتين، وتستعد لتدشين الدورة الثالثة).. انطلاقًا من وعيٍ بأهمية الجوائز الأدبية وضرورتها حافزًا لتطوير العمل القصصي وتجويده، وتشجيع آخرين على إطلاق جوائز مماثلة تسهم جنبًا إلى جانب في إنعاش الحراك الأدبي في اليمن.
في ظل استمرار تداعيات معاناة الحرب وخُلوّ المشهد اليمني من جائزة أدبية متخصصة بالسرد، مع توقّف الجوائز الثقافية الأخرى كجائزة السعيد الثقافية، وجائزة رئيس الجمهورية… في ظل ذلك تم إطلاق جائزة الربادي كأول جائزة يمنية من نوعها في مجال السرد، وتحديدًا في جنس القصة القصيرة للشباب، وهي الجائزة التي نقف حاليًّا على العام الثالث منذ انطلاقتها، ونلمس نتائج فارقة تحققت عنها، أبرزها أنها حفّزت الآخرين على إطلاق جوائز يمنية أخرى في مجال السرد، ممثلة بجائزة محمد عبدالولي للقصة والرواية، وجائزة السرد اليمني – حزاوي.
وأعلنت جائزة محمد عبدالولي في العام 2021 الفائزين بدورتها الأولى، فيما أعلنت جائزة السرد اليمني – حزاوي، مؤخرًا، الفائزين بدورتها الأولى في فئات الرواية المخطوطة والرواية المنشورة وأدب الطفل.
وجود ثلاث جوائز أدبية يمنية في مجال السرد يُمثّل إنجازًا كبيرًا يعيشه المشهد الثقافي اليمني لأول مرة، وهو إنجاز يمكن قراءته بوضوح في أسماء الفائزين بهذه الجوائز، فمعظمها أسماء شابة وجديدة تقدمهم هذه الجوائز للساحة الأدبية اليمنية والعربية… ما يؤكد أهمية الحاجة لهذه المشاريع كحافز لدعم الحركة الأدبية على مستوى البلد ككل، وكوسيلة مهمة لإعادة الاعتبار للعقل والشعور الإنساني في الوعي الجمعي.
وهو ما آمن به ناشر ورئيس تحرير صحيفة (اليمني الأميركي) رشيد النزيلي، عندما قرر إطلاق جائزة أدبية للقصة القصيرة حرصًا منه على تعزيز حضور أدب القصة القصيرة كفنٍّ مهم من فنون السرد، وتطوير مهارات الكتّاب الشباب وتقديمهم، وفي ذات الوقت تكريم علم من أعلام الحركة الوطنية اليمنية، وأحد أهم رواد اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين ممثلا في المناضل والأديب الراحل محمد علي الربادي.
يدرك مجلس أمناء جائزة الربادي للقصة القصيرة، الذي يضم عددًا من الأسماء المهمة، منهم الروائي المعروف وجدي الأهدل، أهمية وجود جائزة أدبية يمنية كباكورة تنطلق من إيمانٍ بأهمية المبادرة الأولى.
كما تكتسب جائزة الربادي للقصة القصيرة أهميتها من كونها جاءت من مبادرة إعلامي يمني مهاجر استشعر مسؤوليته تجاه ثقافة بلده في مرحلة حرجة من تاريخه، ما يؤكد أهمية أن تتكرر مثل هذه المبادرات بما يسهم في تكريس ثقافة المنافسة والتطوير في عالم الكتابة السردية، الذي يمثل اليوم مجالاً خصبًا لصناعة التأثير الإنساني والمجد الأدبي، وفي ذات الوقت يمثل حاجة ملحّة يمنيًّا بما يعزز من ثقافة الأمل في مواجهة فيروس الإحباط بين الكتّاب والمبدعين الشباب، الذين جُلّهم ما زالوا مغمورين، وبحاجة إلى من يأخذ بأيديهم إلى مناطق الضوء والتقديم.
تأمل صحيفة (اليمني الأميركي)، وهي تجد – حاليًّا – أكثر من جائزة للسرد في اليمن، أن يستمر تطور هذا الواقع من خلال إطلاق جوائز أخرى تستوعب النتاج السردي اليمني الآخذ في التصاعد والاتساع، وهو ما نلمسه في النتاج المطبوع سنويًّا من الروايات والقصص، والذي يمثل مؤشرًا لمستقبل يمني سردي سيكون أكثر إبهارًا.. ما يجعل من هذه الجوائز ضرورة يمنية، لا سيما أنها ستعمل بموازاة ذلك على تكريس ثقافة القراءة، وبالتالي تعزيز وعي السلام كأمل ينتظره كل اليمنيين باتجاه ثقافة العيش المشترك تحت مظلة التنوع والتسامح والإيمان بالآخر.
تعليقات