Accessibility links

كاتبة مقْدسيّة من حيّ الشيخ جراح تروي ما يحدثُ


إعلان
إعلان

“اليمني الأميركي” – متابعات:

تتكرسُ معاناة الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة محورًا لاهتمامات الصحافة العالمية، وبخاصة ما يرتكبه الاحتلال من جرائم مركزها محاولته طرْد عائلات حيّ الشيخ جراح في مدينة القدس.

واستعرضت صحيفة الاندبندت البريطانية البُعد الشخصي للأحداث الجارية في حيّ الشيخ جراح، وذلك في مقالٍ كتبته منى الدجاني، وهي تنتمي لعائلةٍ من العائلات التي تواجهُ الطرد في هذا الحيّ الفلسطيني. 

وقالت الكاتبة: “أنا ابنة وحفيدة المقدسيين الفخورين. قصتهم هي قصة ملايين الفلسطينيين – قصة الكفاح من أجل الوجود”.

وأضافت: “في النكبة، عام 1948، أصبح أجدادي لاجئين، وأُجْبِروا على ترك منزلهم الجميل في حيّ البقعة، فيما أصبحَ يُعرَفُ بالقدس الغربية. وجَدَ أجدادي ملجأ في الشيخ جراح، وهي منطقة تقعُ خارج البلدة القديمة في القدس”.

وتُتابعُ دجاني في وصف تاريخ العائلة من المنطقة المقدسية: “لقد بنوا منزلًا محبًّا، وزرعوا الأشجار لتغذية جذورهم في الأرض، وكانوا جزءًا من مجتمعٍ قوي الترابط. عندما كنّا أطفالاً شعرنا بالأمان هناك. نشأنا كمقدسيين فخورين يعيشون في قلب المدينة. لكننا علمنا – أيضًا – أنّ خطر الطرد يلوحُ في الأفُق”.

ورأت الكاتبة أنّ “النكبة لم تكُن بالنسبة للفلسطينيين مجرد حدث. إنها حالة مستمرة لوجودنا. نواجهُ الأمر في كلِّ مرة تطردنا السياسات الإسرائيلية من منازلنا، وتهاجمنا في أماكن عبادتنا، وتحُدُّ مِن وصولنا إلى الأماكن الثقافية والسياسية في مدينتنا”.

وأضافت أنّ “هذا ليس صراعًا جديدًا، نحن نكافحُ ضد منظمة المستوطنين في المحاكم الإسرائيلية منذ عقود. نحن لا نؤمنُ بهذه المحاكم، بعد كلِّ شيء، فهُم يطبقون في النهاية تشريعات تمييزية. إنهم ليسوا إلى جانبنا. إنهم لا يروننا كبشر متساوين يريدون فقط البقاء في منازلهم، ويريدون العدالة والحق في العيش في مدينتهم”.

وقالت إنّ “أهل الشيخ جراح صمدوا وصمودهم مهول. لقد شهدنا – جميعًا – في الأسابيع القليلة الماضية شجاعتهم، حيث توحَّدَ المقدسيون والفلسطينيون من جميع أنحاء فلسطين”.

وأضافت: “الوضع في القدس بعيدٌ كلّ البُعد عن الهدوء الذي تشهده في الأيام الأخرى. الترهيب والمضايقة وهدم المنازل والتمييز والعزل هي القاعدة بالنسبة للعائلات المقدسية. وجودنا اليومي معركة”.

وختمت دجاني بالقول: “رسالتنا واضحة: لن نذهب إلى أيِّ مكان. نريدُ أنْ نظَل، وأنْ نستمر في بناء الذكريات، وأنْ يكبرَ أطفالنا، ويعرفوا منزلهم ومدينتهم كما فعلنا. هذه مدينتنا. هذه بيوتنا. نحن نرفضُ أنْ نُمْحى”.

ويسعى المستوطنون الإسرائيليون إلى طرد عائلات الشيخ جراح في القدس بمبرر امتلاكهم الأرض، مستشهدين بوثائق ينكرها الفلسطينيون، كما ينكرون ما قضت به محاكم إسرائيلية بهذا الشأن.

كما يسعى الإسرائيليون إلى تمديد استيطانهم في كلّ مناطق القدس وغيرها من المناطق الأخرى من فلسطين المحتلة، وهو ما تعزَّزَ في السنوات الأخيرة، مستفيدين من قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ما جعلهم يسعون جاهدين لتهويد المدينة لتهيئتها عاصمةً إسرائيلية. 

وتُمثِّل معاناة عائلات حيّ الشيخ جراح عنوانًا من عناوين معاناة الشعب الفلسطيني؛ إذ تمتد هذه المعاناة إلى منتصف القرن الماضي، وتعاقبت عليها أجيالٌ من عائلات هذا الحيّ، الذي يَعكسُ بتضحيات وصمود عائلاته مدى استبسال الفلسطيني في مواجهة غطرسة الاحتلال.

   
 
إعلان

تعليقات