فكري قاسم *
السياسي مثل الدراكولا في الغالب، حتى وإن كان يبتسم !
السياسي لا يحترم جدول الضرب، بل يحترم الضرب ذاته.
السياسي لا ينشغل بالتنمية، بل ينشغل دائمًا بالتسوية السياسية.
السياسي لا يقرأ مؤشرات البطالة، بل يقرأ مؤشرات صعود أبطال حقيقيين من أوساط الناس، ليطرح أبتهم أرضًا، ويبقى هو سبع البرمب.
السياسي يتحدث بإفراط عن الفقر وعينه على صندوق الانتخابات.
السياسي يستخدم الخصومات لإصلاح وضعه وتحسين حضوره، مش لتحسين حياة الناس.
السياسي لا يتذمر من انطفاء الكهرباء، إلا إذا حدث ذلك أثناء متابعته لنشرة الأخبار.
السياسي يحارب فكرة حمل السلاح، مش حرصًا منه على سلامة المجتمع، بل يفعل ذلك ليحصل على حصته من البنادق، وتنزل البلاد ملح.
السياسي يُسخِّر الله والدين والناس والقانون والحرب والسلام لصالحه، ويستخدم كل تلك الأشياء مجتمعة ضد الناس إذا ما صرخوا مرة في وجوههم: قرفتونا يا عيال التسوية السياسية.
السياسيون – بشكل عام – يخربون المجتمع، ويصرخون بكل وقاحة أنهم بُناته.. شوفوا على خراطيييييين..!
نفسي أقوم مرة من نومي، واسمع أخبار جيدة عن بلادي، لكن الواضح أن مجرد أمنية صغيرة كتلك يصعب تحقيقها في بلد ليل الله مع نهاره، وهو مشغول بأخبار السياسيين وعمايلهم السوداء، الله يسوِّد عيشتهم.
وعلى الرغم من وفرة السياسيين في البلد، إلا أننا قلّما نجد سياسيًّا تعنيه سعادة الناس ورفاهيتهم، ذلك لأن السياسيين كائنات مكتئبة في الغالب، تقول لأحدهم نكتة، فيرد عليك ببيان استنكار..!
السياسة لا تمنح الناس السعادة على الإطلاق، وأصحابنا “مكرضين” سياسة دون كلل أو ملل.. حتى في مناسبة كعيد الأم “ينبعوا” لها السياسيين، ويحيلوها من فعالية إنسانية إلى بيان تضامني مع أنصار الأم، وقلّك ليش أم الصبيان راكبة رؤوس اليمنيين؟!
أغمضوا أعينكم قليلاً، وعودوا خمسين عامًا إلى الوراء، ستكتشفون أن كل خراب حصل في هذي البلاد كان وراؤه في الغالب مراهَقات سياسية متكررة أضرت بالجميع، وأحالت البلد بكل ما فيه إلى عصف مأكول.
* كاتب يمني ساخر.
تعليقات