صنعاء – “اليمني الأميركي” – محمد الأموي:
ازدان ليل العاصمة صنعاء ومختلف المدن والقرى في اليمن بالألعاب النارية، فيما امتلأت الشوارع بالمسيرات تعبيرًا عن فرحتها وسعادتها بنجاح المنتخب اليمني للناشئين في تحقيق كأس البطولة الثامنة لغرب آسيا للناشئين لكرة القدم بعد فوزه على نظيره السعودي بركلات الترجيح 4/3 (انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للمباراة 1/1).
يعتبر الإنجاز أول بطولة تتحقق للكرة اليمنية عبر تاريخها الطويل الذي يمتد لحوالى 120 عامًا.
كما أن هذا اللقب قد يرسم مسارًا جديدًا للكرة اليمنية نحو النجاح والتألق، كما حاز لاعب المنتخب اليمني محمد المرواني على لقب أفضل لاعب بالبطولة.
منتخب وحّد اليمنيين في زمن الحرب
لم يكن هذا الفوز في إطار كرة القدم فقط، بل إن له أبعادًا أخرى متعددة، وله طعم آخر عند كل أبناء اليمن الذين خرجوا للشوارع معبّرين عن فرحتهم بنجاح صغار اليمن الذين أصبحوا رجالاً، أهدوا السعادة والفرحة لكل اليمنيين وفي مختلف مدن وقرى البلاد في مرحلة مليئة بالأحزان، ليتجلى توحُّد كل اليمنيين بمختلف فئاتهم وشرائحهم وأطيافهم السياسية.
فوز تحقق في وقت مليء بالأحزان والمآسي، وفي ظرف صعب ومرير، يمر به اليمن والمواطن اليمني بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ مارس/ آذار 2015 م.
شوط أول تبادل السيطرة الميدانية
بالعودة للمباراة نجد أن أحداثها كانت سجالاً بين لاعبي المنتخبَين، حيت بدأ الشوط الأول للمباراة، التي أقيمت على ملعب الأمير فهد بن محمد بمدينة الدمام، بضغط يمني مكثف وسط هدير الجماهير اليمنية في العشر الدقائق الأولى، ومن مختلف جوانب الملعب، قابله استبسال الدفاع السعودي في صد هجمات المنتخب اليمني، وهو ما نجح فيه، حيث امتص هجمات المنتخب اليمني، ثم هدأ رتم المباراة مع سيطرة نسبية للمنتخب السعودي على دقائق المباراة، من خلال خط وسطه، الذي تحكّم بالكرة أكثر، ومول مهاجميه بعدد من الكرات، بالإضافة إلى محاولتهم المباغتة لحارس المنتخب اليمني وضاح أنور، الذي وقف بالمرصاد، وبثبات للتسديد من خارج منطقة الجزاء اليمنية.
فيما هدأ رتم المنتخب اليمني بعض الشيء حتى الدقيقة ثلاثين من زمن الشوط الأول، عندما سيطر المنتخب اليمني على وسط الملعب، ليقوم بعدد من المحاولات الهجومية الخطيرة، أبرزها رأسية عبدالرحمن الخضر، والتي أبعدها الدفاع السعودي من أمام خط المرمى… ثم رأسية عبدالله الدقيل الذي تحصل على كرة عالية داخل منطقة الجزاء، ولعبها فوق عارضة المرمى بقليل، لتمر بقية دقائق الشوط الأول بهدوء حذر، حتى أعلن الحكم نهايته بالتعادل السلبي، فيما بقيت الجماهير تترقب الشوط الثاني، وماذا سيقدم فيه مدربا المنتخبَين من تكتيكات وخطط من أجل حصد اللقب؟
تعتبر هذه البطولة أول إنجاز يتحقق للكرة اليمنية عبر تاريخها الطويل.
ابتسمت ركلات الترجيح للاعبي منتخب اليمن مع تألق كبير ورائع لحارس المرمى وضاح أنور.
شوط المدربين واللياقة
بنفس أسلوب الشوط الأول بدأ الشوط الثاني بضغط يمني مركّز أسفر عن هدف مبكر، عن طريق محمد المرواني، الذي راقب عرضية محمد عباس ليغمزها بشكل مفاجئ من أمام المُدافع السعودي بقدمه اليمنى في الشِّباك السعودية.
وتواصل الضغط اليمني بهجمات خطيرة، تألق فيها الحارس السعودي في الذود عن مرماه، مع محاولات هجومية للمنتخب السعودي، أبرزها تسديدة الشمراني الأرضية من خارج خط الثمانية عشرة، ليتألق الحارس اليمني وضاح أنور في إبعادها لركنية، لتتعدد محاولات لاعبي المنتخبين من أجل تسجيل هدف (هدف يمني ثانٍ لتعزيز النتيجة، وهدف سعودي لتعديل النتيجة) يقابله تألق حارسيّ المنتخبين في إبعاد الخطر عن مرماهم، واعتماد المنتخب السعودي على الضغط، فيما اعتمد لاعبو المنتخب اليمني على الهجمات المرتدة، خاصة في الربع الساعة الأخير للمباراة بعد ظهور الإرهاق والضغط على لاعبي المنتخب اليمني، فيما ظهرت عصبية لاعبي المنتخب السعودي بسبب فشلهم في تعديل النتيجة حتى جاء الوقت بدل الضائع عندما تمكّن المهاجم البديل محمد العيسى من استغلال ضربة ركنية، مسجلاً هدف التعديل لينتهي زمن المباراة بالتعادل بهدف لهدف… ويتجه المنتخبان لركلات الترجيح بحسب نظام البطولة.
ركلات الترجيح تنصف اليمن
ابتسمت ركلات الترجيح للاعبي منتخب اليمن مع تألق كبير ورائع لحارس المرمى وضاح أنور، الذي تمكن من صد ركلتي ترجيح سعودية، معلنًا فوز المنتخب اليمني بكأس البطولة الثامنة لناشئي غرب آسيا.
تعليقات