«اليمني الأميركي» – متابعات:
مع تعقيد الأوضاع الإنسانية في مناطق الحروب والكوارث يتجدد النقاش عن جدوى وفاعلية المنظمات الإغاثية مقابل المبادرات الصغيرة التي يقوم بها الأفراد.. ونحن هنا لا نؤكد جدوى المبادرات الصغيرة عن المشاريع الكبيرة، فالأخيرة تستطيع أن تتعامل مع آلاف وملايين المنكوبين بلا شك بشكل منظم ومستوعب للتطورات المؤسسية في هذا المجال..
لكن في ظل ما يُثار عن طبيعة إدارة تلك المنظمات لمشاريعها تتجدد التساؤلات، وهو أمر طبيعي أن يتجدد هذا التساؤل على مستوى اليمن، الذي يعاني من وضع إنساني كارثي ومأساوي ينذر بوضعها على شفا المجاعة، وهو ما يجعل من كل اليمنيين في الخارج والداخل منوطين بمسؤولية إغاثة أهلهم في الوطن الأم، وهي مسؤولية لا يعفيهم منها أي مبرر أو تساؤل؛ فلتتبرع أولاً وأخيراً عبر القناة التي تطمئن لها
المبادرات المحلية
السيد شاكر الأشول أثار هذا الموضوع في منشور على حائطه في موقع “فيسبوك” بتاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، ولقي المنشور تفاعلاً دفعنا لتسليط الضوء على القضية وبعض الآراء التي تفاعلت معها، وبالإضافة إلى ذلك استطلعت الصحيفة رأي إحدى المنظمات الإغاثية المعنية باليمن في سياق الحرص على تقديم الجزء الأخر من الصورة…
أسئلة الثقة
أشار شاكر، في منشوره، إلى أن ثمة أسئلة يجب أن يسألها المتبرع لكل منظمة إغاثة أو خيرية، حتى يمكنه أن يقرر ما إذا كانوا هم سيكونون قناة لتبرعه أم لا.. وهذه الأسئلة هي:
1. ما نسبة الصرف على إدارة العمل الخيري من كل دولار يتم التبرع به؟.. (هل هي 10 سنتات، أم 40 أم أكثر أو أقل).. تخيل أن تتبرع ب 1000 ويصرف منها لإدارته 400 أو أكثر أو أقل بقليل.2. من المسؤولون عن هذه المنظمة وهل معلوماتهم واضحة في مواقعهم الإلكترونية ووثائقهم العامة؟3. هل تتم مراجعة الحسابات من قبل شركة تدقيق مختصة؟ 4. ما رقم الإعفاء الضريبي الخاص بهم؟
كما أشار الأشول إلى أن هناك عددًا من الوثائق التي يجب أن تمتلكها أية منظمة قانونية، بل ويجب أن تجعلها متاحة للمجتمع، وهي: التقرير السنوي بالأنشطة والبرامج والصرف العام، نسخ من التقرير المالي المفصل للثلاثة الأعوام الأخيرة، الاستمارة الضريبية رقم 990 Tax Form 990 .
الأنظمة والقوانين
«عبدالحكيم السادة» علّق على الموضوع وتحديداً على جزئية النفقات التشغيلية قائلًا: إن هذه النفقات « التي يأخذها القائمون على الأعمال الخيرية، هي حق، لكن ليس بالصورة التي يمارسها البعض»، ولهذا دعا المتبرعين «إلى التبرع لأهاليهم وأقاربهم وقراهم ومناطقهم بصورة مباشرة» على حد تعبيره.
عشاء خيري
وفي ذات الجزئية المتعلقة بالنفقات التشغيلية علق “مأمون بوك» منتقداً ما تمارسه بعض المنظمات من خصم كرسوم أنشطة وفعاليات وعشاء خيري بالإضافة الى خصم أخر عندما تُرسل التبرعات لليمن، حيث يتم خصم نفقات رواتب ومواصلات، “ بمعنى إذا تم توزيع50% من التبرعات الأصلية، فهذا يعتبر حال أفضل، لذلك فالتبرع المباشر والفردي يبقى الأفضل بالنسبة لي” على حد قوله.
الاستمرار والتطوير
وهنا كان لابد لصحيفة اليمني الأميركي أن تستطلع رأي إحدى تلك المنظمات لتدلي بدلوها؛ فكانت “منظمة الأيادي النقية” في أمريكا، و هي إحدى المنظمات الإغاثية التي تعمل في اليمن، وقد تحدث للصحيفة عضو مجلس الأمناء فيها صالح المثيل قائلاً، إن “الأعمال التي تتم من خلال منظمة أو أي كيان مؤسسي تكون قادرة على تحقيق أهدافها والاستمرار والتطوير في الأهداف”، معتبراً أن “المبادرات الفردية والصغيرة تكون محدودة الإمكانات وقد تتوقف، فمثلاً لا تستطيع صحيفة اليمني الأمريكي أن تستمر في الصدور بشكل منتظم وتحقق أهدافها الإعلامية النبيلة دون الطاقم الإعلامي الكفوء الذي يعمل بشكل منظم ومؤسسي على استمرار وتطوير هذه الصحيفة الرائدة”..
وأوضح أن “منظمة الأيادي النقية وعلى مدى خمسة أعوام وبتوفيق الله أولاً ثم تكاتف ودعم أبناء اليمن وكل محبي اليمن من العرب والمسلمين وغيرهم في أميركا استطاعت الوصول إلى ما يزيد عن 700000 مستحق من أهلنا في اليمن من خلال مشاريع متنوعة… كما استطعنا أن نستوعب الكثير من المبادرات الفردية أو الجماعية التطوعية ونوفر لها أسباب النجاح من خلال الكيان المؤسسي والقانوني للمنظمة”.
واستطرد: “وتشجيعاً من المنظمة لهكذا مبادرات نقوم بمضاعفة قيمة تلك المبادرات من موارد المنظمة…وعلى سبيل المثال في العام الماضي 2017 تجاوزت ميزانية مشاريع الأيادي النقية 17 مليون دولار بنفقات تشغيلية أقل من 10%… وأما عن الشفافية المالية والإدارية فهي مبدأ أصيل في عمل المنظمة منذ اليوم الأول، حيث تعمل المنظمة وفق قوانين العمل الأميركية وبإشراف وتدقيق مالي من الجهات المسؤولة في هذا البلد”.
وأكد المثيل أنه “في ظل المأساة الإنسانية التي تعيشها اليمن لا عذر لأحد منا أفراداً ومنظمات في إغاثة أهلنا في اليمن بكل الطرق والوسائل”.
تعليقات