Accessibility links

عبدالحميد الحسامي: تأتي أهمية فوزي بالجائزة من طبيعة الفنّ المدروس


إعلان
إعلان

الحسامي يفوزُ بالجائزة الثانية في النقد الأدبي لجائزة راشد بن حميد  

صنعاء – “اليمني الأميركي” – أحمد الأغبري

فازَ الناقد الأكاديمي اليمنيّ عبدالحميد الحسامي، مؤخَّرًا، بالجائزة الثانية مِن جائزة راشد بن حميد في مجال النقد الأدبي، في دورتها السابعة والثلاثين، عن دراسته الموسومة “السَّرد البصري في رواية (حرب الكلب الثانية)”. 

وأُعْلِنَ في إمارة عجمان، مؤخّرًا، عن أسماء الفائزين بالجائزة في مجالاتها المختلفة لدورة هذا العام.

وفي تصريحٍ لـ”اليمني الأميركي” أعْرَبَ الحسامي عن سعادته بهذا الفوز، وقال إنّ دراسته الفائزة تأتي ضِمْن اهتماماته بالسّرد العربي وتتبُّع دلالاته وتحولاته، لا سيّما تلك التحولات التي شهِدَ فيها السّرد تقارُبًا وتداخلاً مع الفنون البصرية، وبخاصة فنّ السينما.

وأضاف: «كما تأتي أهمية الفوز مِن طبيعة الفنّ المدروس الذي ينشغلُ بالمستقبل العربي، وقراءة المشهد المأساوي للإنسان العربي، وهو مشهد ديستوبي مُظلِم ومؤلِم في الوقت نفسه»

وتُعدُّ رواية “حرب الكلب الثانية” مِن أهم روايات الكاتب الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله، وقد فازت بجائزة البوكر للرواية العربية عام 2018.

واشتغلَ الباحِثُ الفائز على الرواية انطلاقًا من إدراكٍ لطبيعة الخِطَابين (السينما) و(الرواية)، وما بينهما مِن علاقات تجاوُزٍ وتشابُهٍ، فضلاً عن إدارة الباحث لطبيعة المتن المدروس وخصوصية السؤال الذي يهجسُ به، فرواية “حرب الكلب الثانية” رواية (ديستوبية) ترمح إلى المستقبل لِتُنذِرَ مِن مآلات الحاضر، وتسبر عُمْق الإشكالات التي تكتنفه، وفق الحسامي.

وللحسامي عددٌ مِن الكتب والدراسات في مجالات مختلفة في النقد الأدبي. 

«انطلقت الدراسة الفائزة إلى الخطاب الروائي – عيّنة الدراسة، وحاولت جاهدةً تلمُّسَ أثَر الوسائط الحديثة في تشكيله، ومدى إسهام العولمة الثقافية في توجّهه نحو هذه الزاوية مِن التجريب… وعمدت الدراسة إلى فرضية مفادها: أنّ النَّص الروائي العربي قد تخلَّقَ – في بعض نماذجه التجريبية – تحت تأثير المُعْطَى البصَري، وهيمنة سُلْطته بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، وعكَسَ هذا التأثير نفسه على عناصر السّرد،  فأصبح بإمكاننا أنْ نُسمّيه سردًا بصريًّا».

وحسَب الباحث والناقد الدكتور الحسامي فقد تم اختيار رواية (حرب الكلب الثانية) لِتكون مشغلة للقراءة؛ لأنها أنموذجٌ حيٌّ زعيمٌ بتمثيل أطروحة البحث، «وتقديم قراءة نابعة مِن طبيعة الرواية، وليست مفروضة عليها من خارجها قسرًا؛ لأنّها رواية كُتِبَتْ في ظِلّ وعيٍ بصَرِيّ مُهيمِن يُدرِكه القارئ الناقِد حين يتأملُ أحداثها ويغوصُ في تفاصيلها»

«ونزعُمُ أنّ هذا المدخل يُعدّ المدخل المناسب لقراءة الرواية؛ إذ يُشكّلُ (العنصرَ المهيمنَ) فيها، ومن خلاله يُمكِنُ تقديم قراءةٍ تُلامِسُ هواجس هذا الخطاب الروائي الجمالية والرؤيوية».

وتوسّلتْ الدراسة «بمعطيات المنهج السينمائي الذي تُملِيه طبيعة المتن المدروس، فهو أغنى وأقنى في تتبّع العلامات، وسيرورتها في نسيج الخطاب الروائي وعلاقاته، والكشف عن دلالاتها، وتواشجها مع الفنون البصرية».

 وسَعَتْ الدراسة «إلى قراءة زاوية مهمة، وقضية مركزية من قضايا الرواية العربية في بُعدَيها: (الذاتي، والموضوعي)، يتمثل الذاتي بالسؤال الجمالي للرواية، ويتمثَّلُ الموضوعي بالسؤال الاجتماعي للرواية، وعلاقتها بقضايا المجتمع؛ إذ إنها تناوش المتخيَّلَ الاجتماعي، وتحاولُ أنْ تصوغَ سؤالَ اللحظة من خلال صياغة متخيَّل للمستقبل»

 وقال الحسامي إنّ «هذه الدراسة جديدة في تناوُل الرواية؛ إذ لم تُسبَق بدراسة علْمية، في حدود علم الباحث، وكلّ ما هو منشور عنها وألفيناه في مواقع الشبكة العالمية لا يعدو أنْ يكون مقالاتٍ احتفائية بفوز الرواية بجائزة البوكر لسنة (2018) فحسب.. ولذلك تُعدُّ دراسةُ السّرد البصري إضافةً لدراسات قليلة في هذا السياق، دراسة تتسم بمحاورة حميمية للخطاب الروائي، تُصغِي لمكنوناته، وتستنطقه في شؤونه وشجونه، قراءة تُشكِّلُ اجتهادًا يطمحُ إلى أنْ يُثِيرَ أسئلة القارئ، وأنْ يجدَ فيه ما ينفعُ، أو ما نظنّه كذلك».

ويُعدُّ الدكتور الحسامي مِن أبرز النُّقاد الأكاديميين اليمنيين، وسبق له أنْ فازَ عام 2017م بإحدى جوائز كتارا للرواية العربية في مجال النقد عن كتابه «تمثيل ابن عربي في المتخيل الروائي العربي»، بالإضافة إلى جوائز أخرى كرّستْ حضوره عربيًّا في مجال النقد الأدبي.

   
 
إعلان

تعليقات