Accessibility links

إعلان
إعلان
  • نال شهادة الثانوية في عدن وعمِل في ديربورن بمصنع هنري فورد قبل الالتحاق بالكلية والتخرج من جامعة واين ستيت في مجال الهندسة الكهربائية

  • تجاوز معوقات النجاح واستمر في العمل والتعليم مكتشفًا قدراته وبخاصة عقب التحاقه ببرنامج “سيسكو” الخاص بنُظُم المعلومات

  • بعدما كان عاملاً في قسم اللحام عاد إلى كلية هنري فورد مدرسًا وأصبح يعيش حياة مستقرة.. ويُسهم بفعالية في خدمة جاليته ومجتمعه

  • تؤكد تجربته أهمية التعليم أولاً وعاشرًا، فالتعليم يمنحك فرصة اختيار العمل الأفضل والمناسب لقدراتك وهو بهذا مثال يُحتذى به في جاليته

ديربورن – ” اليمني الأميركي”: 

 كان عمره حين وصل الولايات المتحدة 18 عامًا ليبدأ رحلته مع العمل والتعليم، ولتُسجِّل تجربته حكاية من حكايات اليمنيين الأميركيين، والتي يجب أن يقرأها غيره لتكون حافزًا لبذل المزيد في طريق الحياة اعتمادًا على العلم كسبيل وحيد للنجاح.

ولد طه في عدن، وهناك واصل تعليمه حتى حصل على الثانوية العامة، وتخرّج من المدرسة الفنية.

من مصر غادر إلى ديربورن في العام 1976.. يقول طه: سافرتُ إلى أميركا للبحث عن حياة أفضل من خلال العلم والعمل، وكانت صدمة حضارية عندما وصلتُ والأسرة، لكنني استطعتُ التأقلم مع البيئة الجديدة حتى أصبحَت أميركا مهجرًا ووطنًا.

ويضيف: “كان المجتمع العربي واليمني صغيرًا جدًّا لكنه متماسك، والكل يساعد الآخر”.

عدد من الصعوبات واجهت طه في بداية الأمر، وأبرزها: اللغة والمواصلات في ذلك الوقت.

 العمل

التحق طه بميدان العمل لإعالة أسرته، وكان أول عمل التحق به عاملاً في ورشة بيع قطع غيار للسيارات.. “كنتُ أتقاضى في الساعة دولارين وستة وتسعين سنتًا”.

لدى طه ولد يدرس في الكلية، وسيلتحق في جامعة استرين ميشيغن، ولديه ابنة أصبحت على وشك إنهاء الثانوية العامة..

بعد فترة من عمله في ورشة قطع الغيار انتقل طه للعمل عاملاً في مصنع هنري فورد للسيارات.

يقول: “خلال عملنا هذا فكرتُ وأخي (أننا نجيد اللغة الانكليزية، وعلينا اختيار حياة أفضل).. وعلى الرغم من أن العمل ليس عيبًا، لكن علينا اختيار ما يتوافق معنا، ومن الصعب الاستمرار في هذا العمل، في قسم اللحام حتى التقاعد، فهو أمر يحتاج إلى ما يقارب 30 سنة، ولذا قررنا الالتحاق بكلية هنري فورد لمواصلة التعليم باعتباره الخيار الأفضل؛ كون التعليم يمنحك اختيار طريقك”.

وبالفعل التحق طه بكلية هنري فورد واستمر في العمل بموازاة التعليم إلى أنْ تخرج منها، ومن ثمّ التحق بجامعة واين ستيت، وتخرج فيها في مجال الهندسة الكهربائية.. وتجاوز معوقات التعليم الجامعي من خلال الإصرار والاستمرار في العمل والتعليم في آن.

وبعد أن تأهّل علميًّا أصبح طه يعمل مهندسًا في شركة هنري فورد؛ فالتعليم – كما يقول – يُشكّل فارقًا في نوع الوظيفة، موضحًا لصحيفة (اليمني الأميركي): “أنا وأخي كنا نعرف أننا لسنا في هذا المجال، فكان لا بد من العودة إلى التعليم؛ وهو ما كان، ومن خلاله تعزز وعينا وحصلنا على عمل أفضل، فالتعليم طريق لحياة أفضل”.

الحاسب الآلي

 لم يتوقف الأمر عند هذا، فعقب تخرجه من الجامعة أخذ طه الكثير من الدورات المتعلقة بنظام الحاسوب الآلي، وخاصة نظام الشبكات، كما أنه حضَر مؤتمرًا في مجال الشبكات.. وبعدها انتقل للعمل مسؤولاً عن نظام المعلومات في شركة بمدينة فيرمونت.

“بعد التأهّل والخبرة عملتُ في كلية هنري فورد مدرسًا، وقد كنتُ طالبًا فيها.. حيث تعرّفتُ على أحد المدرسين ممن مضى عليه في الكلية 29 سنة، فعرف خبرتي الكافية، خاصة عندما أصلحتُ له كمبيوتره الخاص، وتأكد له أنني أعرف الكثير عن برنامج (سيسكو) الخاص بشبكات المعلومات؛ فاقترح عليّ التدريس في الكلية، وبالفعل انتقلتُ إلى هذا العمل في الكلية منذ تسعينيات القرن الماضي”.

برنامج (سيسكو)

ويُعد برنامج (سيسكو) من أكثر البرامج التعليمية شهرةِ في مجال الحاسوب، ولا يحتاج من المتقدمين إليه متطلبات كثيرة؛ فاذا كان لدى الشخص (ثانوية عامة) فهذا يكفي – يقول طه: “فقط عليك التسجيل في البرنامج، ولمدة تتراوح من (8 أشهر إلى سنة)، وكل ما تحتاجه هو ثلاث ساعات يوميًّا في الفصل الواحد، والذي مدته تُقارب الشهرين، وهذا أيضًا لا يتطلب منك أن تكون خبيرًا في الكمبيوتر، فقط تعرّف على الأساسيات.. وبهذا لو سجّلت ونجحت ستحصل على شهادة مطلوبة في كل مكان؛ لأنها تتعلق بشبكة نظم المعلومات المعروفة باسم (آي تي)”.

 وينصح طه أبناء جاليته اليمنية، خاصة الذين لا يسعفهم الحظ في إيجاد وظيفة مناسبة، ولديهم الثانوية العامة فقط، أن يجرّبوا ويستغلوا الفرصة، ويلتحقوا في هذا البرنامج.

طه (60 عامًا) أصبح سعيدًا بما حقق من أحلامه منذ قدومه إلى أميركا، ويُثني على ما صارت إليه الجالية اليمنية، التي قال إنها تسير في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج إلى اهتمام أكثر بالتعليم.

العمل الاجتماعي

استطاع طه عبدالكريم أن يُحقق حضورًا في كل محطة عاشها، كما استطاع أن يوائم بين عمله وتعليمه ونشاطه الاجتماعي، وهو ما استمر فيه بعد تخرجه واستقراره المهني.

يقول علي القرش، وهو مدير تنفيذي في مجال نظم المعلومات: “طه كان من أوائل رواد العمل الاجتماعي في الجالية، وكان بالنسبة إليّ وشباب آخرين بمثابة الأب الروحي من خلال تدريبه لنا في ملاعب كرة القدم، بالإضافة إلى أنه كان يُعتبر المرجع الأكاديمي فيما يخص التعليم الجامعي، حيث يبرز مثالاً يُحتذى به، كما أنه يُعتبر المثل الأعلى لِمن بذل وقته وجهده لصناعة جيل واعٍ ومتمكّن وقادر على إثبات وجوده في المجتمع”.

 تحقيق الذات

أما أحمد الماوري فيقول: أعمل كمهندس شبكات في شركة KLA LABRATORIES بديربورن، واستطعتُ من خلال دراسة هندسة الشبكات امتلاك تخصص أصبحتُ من خلاله قادرًا على تحقيق الذات عن طريق بناء مشاريع في مجالات الشبكات واكتساب خبرات جديدة.

 عرفتُ طه بدايةً في الملعب الرياضي lapeer Par بـ(منتزه لبير) عام 1993، وذلك بعد أن تقرر تكوين فريق رياضي يمني يدرّبه طه عبدالكريم، كان هذا القرار ناتجًا عن إحساس الشباب بالفُرقة والإحباط نتيجة الوضع الاقتصادي آنذاك وندرة فرص العمل.. أسسنا فريق شباب اليمن في العام 1993، حيث وصل عدد المشاركين إلى أكثر من (65) شابًّا، وكان من أهم أهدافه، إلى جانب الرياضة، مساعدة الشباب الوافدين من اليمن.. وكان طه في ذلك بمثابة الأخ الأكبر فلم يتوانَ في توفير النصيحة والجهد من أجل مساعدة وتوجيه الشباب.. وكانت هذه هي بداية صداقة استمرت حتى يومنا هذا، نختلف تارة ونتفق تارة أخرى، لكننا في الأخير نلتقي على أرضية الحب والاحترام المتبادَل.. فعندما خسرت عملي كان لطه الفضل، بعد الله، في رسم منعطف جديد في حياتي العملية من خلال النُّصح والتوجيه لدراسة هندسة الشبكات، وذلك بعد أن توقفتُ عن العمل نتيجة إفلاس الشركة التي كنتُ أعمل فيها، فعقدتُ النية وتوكلتُ على الله”.

   
 
إعلان

تعليقات