مروى العامري في لوحة تشكيلية مختلفة لخريطة اليمن
صنعاء – “اليمني الأميركي” ـ محمد العلفي
على الرغم من حداثة التجربة التشكيلية لليمنية مروى العامري (18 عامًا)، إلا أنها خرجتْ عن المألوف في إحدى لوحاتها، فرسمتْ خريطة اليمن في هيئة وشاح امرأة، مستخدمة في خاماتها حبيبات البُنّ اليمني، مستخدمة في ذلك 2934 حبة بُنّ، بل إنها قدّمتْ صورتين في لوحة واحدة، فبوضعها الرأسي تتجلى صورة، وبوضعها الأفقي تتجلى صورة أخرى.
عنوان ثقافي بامتياز
توضح مروى لـ “اليمني الأميركي” أنّ هذه اللوحة تمخضتْ عن عدة اسكيتشات، سعتْ من خلالها للتعبير عن ملمحٍ من ملامح الثقافة اليمنية القديمة، معبرةً عن ذلك برسمها لخريطة اليمن بمحافظاته الـ 21، على شكل امرأة متوشحةً تقليديًّا، مستخدمةً في ذلك حبيبات البُنّ كعنوان ثقافي يمني بامتياز.
«سعيتُ من خلال لوحتي أنْ أُعبّر عن ملمحٍ ثقافي يمني قديم، من خلال دمجي لصورتين في اللوحة، حيث تتراءى الصورة الأولى للناظر على أنّ اللوحة لامرأة يمنية ترتدي الوشاح التقليدي، وتتجلى الصورة الثانية عندما يُعدَّل وضع اللوحة أفقيًّا، عن خريطة اليمن بمحافظاتها الـ 21» تقول، «حرصتُ على استخدام الخط الحِميري القديم (المسند) في اللوحة، من خلال عنوانها (بُنّ وحضارة)، وعند تعديل وضع اللوحة أفقيًّا تتجلى صورة الخريطة مكتوب تحتها يمن».
– «سعيتُ من خلال لوحتي لِأنْ أعبِّر عن ملمحٍ ثقافي يمني قديم، من خلال دمجي لصورتين في اللوحة، حيث تتراءى الصورة الأولى للناظر على أنها لامرأة يمنية ترتدي الوشاح التقليدي، وتتجلى الصورة الثانية عندما يُعدَّل وضع اللوحة أفقيًّا، فتظهر خريطة اليمن بمحافظاتها الـ 21»
– تُشيرُ إلى تعلّقِها بأسلوب (creative art – الفنّ الإبداعي)، الذي من خلاله يحرصُ الفنان على استخدام أشياء غير مألوفة في الرسم، وهو ما أسهم في اختيارها حبيبات البُنّ في تشكيل لوحتها
لماذا البُن؟
استوحت مروى فكرة الاشتغال التشكيلي على خامة حبيبات البُنّ، انطلاقًا من شهرته العالمية كأحد العناوين الثقافية لليمن تاريخيًّا.
تقول: «اشتهرَ البُنّ اليمني على المستوى العالمي منذ القِدم، حتى أنه حمل اسم ميناء المخا الذي مثَّلَ مركز تصديره للعالم، وعُرِفَ البُنّ الفاخر في الغرب باسمهِ (MOCKA COFFEE – بُن المخا)، وكان من أهم سِلع التجارة والزراعة والنهضة قديمًا في اليمن، ولهذا وجدت فيه خامة تعبيرية ملائمة».
وتُشير إلى تعلّقِها بأسلوب (creative art – الفن الإبداعي)، الذي من خلاله يحرصُ الفنان على استخدام مواد غير مألوفة في الرسم، وهو ما أسهم في اختيارها حبيبات البُنّ في تشكيل لوحتها.. تقول: «اتخذتُ هذا الأسلوب لحرصي على اكتشاف الخامات من البيئة، واستخدام خامات غير مألوفة، وأفكار غريبة في تقنيتي، رغم أني أرى أنّ الأسلوب الغالب في لوحاتي هو الرسم التجريدي».
مشروع مجداف
هو مشروع أطلقته مؤسسة بيسمنت (القبو) الثقافية بصنعاء، التحقت به مروى مع 29 فنانًا وفنانة (تشكيليين، موسيقيين)، تم اختيارهم بعد عِدة مقابلات، نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي؛ لإنتاج أعمال فنية خاصة باليمن بأفكار خارجة عن المألوف.
وتُعرِبُ مروى عن شكرها للقائمين على المشروع، والذين قاموا بإيصال فكرتها مع أفكار زملائها لمنظمة “اليونسكو”، التي تبنت تمويل ودعم المشروع الذي نظَّم معرضًا فنيًّا نهاية شهر كانون ثاني (يناير) الماضي، ضمّ أعمال المشاركين، وكانت لوحة مروى “بُن وحضارة ” أحد هذه الأعمال.
أول لوحة
تمتد علاقة مروى بالرسم إلى صغرها، حيث كانت تحاولُ رسم صورة جدتها؛ لتعلّقها بها، وهي في مرحلة التعليم التمهيدي، والتي على ضوئها لاقت دعم أسرتها، ما عزَّز من مهارتها، حتى استطاعت في الصفوف الدراسية المتقدِّمة المشارَكة في عِدة معارض.
«بدأتُ الرسم في العام 2011م، ورسمتُ أول لوحة شاركتُ بها في المعارض المدرسية عام 2014م، وكانت استنساخًا للوحة تجريدية (40 في 70 سم) لفنان تشكيلي أميركي، تشتملُ على بحر فيه قارب وحيد، وهي اللوحة التي شاركتُ بها في معرضٍ للمدارس، ولاقت استحسان الجميع».
طموح
تذكرُ مروى أنّ إجمالي ما رسمَته حتى الآن هو 25 لوحة، بِيع منها لوحتان، بالإضافة إلى لوحتها “بُنّ وحضارة”، التي أصبحت مِلكًا لليونسكو، مُعرِبةً عن طموحها في تطوير تجربتها لتُصبح كما هو حال الفنانين ذائعي الصيت في هذا المجال يمنيًّا وعالميًّا.
تعليقات