ربيع حموي مثْل كثير من العرب الأميركيين لديه قصة كفاح مع عصامية التأهيل العلمي والاحتراف العملي؛ وهي قصة تروي ما حققه من نجاح في سبيل ما هو عليه اليوم كمحامٍ منافس يُدير شركة متخصصة في قضايا الحرائق والكوارث التي تُصيب الممتلكات، وأصبح متميزًا في مجاله كأحد أهم كوادر المحاماة العربية الأميركية.
ديربورن – « اليمني الأميركي»:
تجربة (ربيع) ناجحة بلا شك، ليس بما تحققه اليوم، وإنما بما حققته في سبيل ما وصلت إليه، منذ هجرته من لبنان، حيث أصرّ على إكمال تعليمه وتأهيل نفسه؛ فعلى الرغم من تخرجه في القانون بلبنان إلا أنه استكمل التعليم هنا، فتخرج في القانون في جامعة وسترين ميشيغان، كما حصل على الماجستير في اللغة والإدارة المالية المحاسبية هنا في الولايات المتحدة، وهو، بالإضافة إلى ذلك، عضو البورد الأميركي للمحاماة في ولاية ميشيغان.. كأنه يؤكد لأي شاب على أهمية مواصلة التأهيل العلمي كأساس لأي نجاح.. انطلاقًا من اقتناعه بأهمية التعليم والتأهيل والاحتراف طريقًا لتحقيق النجاح، كأنه بذلك يؤكد على الشباب أهمية أن يتعلموا ويتأهلوا في تخصصاتهم؛ فهناك يكون النجاح الحقيقي!
الهجرة من لبنان
هاجر ربيع من لبنان إلى أميركا العام 2003، وبمجرد وصوله إلى المهجر الأميركي حرص على إكمال دراسته وتعليمه في سبيل تحقيق طموحه في أن يكون محاميًا في أميركا.. يقول: “كان هذا حلمي منذ البداية.. صحيح أنني عملت في أكثر من مجال من أجل مساعدة نفسي على العيش، خاصة وأني وصلتُ إلى أميركا بدون عائلة… إلا أنني حاولتُ أن أعمل المستحيل لإكمال دراستي؛ فدرستُ اللغة في (كلية هنري فورد)، وحصلت على الماجستير في الإدارة المالية في (كلية ولاس)، وبعدها درست في جامعة وسترين ميشيغان، وحصلتُ على شهادة في القانون، وأنا عضو في البورد الخاص بالمحامين في ولاية ميشيغان”.
التأمين
مرت تجربة حموي بعددٍ من المحطات، ومن أبرز تلك المحطات كان عمله في مجال التأمين.. يوضح: عند دراستي للغة الإنكليزية بدأتُ أفهم الأنظمة والقوانين ومنظومة الحياة المجتمعية الأميركية، ووجدتُ أن التامين هو أفضل أنواع الخدمات التجارية هنا، وهو مجال يضم كل شيء، حيث كل شيء هنا يحتاج لتأمين، بدءًا من حياة الشخص، ولا ينتهي في أي شيء، سواء أكان التأمين على الصحة أو الحريق أو الحياة أو المركبات، وغير ذلك؛ ولهذا بدأت في تأسيس شركة خاصة بي في مجال التأمين بعد أن حصلت على كل التراخيص الضرورية في ذلك.. ويضيف ربيع: بالنسبة لي لم يكن فقط الغرض من العمل في مجال التأمين هو بيع بوليصة تأمين واستثمار تجاري وحسب، بل – أيضًا – تقديم خدمة واستفادة خبرة واكتساب مهارة، وأيضًا تثقيف المجتمع.. وهنا ينوه ربيع بأهمية التخصص في العمل وفهم لغة صاحب القضية.
المحاماة
عقب تجربته في مجال التأمين انتقل ربيع للعمل في مجال المحاماة وأسس شركته الخاصة في هذا المجال.. وهنا سألته (صحيفة اليمني الأميركي) عن الخدمات التي يقدمها – حاليًّا – كمحامِ، ونقصد بذلك الخدمات التي يتميز بها ولا توجد لدى الآخرين؟.. فأجاب: أنا محامٍ متخصص بأيّة قضية متعلقة بالممتلكات التي تتعرض للخراب والفيضانات أو الحرائق، ولا أزاول أو أقبل أيّة قضايا أخرى، بمعنى أنني متخصص بهذه القضايا؛ لأنه لدي الخبرة من عملي كصاحب وكالة تأمين في السابق، حيث عملتُ في التأمين لنحو عشر سنوات وتعلمتُ خلالها الكثير… ولهذا لا يمكن أن يُهضم الذي لديه قضية في مكتبنا بحكم معرفتي بالأسلوب الذي تتعامل به الشركات في ظلم بعض أصحاب القضايا.
ويضف ربيع: لديّ، أيضًا، خبرة في الإدارة المالية والمحاسبية، وهذه يستفيد منها المُراجع بالذات، وإلى جانب هذا كله لدي اللغة العربية، وهي لغتي الأم، وهنا لا يكون المُراجع بحاجة إلى مترجم.. وهذه ميزة ما نقدّمه للآخرين، بما فيهم العرب الذين لديهم مشكلة مع اللغة الإنكليزية.
واستطرد: من جملة ما نتميز به، أيضاً، هو أن شركتنا، وأنا شخصيًّا، نرد على المكالمات والرسائل الالكترونية بأسرع وقت ممكن، كما نخصص وقتًا لمواقع التواصل الاجتماعي، ونعرف كيف نقدّم الخدمات بشكل متميز.. لدينا أكثر من (100) قضية، ونعمل مع شركات التأمين في حل القضايا أو أخذها إلى أقصى درجة ممكنة من أجل أن يستفيد منها المراجعون لدينا.
خدمة المجتمع
بالإضافة إلى ما تقدمه شركته في مجال المحاماة من خدمات ربحية منافسة ومتميزة، فهو – أيضًا – يسهم في خدمة المجتمع من خلال برنامج أسبوعي يتحدث فيه عن القانون، “وأُسهم من خلاله في تثقيف المجتمع الذي نعيش فيه ،باللغة العربية، وأيضًا أكتب مقالاً في التخصص الذي أعمل فيه وأنشره في مجلة خاصة بالقانون ويتعلق بالحرائق والعقارات المدمرة، وهذا جزء من نشاطي المجتمعي الذي يشمل أنشطة أخرى”.
المجتمع اليمنيّ
عن المجتمع اليمنيّ في المهجر الأميركي يقول ربيع: إن هذا المجتمع شهد تغيرات في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد يكتفي بالمشاهدة بل أصبح مساهمًا ومشاركًا، “لقد أصبح أبناء الجالية اليمنية متعلمين، وصار منهم الأكاديمي والطبيب والمهندس وصاحب المهنة، وكذلك أصبح اليمنيّ مشاركًا في امتلاك العقارات ومحطات البترول وغير ذلك، وأنا أعتز بعلاقتي الشخصية مع أصدقائي من الجالية اليمنية، والعرب عمومًا”.
المِنح الدراسية
على صعيد الإسهام في دعم المنح الدراسية سألته الصحيفة عن أسباب غياب اسمه في قائمة داعمي المنح الدراسية سواء في النادي اللبناني أو أيّة جمعية عربية أو يمنية.. فأجاب ربيع: “في الحقيقة لم أشارك في دعم المنح الدراسية… وقد يكون السبب قصور المنظمات التي لا أعرف عنها شيئاً، أو أنها لا تتواصل معي بشكل رسمي؛ لأنه، كما تعرفون، أن وقت المحامي ضيق جدًّا فيما يتعلق بالعمل العام، ولكن إذا ما وجدتُ الوسيلة الصحيحة للتواصل فسوف أدعم المنح، وهذا واجب علينا جميعًا”.
تعليقات