ديربورن – “اليمني الأميركي”:
في هذه المقابلة الحصرية مع رئيس المجلس التعليمي بديربورن – حسين بري يتحدثُ لصحيفة (اليمني الأميركي) عن وضْع التعليم مع الموجه الثانية من جائحة كوفيد- 19، وكيف يتعاون الجميع في تشكيل خط مواجهة يُمكِننا، من خلاله، حماية أطفالنا وأنفسنا ومجتمعنا، وما يجبُ علينا اتّخاذه في التعامل مع الطلاب والمدارس والتعليم برمّته، كما تحدّثَ عمّا تقومُ به المدارس والمجلس التعليمي في ديربورن، وما يجبُ أنْ يقومَ به المجتمع كلّ من موقعه.
عاش (بري) معظم حياته بديربورن، وبدأ الخدمة فيها قبل 40 سنة، من خلال منظمة الشرق للشباب في كرة القدم، ونتيجة لأسلوبه الخاص في القيادة الشاملة توطّدتْ علاقته بالناس.
«نشأتُ في الطرف الجنوبي من ديربورن، وعملتُ فيها كذلك.. العديد من عائلتي: أبنائي وإخوتي يعيشون بديربورن.. إنها مكان خاص جدًّا بالنسبة لي».
الاستعدادات
- ما نوع الاستعدادات التي قامت بها المدارس بخصوص سلامة الطلاب؟
– قبْل ذلك سأعودُ إلى آذار (مارس)، وتحديدًا يوم الانتخابات الأولية، حيث خرجتْ الحاكم، وقالت إنّ هناك حالتين إيجابيتين فعلاً، ثم اكتشفنا أنّ أحد الموظفين، وهو أحد أفراد عائلتها، كان إحدى تلك الحالات الإيجابية، فأغلقنا المدرسة مباشرة.
كان إغلاق المدارس لأسبابٍ صحية سهلاً في ذلك الحين، الآن الجزء الصعب هو إعادة الطلاب إلى الفصول الدراسية، ولا شكّ بأنّ أفضل طريقة لتقديم التعليم هي وجهًا لوجه.
العديد من دروس الحياة التي يتعلمها الأطفال في المدارس مهم في التعليم المباشر، ولكن حتى يكون ذلك آمنا، وحتى تقول المقاطعة إنّ الوضع آمنٌ، نحن لسنا مستعدين للمخاطرة بالطلاب، فمدارس ديربورن العامة هي ثالث أكبر منطقة بولاية ميشيغان، وما أقوله هو إننا سنسعى إلى هذا اليوم الذي سنُدخِلُ فيه الأطفال إلى الفصول الدراسية والمعلِّمين، والحياة ستكون طبيعية.. لا أستطيع الانتظار حتى يحدث ذلك اليوم، لكننا لم نصلْ بعد.
- بالنسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يذهبون إلى المختبرات.. ماذا سيرون عندما يأتون؟
– بدأتْ سَنَتنا الدراسية على الانترنت، وأنشأنا أكاديمية للتعلّم عبْر الانترنت، وقد أظهرَ استطلاعنا أنّ حوالى 20% من الطلاب سيستفيدون منه، واتّضحَ أنّ هذا الاستطلاع صحيح، كما أننا سنحظى بمختبرات التعليم، وستكون مختبرات التعليم وجهًا لوجه.
لقد طلبنا بالفعل جميع المعدات التي نحتاجها، (أقنعة الوجه، والعباءات، والقفازات)، ونحن مستعدون لذلك.
أولياء الأمور
- ما الذي تعتقدُ أنه كان أكثر شيء تعلمته من عملية الاستماع من أولياء الأمور، وما الأشياء التي يهتمون بها بشأن الذهاب إلى العام الدراسي؟
مع الآباء وموظفينا أعتقدُ أنّ أحد أكبر الدروس التي تعلمتها هو العودة إلى أساسيات التواصل مع الناس.. نسألهم عمّا يشعرون به، لقد حصلتُ على مكالمات من الأهل والآباء يتحدثون عمّا يريدون لأطفالهم أنْ يمروا به، وأنا أقول دائمًا إنهم على حق.. مهما كان شعورك بأنه مناسب لأطفالك هو القرار الصحيح طالما أنت تقوم به، ولكننا مسؤولون عن 23,600 طالب، علينا أنْ نعرفَ ما هو في مصلحة معظمنا، وسنخدمُ الجميع.
مسؤولون عن 23,600 طالب، وعلينا أنْ نعرفَ ما هو في مصلحة معظمنا.. وسنخدمُ الجميع
الموظفون
أما بالنسبة للموظفين فهناك نجاح باهر، وأنا متأكد مِن أنك قد رأيتَ بعض المشاركات عن المعلمين والعمل العظيم الذي يفعلونه؛ لأنّ الآباء تعلّموا بين عشية وضحاها ما يفعله المعلمون.. إنهم مرشدون، وممرضون، وكلّ ما يمكنك التفكير به يصبحُ المعلمون كذلك.. لذا، في آذار(مارس)، كنا نُحبُّ مدرسينا، ولكن الآن الناس يتجاهلون أهميتهم، لذلك علينا – أيضًا – أنْ نستمعَ إليهم، ليس فقط الإدارة، ولكن الآباء والأمهات، نحن بحاجة للاستماع إليهم.. ما يواجهونه، والقلق الذي يحيط بهم… بعضهم لديهم أطفال صغار في المنزل، وبعضهم يعيشُ مع آباء مُسنّين؛ لذا فإنّ القلق على الجميع بات واقعيًّا.
الشيء الأكثر أهمية يكمنُ في الاتصالات.. أعتقدُ أنّ إدارة مدارس ديربورن العامة، بما في ذلك الدكتور غلين ماليكو والإداريون قاموا بعمل رائع للتواصل مع المجتمع.. هذا مجتمع متنوع، ولا أعني فقط التنوع على أنه عرقيًّا، فهناك الكثير من الأجزاء المتحركة في هذا المجتمع.. لقد قامتْ الإدارة بعملٍ رائع، وكما تعلم أنا الرجل الذي سيمسك قدميك على النار، لكنّي سأُثني عليك، أيضًا، عندما تقوم بعمل جيّد، والإدارة قامت بعمل رائع.
كان إغلاق المدارس لأسبابٍ صحية سهلاً في ذلك الحين.. الآن الجزء الصعب هو إعادة الطلاب إلى الفصول الدراسية
بناء الثقة
الآن، لدينا انهيار كبير في الثقة بالمؤسسات العامة، سواءً أكان ذلك من قِبل الشرطة أم الرئيس.. بعض الناس لا يصدّقون المهنيين الطبيين، والبعض لا يعرفون ما يعتقدون.. ماذا تفعل لبناء الثقة بالمجتمع؟
في مجتمع مثل ديربورن الأمر كله يتعلق بالاتصالات، وما يحدثُ على الصعيد العالمي، ما يحدث مع الحكومة الفيدرالية، ليس هناك الكثير الذي يمكننا القيام به.. يمكننا إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، ولكن ليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به أبعد من ذلك، ولكن، محليًّا، يجبُ أنْ تعودَ إلى التحدث مع جيرانك، والتحدث إلى معلّميك، والتحدث إلى أعضاء مجتمعك المحلي، وهذه هي الطريقة لبناء تلك الثقة.
إذا كان الناس يشعرون وكأنك تتخذُ قرارًا، قد لا يتفقون معك، ولكن إذا اعتقدوا أنك تتخذُ قرارًا وكان فيه مصلحة أطفالهم الفضلى، فسوف يثقون بك.
بهذا لا نعرفُ ما لا نعرفه، لا زلنا نتعلمُ الكثير، يمكنك الاستماع إلى ثلاث محطات مختلفة، والحصول على أربعة آراء مختلفة، ولكن مَن أثق به ممن أستمع إليهم هم الأشخاص في المستشفيات، أنا أثقُ بالأطباء، ولديّ شعور أنهم يعرفون ما يجري الآن.. إنهم يعرفون ما يتعاملون معه أخيرًا.. إنها ليست مثل منتصف آذار (مارس) أو نيسان (أبريل)، حيث يذهبُ الناس للحصول على تشخيص وإنهاء عقوبة السجن مدى الحياة.. في الأساس هؤلاء هم الناس الذين أستمعُ إليهم، والذين أثقُ بهم.
تعليقات