جليلة حسن أحمد لـ«اليمني الأميركي»: نساعد الآباء والأمهات الذين يريدون تحسين مهاراتهم اللغوية
شَرفنا بهذا اللقاء مع السيدة «جليلة حسن أحمد» – المسؤولة في مدارس «هامترامك» العامة، ومن خلاله عرفنا عنها الكثير وعن الجالية التي تحبها.. وعرفنا أن الوافدين الجدد إلى أميركا في هذه المدينة الصغيرة هم في أيدٍ أمينة مع قادةٍ نشطين مُخلصين أمثال السيدة (جليلة) التي تستقبلهم بترحاب، وتدمجهم في العديد من البرامج التي تخصهم وتُحسّن من مستواهم المعرفي.
هامترامك- «اليمني الأميركي»:
في هذه المقابلة نقترب من أعمالها في المدارس والبرامج التي تشتغل عليها هنا…
عندما استقرت (جليلة) في مدارس «هامترامك» العامة، قيّمت، على الفور، الاحتياجات، واتخذت الإجراءات الحاسمة بشأنها…
توضح: «احتياجات «هامترامك» استدعتني وناشدتني.. الاحتياج رقم (١) هو أعداد المهاجرين العالية.. أعتقد أن علينا ألا نحصر أنفسنا في منظومة التعليم من المستوى التمهيدي إلى العام الأخير من المرحلة الثانوية (K-12)، بل علينا أن ننظر إليها من جانب البيت إلى الميلاد إلى القوى العاملة.. وكوني وكيلة تغيير في مدرسة ما، فإن ذلك يمدني بالطاقة والفعالية إلى أبعد حد، ويُحفزُني كذلك إلى أبعد مدى.. إن شبابنا وشاباتنا في أمسّ الحاجة إلى المُخلصين الملتزمين الذين يُكرِسون جهدهم لتحقيق أفضل التوقعات من أجلهم.. إنْ أنت تطلعت إلى خدمة مجتمعك، وإذا كان ذلك هو ما تطمح إلى الإسهام فيه، فسوف تكون هذه تجربة بديعة لك أن تكون جزءًا في الحقل التربوي”.
الصيف الأكاديمي
نفذت (جليلة) عددًا من البرامج في المدارس، منها: “في 11 إبريل نفذنا ورشة عمل حضرها البائع الجوال، وشارك مع المدرسين في كيفية استخدام البرنامج الذي نُريد أن ندخله في نشاطنا.. وكان برنامج (الصيف الأكاديمي للقادمين الجدد) في العام الماضي برنامجًا ناجحًا جدًّا.. كانت مدة البرنامج ستة أسابيع، خُصِصت للمستوى التعليمي من التمهيدي إلى السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية (K-12).. وكان هدفنا هو أن نُعطي الطلاب القادمين الجدد الذين قضوا في أميركا سنة واحدة فقط فرصة لتعلّم اللغة، وكان الهدف هو تحسين قدراتهم اللغوية، ورفع مهاراتهم في القراءة والكتابة والاستماع والتحدث وتطوير رؤيتهم”.
اللغة
وتضيف (جليلة): “كان لدينا في العام الماضي (170) طالبًا وطالبة في سجل المنتظرين.. إننا نُريد أن تُدرك الأُسر أن اللغة لا يجب أن تكون عائقًا لما يُريدون فعله.. نُريدهم أن يجدّوا ويُركِزوا على أن يكونوا مشاركين.. وأنا أُمازحُهم وأتبادل معهم النكات كثيرًا عن البقاء في البيت ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية، لكن هناك حقيقة في المسألة.. إنني أُريدهم أن يعرفوا ما يلي: ليس من المعقول أن تُبدِدوا حياتكم في مُشاهدة كيف يعيش الآخرون”.
أميّة الأسرة
وتستطرد: “تذكروا، طُلابنا القادمون الجدد، لهم آباء وأمهات قادمون جدد أيضًا، وهم، كذلك، بحاجة إلى فهم ما هو متوقع منهم هنا في نظام التعليم الأميركي، وأنا أحاول بكل جهدي أن أجعل هذا الأمر واضحًا.. لقد طورنا هذا البرنامج وفقًا لاحتياجات طلابنا.. وبرنامج محو أمية الأسرة يتم بعد ساعات المدرسة، وفكرته هي مساعدة الآباء والأمهات الذين يُريدون أن يُحسِنوا من مهاراتهم اللغوية.
إلى ذلك “لدينا جزءًا من برنامجنا يتعلق بالعناية بالأطفال، ويهدف إلى مساعدة الآباء والأمهات في شؤون أطفالهم بعد المدرسة، كما أننا نخصص وقتًا للوالد أو الوالدة مع طفلهما، حيث يحصل الآباء والأمهات مع أطفالهم على فرصة تطوير مهارات القراءة والكتابة.. إن هدفنا الأساس هو أن نشرك الآباء والأمهات في تعليم أطفالهم”.
البرنامج الجديد
وبخصوص البرنامج الجديد توضح: “أما البرنامج الجديد الذي بدأته فهو (برنامج إشراك الآباء الوافدين الجدد).. وهذا البرنامج طُوِّر معتمدًا على احتياجات الآباء والأمهات الوافدين الجدد.. كيف نريد أن يفهم الآباء والأمهات ما نتوقعه ونريده منهم إنْ هم لم يلتحقوا بمدارسنا.. الآباء والأمهات لا يأتون إلى المدارس.. والهدف من هذا البرنامج أن نجيء بهم إلى المدارس ونساعدهم على اكتساب مهارات العيش.. فعلى سبيل المثال، يأتي مكافحو الحرائق إلى المدارس ويُطلِعون الآباء والأمهات عن الطرق السليمة التي يتأكدون بواسطتها من تأمين مساكنهم.. ورجل البوليس يأتي ويُقابلهم ويُحدثهم عن الأمن في الصيف، لماذا هو من المهم أن يرتدي الأطفال الخوذة؟.. إن الآباء والأمهات يجيئون من بلدانٍ أُخرى قد يكون لها نظام مختلف تمامًا.. وفهم هذه الاحتياجات بالنسبة للأسر الوافدة حديثًا هو في غاية الأهمية.. أجدُني في أمسّ الحاجة إلى العمل مع قادة آخرين في الجالية”.
الإنسان الأفضل
وتخلص (جليلة) إلى أن “التعليم ليس محصورًا على فترة معينة من العمر. فالناس لهم أغراضهم، وهم جزء من المجتمع، ومشاركتنا لهم وإشراكهم هو غايتنا الأولى والأخيرة.. لقد قال أحد الآباء: أنا أشعر بالعافية، أشعر بالسعادة، أشعر بالراحة حين أكون هُنا.. وحين أكون في البيت فإني أشعر بالاكتئاب، وفقدان السعادة.. إن وجودي في المدرسة يجعلُني سعيداً”.
ومضت تقول – مؤكدة: إن “التعليم يجعل من الشخص الجيد إنسانًا أفضل..! أن يكون لك هدف، وأن تكون مُشارِكًا في شيءٍ ما فذلك هو دون ريب أمرٌ عظيم ونبيل، وهو سيجعل منك إنسانًا أفضل بالتأكيد”.
ماذا عن جليلة؟
عن نفسها تقول (جليلة): “إن لي (5) أطفال، وزوجًا رائعًا يعمل، أيضًا، في حقل التعليم، وهذا جعل حياتنا أسهل بكثير؛ ﻷننا – معًا – نتشارك أفكارنا، وأنا أعمل مديرة (ELD) في مدارس “هامترامك” العامة، وإني لاستمتع بكل دقيقة في عملي.. أنا من “نيويورك”، ودرست في جامعة ولاية “بافلو”، ثم انتقلت إلى “ميشيغان”، وحصلت على درجة الماجستير في جامعة “ميشيغان” ، وأنا الآن أُحضِّر في برنامج الدكتوراه في الجامعة ذاتها”.
“وكانت وظيفتي الأولى في مدارس “ديربورن” العامة.. وكان عدد الطلاب في فصلي – أحيانًا – يزيدون على الأربعين طالبًا وطالبة، وكنت استمتع بكل شيء معهم.. وإني لأتذكر وأنا أقود سيارتي عائدة إلى البيت، قائلةً لنفسي، إني لا أكاد أصدق أنني أتقاضى مرتبًا لقيامي بهذا العمل.. لقد كانت تلك فرصة رائعة للتعلم.. إنني أتعلم من طلابي وطالباتي، كما يتعلمون هم مني بنفس القدر.. كنتُ – دائمًا – أحضر نباتًّا وأستخدمه رمزًا للنمو الذي سيُحققونه.. وكنت أخبرهم أنهم لن يكونوا قادرين على مشاهدة النمو، لكنهم في نهاية العام سوف يرون إلى أيّ مدى نما ذلك النبات وازدهر”.. تقول جليلة.
تعليقات