شعر: أحمد قاسم العريقي
1
تبتُ يا ربّي هدىً
ساعيًا في هذه الدنيا صوابا.
تبتُ يا ربّي وما تاب الورى
عاش يسعى في الدُّنى هذي خرابا.
كلما أغلقتَ باب الشر يومًا
فتحوا فيه مساراتٍ وبابا.
2
آدمٌ عاش على فردوسك الأعلى مدىً
بذرة الشرِّ نمتْ فيه شرورًا وعصاكْ
لم أكن فيها هناكْ
كيف أسجدْ للشرورْ
وهو الساكن فيهم من دهورْ
وأنا كنتُ ملاكًا مثل صُبحٍ جاء من نار ونورْ
آدم المنثور في الأرض تُرابا
أنكر الأخرى وما يرجو حسابا
3
يا إلهي
لم أكن جنكيز خانْ
أو تهاديتُ الحسانْ
لا ولا فرعون يسعى في الزمانْ
لا ولا جيّشتُ جيشًا من قطيع الطين فانْ
ينزعُ الأرواحَ والخصبَ سهولاً وهضابا
لم أقل إنّي إلهًا فاعبدوني
أو أنا ظلُّك في الأرض لأعطيهم حياةً
أو إذا شئتُ رقابا.
4
أمّة الإسلام هذي ويهودٌ ونصارى
يعبدون اللهَ ربًّا واحدًا كُلُّ منهم أعتلى يتلو كتابا
ويرى فيه دعاءً مستجابا
يقصفُ الرعدَ بهِ كُلما صلّ ذهابًا وإيابا
كفّرَ البعض لماذا؟!
وأنا الملعون أدعو:
يا إلهي فليكن هذا سرابا.
5
يا إلهي
ما جعلتُ السلبَ والنهبَ وظيفةْ
ما زرعتُ الفتنةَ الهوجاءَ في يومِ السقيفةْ
تنفثُ السمَّ في عقول الطين جيفةْ
ما غرستُ السيفَ في قلبِ الخليفةْ
ما صلبتُ الحبَّ أو ذاك المسيح مرتينْ
لا ولا ذاك الحُسينْ
ما سلختُ الدينَ وجهينِ مشى على كم مِن دروب
سنةً أو شيعةْ في قبلتين
والنصارى فرقتين
يقتلوا بعضًا وما أبدوا عتابا
6
يا إلهي
لم أكنْ ذئبًا أنا لابسًا ثوب الصبي
ومسختُ الكُلَّ من حولي خِرافا
تخمةٌ عِشتُ ومن حولي بدا الخلق عِجافا
باعني شيخُ لدى سوق المعالي
ما اشتراني في الورى غير زعيمٍ
عادني يجري إليه غاضبًا:
بعتَ شيطانًا يُصلّي يرجوَ الدنيا ثوابا.
أيّها الغشّاش مهلاً كيف لا تخشى عقابا
وانبرى سوطٌ من النار شقيٌّ يجلدُ الشيخَ عذابا.
7
يا إلهي
إنني الملعون دهرًا
هل تراني أُزهق الأرواح شوقًا؟
أسرقُ الجوعى وأهدي خبزهم للمتخمينْ
أسمل العينين زهوًا
باع حُرًّا أو خصى طفلاً بريئًا
أو دعا للموت كهلاً وشبابا
لم أكن يومًا زعيمًا ومسختُ الكُلَّ من حولي كلابا
ما فعلت الشر هذا
وأنا الملعون دهرًا فلماذا!
يا إلهي
ما سحلتُ الناسَ ما خوزقتهم
ما أغتصبُ الحقَّ غصبًا
ما سحلتُ النفسَ في السجنِ عذابا
ما سقيتُ السًمُّ سرًّا في الورى شهدًا رُضابا
8
كل يومٍ يرمي النّسّاكُ جمرًا
من جِمار اللعنِ في وجهي
هل نزعتُ الروحَ باسم اللهً أكبرْ
وعلى الخلق تجبّرْ
كيف أبقى في الثرى هذا رجيمًا
وأنا لستُ الذي يرجمُ الناسَ شهابا
9
ما نسفتُ المعبدَ المعمور يومًا
أو تحزّمتُ حِزامًا ناسفا
وارتديت في الورى ثوب النقي
ما سرقتُ الناسَ باسم الله جهرًا
لا ولا بعتُ صكوكًا فيهِ غفرانُ الورى
ودعوت النفسَ قربانًا لفتحٍ
نُصرة الربِّ على وجه الثرى
وجعلتُ الروحَ في يدّي خِضابا
وباسم اللهِ ألقيتُ خطابا
10
كم أناسٍ عارضوني: لا أتوبْ!
كيف يبقوا في الدُّنى دون ذنوبْ
إنها ملح الطعامْ
إنها لِذّةٌ تشتهي سلخَ السلامْ
مَنْ سيعطينا الرماح والسهامْ
كيف نحتلُ القلاع والحصونْ
لا تتبْ أيّها الشيطانُ
واسجدْ واقتربْ لزعيم ينفخُ فيك إباءً وشبابا
11
يا إلهي
ما نفختُ السمَّ في حليبِ الأمهات
ما اخترعت “السارمات”
يحملُ البُركانَ فخرًا
طاف حول الأرضِ حاجًّا كالسُعاتْ
يبصقُ الموتَ هباتْ
لا ولا لوّثتُ أرضًا وبحارًا وسحابًا
تمطرُ الموت مُذابا
12
تبتُ يا ربي وهذا الحُبُّ ديني
فاح في القلب عطورْ
ليس يفنى في الدهورْ
تبت يا ربي وما عدتُ شيطانًا مُهابا
شاعر وروائي يمني
تعليقات