تشغل عددًا من المناصب في منظمات مهنية تمارس من خلالها أدوارًا في خدمة مجتمعها
ديترويت – «اليمني الأميركي» – عادل معزب:
سارة ناشر، يمنيّة أميركية، تنتمي لجيل جديد من الجالية، حرص الآباء أن يؤسسوا لهم حضورًا يتهيأ لهم من خلاله فرص تحقيق ذواتهم من خلال التعليم كوسيلة لا بد منها لإثبات الذات وتحقيق النجاح الذي يمتد للأسرة والحي والمجتمع.
وتعكس تجربة سارة ما صارت تحققه المرأة في الجالية اليمنية والعربية هنا، وما صار عليه وعي الجالية بأهمية التعليم وأهمية تعليم المرأة خصوصًا وإتاحة الفرصة لها لتحقق حضورها.
قد تكون هذه الفتاة، شخصًا مختلًفًا بالنسبة للعدید من الأشخاص..وبالنسبة لوالدتها الأرملة، فهي مراهقة ناضجة تقضي وقت فراغها غالبًا في الطبخ والعنایة بأشقائها الصغار.. وبالنسبة لمجتمعها في جنوب غربي مدینة دیترویت، فهي ناشطة متحمسة، تتطلع إلى العدالة التعلیمیة.
التفوق العلمي
حصلت سارة هذا العام على لقب آخر: جائزة الطالب العام من قِبل الجمعية الأميركية للطلاب والمهنیین اليمنيين.
سارة تخرجت من مدرسة (یونیفرسال أكادیمي)، وطوال فترة دراستها في المدرسة الثانویة، حافظت على معدل 3.93 درجة، لتحتل المرتبة السادسة من بین (52)طالبًا، بالإضافة إلى المعدل العالي لسارة، حصلت على نسبة جیدة في الامتحان العام لدخول الجامعات.
على الرغم من هذه الإنجازات على الصعيد العلمي، إلا أنها لا تُمثل سوى جزء صغير من مسيرة سارة المهنیة في المدرسة الثانویة، حيث أمضت الجزء الأكبر من وقتها في خدمة مدرستها ومجتمعها.
خارج المدرسة
شغلت سارة منصب نائب الرئيس لمنظمة “الشرف الوطنية” في مدرستها، وكانت أیضًا، عضوًا في حكومة الطلاب في المدرسة.. علاوة على ذلك، كانت عضًوا رائًدّا في عدد من المنظمات غیر الربحیة، وهي، أيضًا، رئیس لبرنامج “جیران”، وهو مشروع للشباب يتبع منظمة اكسس، ومقره جنوب غرب دیترویت، ويعمل على تنمية خبرات الطلاب في القیادة وبناء المجتمع.
إلى ذلك تشغل سارة، منصب رئیس مجلس شباب تشادي كوندون، وهي جماعة تم إنشاؤها لخدمة الشباب جنوب غرب دیترویت، كما تم اختیارها رئيسًا مشاركًا في منظمة (482 (Forward Youth Collective.. وهي منظمة يقودها شباب، وتركز على اتخاذ إجراءات مباشرة لحل المشاكل والمظالم التعلیمیة التي یواجهها سكان دیترویت.
كما كانت من الشابات اللواتي قدّمن أسئلة في مقابلة مرشحي حاكم ولایة ميشيغن عام 2018، وتمحورت أسئلتها حول نظام المدارس في الولایة.
المنح
إن التزام سارة بالتمیز في مسارها المدرسي وأنشطتها خارج المدرسة قد مّكنها من منافسة الطلاب الآخرین في الحصول على المنح الدراسیة.. حيث حصلت على منحة خدمة الطلاب في نادي دیترویت روتاري، ومنحة (CAIR-MI Rosa Parks)، ومنحة المركز الإسلامي في أميركا، ومنحة المؤسسة التعلیمیة الأميركیة.. وفي المحصلة، جمعت سارة حوالى1.7 ملیون دولار من المنح الدراسية.
خدمة المجتمع
على الرغم من قبول سارة في العدید من المدارس العلیا في میشیغن، إلا أنها تعتزم الالتحاق بجامعة “دیترویت میرسي”، كواحدة من الطلاب القلائل المقبولین في برنامج مساعد الأطباء المتسارع، الممتد لخمس سنوات.
هناك، تخطط سارة لتتعلم كیفیة الاستمرار في خدمة مجتمعها من خلال هذا المجال.
بمجرد تخرجها، تحلم بفتح عیادة عامة، داخل مجتمع یسكنه المهاجرون إلى حدّ كبیر، جنوب غرب دیترویت، وخصوصًا أولئك الذین لا یستطیعون الحصول على الرعایة الصحیة المناسبة لأسباب كثیرة، بما في ذلك حالة المواطن، وحواجز اللغة، وقیود النقل.. في غضون خمس سنوات، مع دبلوم جامعة دیترویت میرسي الذي تتخیله سارة في مكتبها، تطمح لمواصلة خدمة المجتمع الذي ساعد في بناء شخصیتها.
وكانت صحيفة (اليمني الأميركي) ممن كرّم سارة ناشر في الحفل السنوي العاشر للجمعية الاميركية للطلاب والمهنيين اليمنيين منتصف العام.. ضمن جهود الصحيفة لتكريم وتشجيع الشباب المتميزين.
تعليقات