تجاوز ظروف اللعب الاستثنائية في رمضان هذا العام فريق “هامترامك جريهاوندز” ومبارياته في دوري ديترويت بال للبيسبول
تجاوز ظروف اللعب الاستثنائية في رمضان هذا العام
فريق “هامترامك جريهاوندز” ومبارياته في دوري ديترويت بال للبيسبول
هامترامك – “اليمني الأميركي” – عمر ثابت:
لشهر رمضان الكريم قُدسية خاصة لدى المسلمين؛ حيث تمتد وقت صيامهم من قبل شروق الشمس وحتى غروبها.. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية صادف أن حلّ شهر رمضان خلال الأشهر الميلادية مايو ويونيو ويوليو، وفي أميركا تكون فترة النهار، خلال هذه الأشهر، عادةً، هي الأطول في جميع أيام السنة.. فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية بلغت مدة صيام المسلمين في أميركا حوالي 17 ساعة في اليوم، لمدة شهر كامل، وفي درجات حرارة مرتفعة.
غير أن هذا الوقت من السنة يشهد – أيضًا – انطلاق دوري “ديترويت بال” للبيسبول، وهذا الأمر بالنسبة لفريق “هامترامك جريهاوندز” للبيسبول للأطفال دون عمر الثانية عشرة سنة يعني اللعب تحت لهيب الشمس الحارقة لمدة شهر على التوالي من دون تناول أي طعام أو شراب طوال النهار.. فمن بين الـ 14 لاعبًا في قائمة لاعبي فريق “هامترامك جريهاوندز” لهذا العام كان 8 منهم مسلمون، وهم: 6 أميركيين من أصل يمني، وأميركي من أصل بنغالي، وأميركي من أصل فلسطيني.. كما تحتوي قائمة الفريق أربعة مدربين، ثلاثة منهم أميركيون من أصول يمنية، والرابع أميركي من أصل أفريقي.
نجاحات رمضان
وعلى الرغم مما تمت الإشارة إليه أعلاه، فإنك إذا سألت أيًّا من اللاعبين أو المدربين عمّا إذا كان للصيام، خلال شهر رمضان، أي تأثير شديد عليهم، فستكون الإجابة ببساطة: (لا).. يقول محمد ثابت (مساعد مدرب): “يعرف الأطفال بالفعل ما ينبغي عليهم توقعه عندما يحل علينا شهر رمضان، ويعرفون كيفية إعداد أنفسهم لذلك”..
وأضاف: “يبدو الصيام وكأنه لم يعدّ له تأثيرًا كبيرًا على اللاعبين، وعلى الرغم من أن اللاعبين قد يتعبون قليلا أكثر من المعتاد، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالأداء فإن النجاحات التي يحققونها تفرض نفسها”.. وهذه النجاحات، التي أشار إليها المدرب ثابت، هي الإنجازات الأخيرة التي حققها فريق “هامترامك جريهاوندز” للبيسبول على مدى العامين الماضيين.
الجدير بالذكر أنه قبل عامين، (أول سنة لعب فيها الفريق كرة البيسبول كفريق نظامي)، خاض فريق “هامترامك جريهاوندز” للبيسبول 7 من أصل 14 مباراة خلال شهر رمضان.. وفي ذلك العام سجل الفريق (11-3)، وانتهى به الموسم في المركز الثاني في فئة دوري ديترويت بال الترفيهي للأطفال دون سن 10 سنوات.
وفي العام الماضي توجّب على الفريق أن يلعب 9 من أصل 15 مباراة خلال شهر رمضان، وتمكن من إنهاء الموسم مسجلاً (11-4)، وبالتالي فاز ببطولة دوري ديترويت بال الترفيهي للأطفال دون سن 12..
وفي هذا العام لعب الفريق في بطولة دوري ديترويت بال ضمن فئة طغت عليها المنافسة أكثر من ذي قبل، واضطروا للعب (5) من أصل (14) مباراة خلال شهر رمضان.. بَيْدَ أن كل هذه الأمور لا تُثير مشاعر القلق لدى عدنان عبدالله (مساعد المدرب)، والذي قال: “نحن كمدربين نحرص على التواصل مع أولياء الأمور الذين يصوم أطفالهم، ونبيّن لهم أن هؤلاء الأطفال يجب أن يتناولوا وجبة صحية، ويشربوا الكثير من الماء خلال فترة السحور”. وأضاف: “أما عندما يتعلق الأمر بمسألة إعداد اللاعبين للأداء في الميدان فنحن كمدربين نتولى كافة الأمور”.
اللعب بثقة
وعلى نفس المنوال كان يبدو من اللاعبين عدم شعورهم بأنهم غير مهيئين للعب خلال شهر رمضان أيضًا.. فعلى سبيل المثال لدينا اللاعب محمد إسلام – وهو أميركي من أصل بنغالي، ويرتاد كانيف ليبرتي أكاديمي للدراسة، الواقعة في هامترامك (ميشيغان) – الذي يلعب كظهير أيسر في فريق “هامترامك جريهاوندز”.. عندما سُئل محمد عن أصعب الأمور التي تواجهه في لعب البيسبول خلال شهر رمضان، قال: “الحرص على أن يكون لديك ما يكفي من الطاقة لمواصلة اللعب حتى نهاية المباراة”.. وأضاف: “لا يوجد فرق كبير في لعب البيسبول خلال شهر رمضان أو غيره، وكل ما في الأمر أن على اللاعب التوجه إلى الملعب واللعب بثقة وستسير الأمور على ما يرام”.
حُب اللعبة
وهناك – أيضًا – اللاعب علي عبدالله – وهو أميركي من أصل يمني، يدرس في أكاديمية هانلي الدولية، الواقعة في هامترامك (ميشيغان)،والذي يلعب ماسكًا للكرة في فريق “هاماترامك جريهاوندز”.. عندما سُئل عن أصعب الأمور التي تواجهه في لعب البيسبول خلال شهر رمضان، قال: “كوني ألعب كماسك للكرة ينبغي عليّ ارتداء الكثير من الأدوات لحماية نفسي من التعرض للأذى بسبب ضربات كرة البيسبول. ولذلك أواجه صعوبة في اللعب كماسك للكرة لأن حرارة الجسم ترتفع عندما أرتدي هذه الأدوات، ولا يمكنني شرب الماء لتعزيز طاقتي؛ كوني صائمًا”.. وأضاف: “لا اعتقد أن الصيام يؤثر عليّ كثيرًا؛ لأنني أحب هذه اللعبة حقًّا، وسأفعل كل ما يلزم للعب البيسبول وتحقيق الفوز”..
قبل الانصراف
ينبغي علينا النظر إلى هؤلاء الأولاد الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ(10، 11، 12) سنة، كمصدر إلهام لنا جميعًا، إذ أثبتوا لنا قدراتهم على تجاوز الصعاب والعقبات، التي طالما يتعرض لها ويواجهها كل شخص..
وطالما الشخص يُحب ما يقوم بفعله؛ فإن الأمور الأخرى تهون من أجل تحقيق المراد.
تعليقات